تجربتي مع تسلق الجبال: كيف وصلت قمة جبل bukit tabur في ماليزيا؟
التسلق نشاط مريح ومُلهم وجيد في ظل انتشار فايروس كورونا وإجراءات التباعد الاجتماعي
add تابِعني remove_red_eye 34,696
انتشر التسلق أو “الإجْبال” hiking حديثًا بين الشباب، وانتشرت حسابات متخصصة لذلك في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، فيكفي أن تبحث عن: تسلق أو hiking وسوف تُدهش لكثرة الحسابات العربية المهتمة بالتسلق.
تجربة التسلق أو hiking أو الإجْبال من الرياضات الممتعة جدًّا، وسوف أشارك تجربتي في تسلق أحد الجبال في ماليزيا علَّها تحفزكم للذهاب في رحلة للتسلق.
إن كنت بحاجة إلى إلهام حقيقي ملموس وإلى تجربة تُلهمك وتُحفزك، فإن التسلق خيار ممتاز، خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا كوفيد 19 الذي حدّ من الأنشطة الترفيهية وخلق خوفًا من الذهاب للأماكن العامة، فالتسلق تجربة تجعلك تتخلص من التوتر وتنسى ضغوطات الحياة، حيث يمكنك الاستمتاع بالطبيعة، والتأمل في خلق الله، وحرق سعرات حرارية، لكن الأهم من هذا أنها تجربة ملهمة تعلمك دروسًا مهمة، وسوف تخرج بعدها متفائلا بعزيمةٍ وهمّةٍ كبيرتين.
وإن كنت تفكر في خوض تجربة التسلق، يجب أن تخوض المغامرة ضمن مجموعة ومع أشخاص محترفين أو هواة تسلق لديهم خبرة مسبقة عن الإجبال، ولا يمكنك خوض التجربة لوحدك حفاظًا على سلامتك وللاستمتاع بالرفقة الجيدة.
مصطلح التسلق- الإجبال
لكن يجب التنويه إلى أن التسلق أو الإجبال بمعنى hiking ما هو إلا عبارة عن مشي بين الجبال أو صعود الجبل، وقد يستغرق التسلق أو الإجبال ساعات طويلة أو أياما للتخييم- الأمر يتعلق بالمخطط الذي ترغب باتباعه- كما أنك لست بحاجة لامتلاك معدات تسلق احترافية؛ لأن الإجبال hiking عبارة عن مشي أو صعود، وهو يتخلف عن التسلق بمعنى climbing الذي يتطلب معدات احترافية وخبرة ولياقة عالية. وفي هذه المقالة سوف استخدم المصطلحين “التسلق” و”الإجبال” بنفس المعنى؛ لأن كلمة “الإجبال” قد تكون غريبة بعض الشيء لقلة استخدامها.
عن وجهة التسلق
كانت وجهة التسلق جبل bukit tabur الواقع في ضواحي العاصمة كوالالمبور، يبلغ ارتفاع الجبل حوالي 350 مترا، وهو وجهة معروفة لهواة التسلق، لكنها وجهة خطيرة حدثت فيها حوادث أودت بحياة متسلقين مما جعل السلطات الماليزية تغلق الجهة الشرقية للجبل، لذا ينبغي الحذر عند التسلق، فالأمر لا يحتمل الإهمال أو التهور، لكن درجة الخطورة تختلف من مكان لآخر، لكن بشكل عام إن الحذر مطلوب.
بداية المغامرة
كنا (8) طالبات يرافقنا (4) طلاب هواة للتسلق، هم ليسوا خبراء في التسلق لكنهم هواة تسلق يمارسون التسلق بشكل منتظم ووجودهم كان جوهريًّا، حيث يستحيل بنا التسلق بدون وجود خبراء أو هواة تسلق فهم البوصلة. طُلب منا ارتداء لباس رياضي خفيف ومريح، وعدم إحضار الكثير من الحاجيات، لأن حملها أثناء التسلق سيكون متعِبا جدًّا. خرجنا قبل أذان الفجر، ووصلنا لمدخل الجبل لكن كان الظلام دامسًا وانتظرنا إلى حين طلوع ضوء النهار، ثم تناولنا إفطارًا خفيفًا وتحدثنا قليلا علّنا نخفف التوتر قبل الصعود.
