لماذا يجب أن تتوقف عن تناول السكر؟
هالة مُرّة تحيط بحلاوة السكر! مابين الماضي والحاضر كيف تحول السكر من رفاهية إلى استغلال لصحتنا ثم أمراض مزمنة تعاني منها الشعوب.
add تابِعني remove_red_eye 2,074
في القرون الأولى قبل الميلاد وقبل أن يسيطر السكر على العالم كان العسل هو غذاء الملوك. ولم يكن الحصول على العسل أمرًا سهلا آنذاك ؛ فقد كان النحل يعيش في الغابات والكهوف وبالتالي الحصول على العسل كان أمرًا يتطلب رحلات صيد تستغرق أيامًا وربما أسابيع. أما بالنسبة لعامة الشعب فقد كان الحصول على السكر رفاهية لا يحصلون عليها باستمرار .كان مصدر السكر المتوفر لهم هو الفواكة الموسمية أو مضغ قصب السكر أو حتى أوراق الأشجار الحلوة.
ويقال: إن قبل الثورة الصناعية والهندسة الزراعية لم تكن الفواكه بحلاوة هذا الزمن فمثلا الموز قديمًا كان بحلاوة الجزر في زمننا الحاضر. في المطلق كان السكر غذاء ثانويًّا قد لا يحصلون عليه لأسابيع وربما لأشهر وقد اعتمدت الشعوب في غذائها على تناول الحليب ومشتقاته واللحوم الحمراء والبيضاء من صيد البر والبحر والفواكه والخضروات التي تعيش لفترة طويلة كالبطاطس والتمور. لذا لم تكن السمنة أو الأمراض المزمنة كأمراض القلب والضغط والسكر شائعة آنذاك بل هي أمراض مستحدثة تمامًا.
في زمننا الحديث، السكر لم يعدطعام الملوك كما كان العسل قديمًا. بل أصبح طعام الفقراء، فالسكر يعد أسهل وأبسط أنواع الكربوهيدرات والتي تعطي طاقة بلا قيمة غذائية حقيقة. بعد الثورة الصناعية ولأسباب اقتصادية بحتة اتجه العالم لإنتاج طعام يعيش أكبر فترة ممكنة بجودة تجعل المشتري يشتهي المزيد من منتجهم فأصبح السكر هو بطل المرحلة يضاف بكميات كبيرة لتحسين جودة وعمر المنتج.
صدق أو لا تصدق! العالم لا يكترث لصحتك
السكر يسبب الإدمان وأصحاب مصانع المنتجات الغذائية على دراية كاملة بهذه المعلومة. دراسات وأبحاث بتكلفة ضخمة للوصول إلى النسبة المثالية للسكر في منتجاتهم لتجعل تكلفة المنتج أقل ما يكون وليقع المشتري في شباك حب وإدمان منتجهم. المزيد من السكر على المنتجات يعني جودة وطعم خرافي يعني تعلقك وإدمانك لهذا المنتج يعني المزيد من المبيعيات والمال في جيوبهم ولتذهب صحتك إلى الهلاك.
حتى المنتجات التي يدعي مروجوها أنها منتجات صحية كالخبز البني مثلا تحتوي الشريحة منه على الأقل ملعقة واحدة من السكر، فما بالك بشريحتين أو ثلاثة. اليوم أنت لست على دراية كاملة بالسكر الذي تتعاطاه دون أن تشعر؛ فالاحصائيات تشير الى أن الفرد البالغ يتعاطى يوميًّا ما بين 70 إلى 80 جرامًا من السكر المضاف الخفي ناهيك عن السكر الصريح في الشاي والقهوة أو الحلويات والمصيبة الكبرى المشروبات الغازية المحلاة التي يحتوي العلبة منها ما بين 50-60 جرامًا من السكر. حتى أصبحنا اليوم ما نجد صعوبة في الحصول على منتج لا يحتوي على سكر مضاف.
أسباب يجب أن تجعلك تتوقف عن تناول السكر
السكر هو السبب الأساسي لإصابتك بالسمنة
في ثمانينات القرن الماضي صنفت منظمة الصحة العالمية -FDA- السمنة على أنها وباء عالمي، فلا عجب في ذلك! فمنتصف القرن الماضي إلى نهايته تحول العالم إلى حب شطائر البرجر اللذيذة مع تناول المشروبات الغازية المنعشة، الآن دعني آخذك في رحلة مبسطة عن دور السكر في زيادة وزنك: النشويات البسيطة التي تحتوي على الجلوكوز كمكون أساسي تحتاج في امتصاصها وهضمها إلى هرمون الأنسولين والذي بدوره يساعد الخلايا على امتصاص الجلوكوز واستخدامه في الطاقة وتحويل الفائض منه إلى دهون لاستخدامها وقت الحاجة.الكثير من النشويات يعني الكثير من الأنسولين المفرز يعني الكثير من الطاقة المخزنة وبالتالي السمنة.
المأكولات المليئة بالنشويات والسكريات كالدونات وشطائر البرجر تسمى high glycemic index food أي مأكولات تعمل على ارتفاع نسبة الأنسولين في الدم بشكل سريع وبكميات كبيرة -insulin spike- ويؤدي بدوره إلى جوع سريع وشراهة الأكل من جديد وبالتالي السمنة.
