10 نصائح تساعدك على التحليق في كتابة المقال
كتابة المقالات مهمة تحتاج منك إلى الجهد والمحبة والتركيز لكي تتمكن من كتابة أفكارك بأفضل تسلسل وأفضل شكل
add تابِعني remove_red_eye 4,358
الكتابة ليست مهمة سهلة أبدًا، حتى للمتمرسين فيها، فهي مهنة حافلة بالتحديات، والتى تبدأ حتى قبل الكتابة نفسها، إيجاد فكرة مناسبة تحدٍّ، كتابة الجملة الأولى تحدٍّ، تنظيم الأفكار والجمل تحدٍّ، معرفة ما يجب قوله وما يجب السكوت عنه تحدٍّ، الحفاظ على نفس روح المقال وعدم الانحراف عنه حتى آخر كلمة هو أكبر تحدٍّ.
لكن هل تعرف يا عزيزي القارىء رغم صعوبة هذه التحديات وما نكابده من تعب وإرهاق ذهني -حتى عندما لا نكتب- إلا أننا نكتب وكأنما قوة مغناطيسية تشدنَا إلى هذه الملكة التي تدعي الكتابة، حتى إننا نكتب رغم عدم انتظار مكافأة.
لقد وجدت نفسي مجذوبة إلى الكتابة منذ بلغت العاشرة من عمرى وحتى الآن لا أجد سبيلًا للانفكاك منها، وأنا أتخيل أننا جميعًا معشر الكُتَّاب يصعب علينا التخلي عنها، رغم جميع تَحدِّياتها ومشاقها، وضعف الحاصل منها مقارنة بمهن أخرى، إلا أنها تُعْطينا مقابلًا أكبر يجعلنا لاهثِين متعطشين دومًا لكى تكتب، إنها النشوة التى تعترينا عندما نكتب، هذه اللحظات في رأيي التى نشعر فيها بالنشوة ونمارس التحليق بدون أجنحة هي الكنز الذي تهبه لنا الكتابة ولا أجد وصفًا أدقّ مما كتبته الكاتبة الكويتية بثينة العيسي عندما سألت عن ماذا قدمت لها الكتابة. قالت بوضوح : الكتابة هي المكافأة على الكتابة.
كتابة المقالات هو فرع من فروع الكتابة الإبداعية، وهو الفرع الأكثر طلبًا الآن والأكثر غزارة، إذا كنت لا زلت في طور البداية فإن هذا المقال يعرض لك مجموعة من النصائح التي قرأتها عساها تكون نافعة لمن يريد أن ينطلق في هذا المجال:-
لا تكترث بطول المقال
كلما كان عدد الكلمات أقل، كلما كان ذلك أفضل بالنسبة لك، نعم هذا صحيح ما قرأت. لا تشعر بالقلق إزاء عدد الكلمات أو طول المقال، وضع في ذهنك في البداية أنك تكتب ذلك تنمية لمهاراتك في الأساس ،الكتابة تتطور مع الوقت ومع التجربة، بالإضافة إلى ذلك، نحن في القرن الحادي والعشرين، وقارئ هذا العصر لا يميل إلى قراءة مقالات طويلة، لذلك عليك أن توجز قدر الإمكان.
كن قارئًا نهمًا
فالكتابة رغم أنها مهنة العزلة في الأساس الأول إلا أنها تدفع المرء إلى الخروج من محيطه وشرنقته ليطلع على نتاجات غيره و يستلهم من الآخرين مادة المقال (الأفكار والأسلوب)، فالكتابة عملية تأثير وتأثر، ومن المهم للكاتب وبالأخص كاتب المقالات -أيًّا كان مستواه- أن يظل دومًا على اتصال بنتاجات الآخرين ممن يلتمس فيهم البراعة اللغوية أو ينشد فيهم الفكر القويم، فكيف إذا كنت لا زلت تحبو في عالم الكتابة، إذن فستكون القراءة من أقوى الأسلحة التى تتسلح بها في ذلك الطريق الشائك.
تعلم فن الصمت
تعلم ألا تقول كل شيء، ألا تبوح بكل شيء، وألا تشرح كل شيء، أبقِ بعض الأشياء سرًّا، هذا هو سر الكتابة، بالتأكيد تعرف لماذا يبرع صناع المسلسلات في جذب انتباه المشاهد حتى الحلقة الأخيرة، نعم إنهم لا يبوحون بكل شيء جملة واحدة وإنما قطرة قطرة، وهكذا أنت أيضًا أيها الكاتب عليك ألا تخرج كل مكنونك، دع القارئ يبحث عما وراء السطور، ودعهم متلهفين لتأويل نصّك فالقارئ هوايته التأويل.
