فيروس كورونا: حديثٌ مختلف ودروس نتعلمها من الوباء الجديد!
قانون الله في الكون يقول: إن لكل شيء يحدث وجهين: خير وشر. وفيرس كورونا يعلمنا دروسا قوية ربما لم ننتبه لها نتيجة الخوف
add تابِعني remove_red_eye 38,355
جاء الفيروس المسمى “كورونا” وهزّ وجدان العالم وبدأت البلاد تتأهب لحالة من الطوارئ، وانشغل الناس في تجهيزاتهم للحماية من العدوى، والبحث عن كل ما يخص المرض، وحالة من الخوف غيمت على الوعي الجمعي وصارت كل الأحاديث بين الناس لا تخلو من ذكر كورونا وها نحن نتحدث عنها ولكن من منظور آخر.
منظور الابتلاء في النعمة
والذي يأتي لنا من الله ليقدم دروسًا، وذلك لطف الله وحكمته في خلقه، فلكل شيء حكمة، وهنا أحدثكم متأملة معكم بعض الدروس التي تستحق النظر والتي هي قادرة على تغيير شكل حياتنا كليًّا، ولكي نتعلم علينا أن نسترخي وندع قلقنا جانبا ونرى سويا كيف نستغل الوضع بكل جوانبه.
أول ما نتعلمه هو قيمة الصحة التي اعتدنا عليها لدرجة أن يسألنا أحد عن أحوالنا نرد: بخير، ولا نشعر بأي شيء من الشكر لله على نعمه، أن تكون بصحتك كاملة تتنفس بسهوله وتتحرك بسهوله، جسدك يعمل دون أي أدوية، ولكن مع وجود المرض نشعر حقًّا ما قيمة أن نتحرك بسهولة، أو عندما نرى مريضًا أمامنا مستشعرين ألمه ومع وجود طيف فيروس كورونا حولنا يرينا كمّ النعم التي نحيا بها ونسيناها، ويعلمنا استشعار كلمة “الحمد لله” من أعماقنا.
يعطينا الفرصة بأن نهتم بصحتنا
اهتمامًا مكثفًا وصحة أكلنا لتقويه جهازنا المناعي لمقاومة المرض؛ لأننا قد نكون تهاوَنّا بأهمية التغذية الجيدة لجسدنا، وذلك الجسد الذي سيسألنا عنه الله إنه الأمانة التي منحنا إياها ونعمة شكرها يكون بالحفاظ عليها وشعورنا من أعماقنا بالامتنان الكامل لله على صحة هذا الجسد، وظروف المرض التي تجبرك على حفظ صحة جهازك المناعي والتنفسي أيضا، فيمكن أن تستغلها إذا كنت تريد أن تتخلص من التدخين ولكنك متكاسل بأن تحفز نفسك بجعل تلك الفترة بدايه تخلصك منه.
نعمة الطمأنينة
تعلمنا كورونا حجم نعمة الأمان التي نحيا بها، نعمة أن تلمس أي شيء دون أن تفكر، شعور الأمن على حياتك نعمة الطمأنينة ومع وجود الفيروس أصبحنا نأخذ احتياطنا حتى داخل منازلنا، ورأينا شعور الناس بالتهديد على حياتها وحرّكهم الخوف لشراء كل ما يلزم للوقاية من المرض، ألم تكن السكينة التي نعيشها قبل الفيروس قمة النعمة ولكننا نسينا، ألِفْنا نعمة الله فلم نشكره حق شكره هنا يأتي دور المرض يجعلنا نفيق.
فرصة لتقوية علاقتنا بأهلنا والجلوس مع الأسرة وقتًا نستشعر فيه الألفة والهدوء التي لها دور مهم في صحتنا النفسية والعقلية، فرصة لتقوية علاقة الأم بأبنائها واحتضانهم وفرصة لصلة الرحم امسك هاتفك فاطمأن على صحة كل أقاربك، وفرصه لكل أب أن تحتضن أبناءك وتسمعهم وتعوضهم في إجازتك عن غيابك وانشغالك بالعمل عنهم فترات طويلة وفرصة لنعبر عن حبنا لكل من يهمنا أمره بتقديم الاهتمام بهم.
المزيد من الوقت لنفسك
فرصه أن يستغل الوقت كل من لديه إجازة من عمله لينجز ما أجَّلَه، بسبب انشغالك في أعمالك. وفرصة لتقوم ببعض الهوايات في منزلك وتجربة شيء جديد يسعدك لشحن طاقتك من جديد لتستشعر طعم الحياة.
العودة لله ولأنفسنا فهي فرصة عظيمة لاستشعار حجمنا في الكون وتهذيب كل نفس أصابها الغرور، الفيروس رسالة للتقرب لله والتوبة والالتجاء له فرصه لنحاسب أنفسنا وننقّيها من أخطائنا فلربما نموت غدًا بدون مرض فالموت قد يأتي دون سابق إنذار، إنه إنذار لتلزم صلاتك، وتحسن عبادتك وتتقرب إلى الله بالدعاء أن يرفع الغمة وتذكر في كل ركعة وأنت تقول: الله أكبر أن تشعر أن الله أكبر من أي شيء وقادر أن يرفع الغمة في غمضة عين، اقرأ بقلبك كل كلمة في صلاتك.
وأعِدْ عليك قولي إن الامتنان والتقرب لله هو أقوي درس من الكورونا وهو أنه سيحرك الصورة الجامدة عن النعم التي اعتدناها، فالإنسان يألف النعمة وهذا دور الابتلاءات يجعلنا نمتن لله من أعماقنا علي نعم لا تُعدّ ولا تُحصي كنعمة الأمان ونعمه الصحة، ونقدر قيمة كل شيء بعمق ونستشعر الحمدالله وإذا وعينا فعلا لذلك، واستشعرنا الامتنان سيزيد إحساسنا بالرضا وبالتالي يزيد إحساسنا بالسعادة غير المشروطة، سعادة لا ينقصها شيء سواء وصلنا لأحلامنا أم لا، أو حصلنا على ما نريد أم لا لأنه شعور عميق جدًّا تفهم فيه معني وقيمة أن تكون وسط أسرتك وهم بخير وتأكل ما تشتهيه دون أدوية وأن تحرك بدون الألم، تخيل معي مدى سعادتك وراحتك بعد تعلم تلك الدروس، وبكل ذلك الشعور بالرضا والامتنان وخذ نفسا عميقا وقل الحمد لله.
add تابِعني remove_red_eye 38,355
مقال ملهم حول النعم التي يجب أن نستشعرها من أزمة الكورونا
link https://ziid.net/?p=50401