السكر يزيد من إحتمالية إصابتك بمرض السكري
(90- 95 %) من مرضى السكر هو النوع الثاني من مرض السكر سببه الرئيسي هو الاعتماد بشكل كبير في الحمية الغذائية على النشويات البسيطة والحلويات. قد تختلف سرعة الإصابة بالمرض من شخص لآخر ولكن قد يتشارك المرضى جميعهم بنفس مراحل تطور المرض.
مقاومة الأنسولين: مرحلة يكون فيها سكر الدم عاليًّا بسبب استمرار تناول الحلويات والأكلات المليئة بالنشويات وبالتالي ارتفاع الأنسولين بنسب عالية ، تكرار هذه العملية يوميًّا تجعل خلايا الجسم في حالة تشبع من الجلوكوز فتصبح مقاومة للأنسولين ولكن يبقى الجسم في حالة سكر دم عالية فيفرز البنكرياس المزيد من الأنسولين ليسيطر على الوضع وفي هذه المرحلة ينجح الأنسولين بعد معاناة في خفض مستوى الجلوكوز في الدم. في هذه المرحلة إذا التزم المريض بغذاء صحي متوازن فيمكن لخلايا الجسم أن تعود لطبيعتها الحساسة للأنسولين أما إذا استمر الشخص بتناول المزيد من الغذاء المليء بالنشويات والسكريات فمرحلة الاصابة بالمرض حتما ستكون قريبة.
ماقبل الإصابة بالسكري: في هذه المرحلة يفشل الأنسولين في خفض السكر في الدم فتبقى نسبة الجلوكوز في الدم مرتفعة ولكن ليست مرتفعة بشكل كافٍ ليُشخّص المريض بأنه مصاب بداء السكري.
مرحلة الإصابة بالسكري: في هذه المرحلة يفشل الأنسولين تمامًا في خفض مستوى السكر في الدم وتصبح الخلايا مقاومة تمامًا للأنسولين ولا تتعرف عليه ولا تدرك وجوده في الدم ويحتاج المريض الى أدوية خارجية لخفض مستوى السكر أو مساعدة خلايا الجسم في التعرف على الأنسولين.
السكر يزيد من إصابتك بأمراض القلب
الحمية الغذائية المعتمدة على السكر والنشويات تزيد نسبة الدهون الثلاثية في الدم -بسبب زيادة نسبة الأنسولين في الدم المحفز لتحويل الجلوكوز الزائد إلى دهون وبالتالي ترسب الدهون على جدران الشرايين مسببة -لاقدرالله- الجلطات أو أمراض القلب.
السكر يزيد من احتمالية إصابتك بالسرطان
إذا كنت تعتمد في طعامك على الحلويات أو النشويات البسيطة فأنت معرض أكثر للإصابة بالسرطان؛ فالحمية الغذائية المعتمدة على النشويات تؤدي إلى مقاومة الأنسولين وخروج سريع للأنسولين إلى الدم ويساعد على خروج معامل اسمه insulin like growth factor IGF والذي له دور في نمو الخلايا السرطانية.
السكر مرتبط بتكيسات المبايض
مقاومة الأنسولين وتكيسات المبايض مصطلحان ارتبط كلاهما بالآخر فلا يمكنك البحث عن تكيسات المبايض دون نصح المريضة بتقليل الحلويات والسكريات والالتزام بغذاء محدد ولعلنا لا نعرف تأثير أحدهما على الآخر. ببساطة شديدة عزيزتي، في حالة تكيس المبايض غالبًا المرأة تعاني من مقاومة الأنسولين وهي حالة يكون الدم فيها في حالة عالية من الأنسولين -بسبب حميات غذائية خاطئة-. زيادة الأنسولين في الدم تقترن دائمًا مع زيادة الandrogens المحفزة لإنتاج هرمون الذكورة التستيستيرون وبالتالي عدم السماح لهرمونات الأنوثة بأداء وظيفتها وبالتالي تأخر التبويض وبقاء البويضة في المبيض ليحدث بالمعروف بتكيس المبايض.
السكر مرتبط بحب الشباب
عاملان أساسيان لتكوين حب الشباب، الدهون والالتهاب. وحتما تناول الحلويات والنشويات بشراهة يزيد من معدل الدهون في الدم كما أثبتت الدراسات أن السكر يزيد من الالتهابات في الجسم.
في النهاية، أعتقد أن الحمية المعتمدة على النشويات والحلويات هي العدو الأول لصحتنا وصحة أولادنا ويجب أن نسلك مسارًا مختلفًا عن العالم لننجو بأنفسنا وأولادنا من الوباء العالمي -السمنة- ونلتزم بحمية غذائية معتمدة على البروتينات الحيوانية والنباتية والألبان ومشتقاتهما من الأجبان والدهون الصحية والكثير من الخضروات الورقية. ولا مانع من تناول الحلويات في الإجازات والأعياد والرحلات في فترات متباعدة لتمتع أجسادنا من جديد بالصحة التي افتقرنا وجودها منذ زمن بعيد.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 2,074
مقال مثير ومخيف حول السكر وأضراره على الصحة
link https://ziid.net/?p=79840