كن بسيطًا
كن عفويًّا، تجنّب التحذلق والاستعراض اللغوي، لا تستخدم كلمات معقدة أو كلمات لم تُعد تستخدم، ولا تنزلق في فخّ التبسيط المخلّ الذي يضرّ باللغة وإنما التمس طريقًا وسطًا بين الاثنين.
ابتعد عن المشتتات أثناء الكتابة
لعلك قرأت هذه النصيحة كثيرًا، خاصم هاتفك المحمول قدر الإمكان، لا تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي أثناء الكتابة، ولا تتحدث مع عائلتك أو أصدقائك في الوقت الذي تخصصه للكتابة، وسواء كنت تكتب في حجرة مغلقة أو على قمة جبل إفرست أو مفترشًا العشب الأخضر، أو مستمعًا إلى موسيقى كلاسيكية فذلك كله غير مهم، المهم هو أن تحافظ على تركيزك في المدة التي تكتب فيها، وإذا كنت كاتبًا حقيقيًا فلن تجد صعوبة في تنفيذ ذلك.
لا تفكر في التحرير أثناء الكتابة
إياك أن تكتب وتحرر في نفس الوقت، الكتابة والتحرير يعملان في جزئين منفصلين من المخ، بينما تميل الكتابة إلى الخلق والتدفق والغزارة، يقوم التحرير بعملية الضبط، يزيل الكلمات الزائدة ويضيف الكلمات المهمة، حتى تكتب لا بد أن تكون مثل الشلال أو المطر، فكّر دومًا في التدفق واكتب كما ترقُص، عندما تنتهي أَعِد النظر إلى المشهد واسأل نفسك، كيف بإمكانك أن تشَذّبه؟
ابحث ودوّن الملاحظات
خاصة إذا كان المقال الذي تكتب فيه معقدًا، البحث سيعمق معرفتك، وسيجعل مقالك مميزًا، عندما تقرأ، دوّن بعض الجمل التي لفتت انتباهك أثناء القراءة، لا تفكر أين ستضعها لكن احتفظ بها جانبًا، ربما ستحتاج إليها أثناء كتابة هذا المقال أو مقال آخر، القراءة عملية تراكمية، والكتابة كذلك.
تعلم قواعد النحو
ليس من المفترض ولا من الطبيعي أن تكتب وأنت تجهل أساسيات الإعراب أو الإملاء، حتى لو كنت تملك أفكارًا جيدة فإن كتابتها بدون الالتزام بقواعد اللغة سيجعل مقالك مرقعًا وسيجعلك فريسة في أيدي متصيدي الأخطاء، ليس من المطلوب منك أن تكون ضليعًا أو متبحرًا في اللغة ولكن في البداية عليك أن تكون على دراية تامة بالقواعد الأساسية. (أيضا استفد من خدمات التصحيح اللغوي المجانية، أنا عن نفسي أستخدم مستندات غوغل للتأكد من خلو المقال من الأخطاء)
كن داخل المقال لا خارجه
لا تغرق في الذاتية، لكن أيضًا عليك أن تظهر، هل لاحظت ما كتبته بالأعلى، لقد كتبت “بدأت الكتابة في عمر 10 سنوات”. في الكتابة إغراء يدفعنا دائما للكتابة عن أنفسنا بلا وعي لكن عليك أن تنتقي جيدًا ما تود قوله عنك، وظّف المواقف التي تريد أن تكتبها في إطارها الصحيح بما يتوافق مع النص الذي تكتبه ولا يكون دخيلًا عليه. وبالمناسبة حتى لو لم تتحدث أنت، فأسلوبك يقول الكثير.
مارِس الكتابة كل يوم
هل تعرف هذه المقولة التي تقول: “إذا لم أعزف كل يوم، سألاحظ ذلك، إذا لم أعزف ليومين سيلاحظ النقاد ذلك، إذا لم أعزف لثلاثة أيام سيلاحظ الجمهور ذلك” باستثناء أن صاحب هذا المقطوعة موسيقار، فإنها تنطبق على كل المهن ولا سيما الكتابة، تريد أن تكتب بحرفية عالية إذًا افعلها كل يوم، افعلها حتى يأتي اليوم الذي تتطلع فيه إلى كتاباتك القديمة، وتتساءل: يا إلهي! هل أنا من كتبت ذلك؟
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 4,358
لقد وجدت نفسي مجذوبة إلى الكتابة منذ بلغت العاشرة من عمري.. إليك خلاصة تجربتي
link https://ziid.net/?p=64088