كان التسلق أشبه بصعود دَرَج مرتفع مع القليل من المشي، لكن لم يكن هناك دَرَج أسْمَنتيّ في الجبل (كما في العديد من الجبال والأماكن السياحية الطبيعية في ماليزيا)، لكن تمسّك جذور الأشجار الكثيفة بالتربة وكثافة الجذور وبروزها جعل ذلك وكأنه درج طبيعي وَعِر يصعب صعوده، لكن مع ذلك كان علينا في منتصف الطريق تسلق حبل طوله مرتين تقريبًا لإكمال الطريق، كان من المستحيل متابعة التسلق دون تسلق هذا الحبل، ومن المثير للاهتمام أن الحبل كان مربوطًا بشكل يدوي بصخرة، ربما قام الهواة بربطه بأنفسهم لمساعدة الآخرين على التسلق.
واللطيف في الأمر أننا رأينا بعض العلامات غير الرسمية التي يتركها الهواء المحترفون في المكان، مثل ورقة مطبوع عليها صورة سلحفاة ومكتوب عليها باللغة المالاوية:
“سر ببطء شديد مثل السلحفاة”
وهذه اللمسات الجميلة تُنبّه المتسلقين وربما تخفف عنهم عناء الرحلة وترسم البسمة على وجوههم.
إن تجربة تسلق bukit tabur كانت خطيرة، بل هي أخطر شيء قمت به في حياتي، السبب بسيط جدًّا، لأنه لو حدث اختلال توازن أو أي شيء متهور لتسبب في الموت أو في إصابات خطيرة، لذا فإن الحذر والتأني مُهميْن جدًّا في التسلق.
مزايا التسلق في بوكيت تابور
من الأمور الجميلة في تسلق جبل bukit tabur أنه كان يُطلُّ على بحيرة فاتنة والمنظر كان ساحرًا جدًّا، وبالطبع كان الجبل أخضر اللون تغطيه الشجيرات والأشجار الاستوائية الكثيفة، لكن هذا لا يعني أن التسلق لن يكون ممتعًا بدون الخضرة أو وجود بحيرات وأنهار؛ لأن الطبيعة جميلة ولكل بيئة جمالها الخاص، فينبغي ألا يُثنيك عدم وجود الجبال الخضراء في منطقتك عن التسلق.
والأمر المميز أن الجبل كان مطلا على ضواحي كوالالمبور، لذا استطعنا التقاط صور للمدينة، بل إنه كان بالإمكان رؤية البُرْجَيْن التوأم أهم معالم كوالالمبور من أعلى الجبل، وهذا أمر مميز جدًّا.
مسار الإجبال
الإجبال له مسار محدد هو عادة ما يسلكه المتسلِّقون، أي أنه يستحيل أن يسلك المرء أي طريق في الجبل أو أن يصعد بطريقة عشوائية، فالمسار تشَكّل بمرور الكثير من المُجبلين. كان خط السير واحدًا، أيْ أننا أجبلنا وعُدنا من طريق مختلف، أي أننا لم نصل للقمة ونعود للوراء من الطريق نفسه الذي سلكناه. وطريق النزول كان سهلا وأسرع من الصعود، لكن يتطلب الحذر في النزول أيضا، كما أنه جعلنا نوُسّخ ثيابنا تمامًا كما كنا صغارًا، وهذا جزء من المتعة في الإجبال والتسلق. استغرق التسلق حوالي (7) أو (8) ساعات، وهذا وقت طويل نوعًا ما بالنسبة للخبراء، لكن لا بأس يجب أن يأخذ المبتدئون وقتهم في التسلق.
لم نصل إلى أعلى قمة في الجبل، لكننا وصلنا إلى قمة صغرى قريبة من القمة العليا، لقد كان المنظر مبهرًا جدًّا، كما أن شعور الوصول للقمة جميل جدًّا، شعور مُشبع بالرضا. لم نكمل الطريق إلى القمة العليا؛ لأننا كنا راضين جدًّا عما وصلنا إليه وكنا سعداء بالتجربة، ولأننا لم نرغب في تأخير الشبان عن أداء صلاة الجمعة.
باختصار.. إن الإجبال وتسلق الجبال تجربة فريدة فهي تربطك بالطبيعة، وتُزيل التوتر وتُنسيك متاعب الحياة، وتُلهمك. يجدر بك ألاّ تفوت الفرصة وتتمتع بالتسلق.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 34,696
مقال ملهم حول رياضة الإجبال أو الهايكينج
link https://ziid.net/?p=62427