هل يعاني طفلي من فرط الحركة؟

لا يقتصر دور الفن والدراما على التسلية فقط، بل لا بد أن يكون للفنون دور توعوي أيضًا، لا بد أن تقدم الفنون للناس بعض الحلول مع المشكلات التي تعرضها، وهذا بالتحديد ما شاهدنا في المسلسل الرمضاني “خلي بالك من زيزي” والذي لأول مرة في تاريخ الدراما المصرية يناقش اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وفسر هذا المسلسل العديد من السلوكيات التي يعتبرها البعض “قلة تربية” أو “شقاوة أطفال” على أنه مرض حقيقي ويستدعي تدخل طبي.

ولحسن الحظ كان المسلسل من المسلسلات الناجحة التي شاهدها وتعلم منها الملايين، وفتح الباب على مصراعيه أمام الكثيرين ليتعرفوا على ما يعايشوه مع أطفالهم، أو حتى مع أنفسهم لسنوات دون وعي منهم. فالإصابة بفرط الحركة وقصور الانتباه يعد من أكثر وأصعب الظروف التي تمثل تحديًا صعبًا للأهل، وكلما كان تشخيص الإصابة أبكر كلما كان العلاج أسهل وأكثر فاعلية سواء على المستوى التعليمي أو المستوى الاجتماعي..

ولإجابة السؤال.. هل يعاني طفلي من فرط الحركة؟ إليك هذه الأعراض، ولكن أولًا لنعرف بعض الأمور البسيطة عن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، اجمع الأطباء أن اضطراب فرط الحركة هو أحد الاضطرابات العصبية المركبة التي تصعب على الشخص المصاب بها أن يركز لفترات طويلة، سواء في عمل مهمة واحدة أو في التركيز على أمر واحد.

وفي أغلب الحالات يعتبر هذا الاضطراب مهدد حقيقي لنجاح الكفل التعليمي ولحياته الاجتماعية بشكل عام، خاصة حين يهمل الأهل في الحصول على تشخيص وتفسير لحالة الطفل، وفي الواقع تشخيص اضطراب الحركة ليس من الأمور السهلة، ولكن من الأمراض التي تحتاج مراقبة عن كثب وتركيز لكي يحدد الآباء طبيعة الطفل، ومن ثم الاستعانة بطبيب متخصص يؤكد أو ينفي التشخيص، لكي تبدأ رحلة العلاج إن احتاج الطفل إلى ذلك.

إليك أبرز العلامات حول فرط الحركة عند الأطفال

أولًا: حب الظهور والتمحور حول الذات

فأصحاب هذا النوع من الاضطرابات يصعب عليهم تقبل أو فهم احتياجات أو رغبات الآخرين، وبالتالي دائمًا ما يرون أن هم الأهم والأولى بالتركيز والاهتمام.

ثانيًا: المقاطعة

كنتيجة أساسية على عدم قدرة الطفل التعرف على حاجات الآخرين أو التركيز على أي شخص أخر سواه، يصعب عليه أن ينتبه لكلام المحيطين به، وبالتالي لا مشكلة لديه أبدًا من مقاطعة أحاديث الآخرين، وهو بهذه الطريقة لا يقصد الإساءة أو الأذى.

ثالثًا: عدم القدرة على الانتظار أو تأجيل الحاجات

فالطفل الذي يعاني من اضطراب ADHD يعاني بالفعل من الانتظار، وبالتالي لا يصبر حتى يحين دوره في أي نشاط أو شيء، ولا يقدر أن للآخرين حاجات مثله وأن هناك أولويات يجب أن نرتبها، أو حاجات يجب أن نقوم بها أولًا.

رابعًا: الاضطرابات العاطفية

والاضطرابات العاطفية أحد أبرز العلامات التي تظهر على مصابي فرط الحركة، حيث تكثر لديهم نوبات الغضب، وغالبًا ما يصعب عليهم التحكم في مشاعرهم أو سلوكياتهم.

خامسًا: التململ وعدم القدرة على الانضباط

فكما سبق وذكرنا يعاني من الانتظار وبالتالي لا يمكنه المكوث في وضعية واحدة لوقت طويل، كذلك لا يمكنه التحكم في أغلب مشاعره وبالتالي قد يعبر عن حزنه أو غضبه أو خوفه بالصراخ أو الحركات المفرطة حتى ولو كان الحماس هو السبب أو الاستمتاع، لا يمكنه أن يقوم بأي نشاط بهدوء.

سادسًا: عدم القدرة على التركيز أو التواصل الكامل

التركيز هو تحدي حقيقي لأطفال الـ ADHD حتى لو أراد الطفل التركيز سيجد صعوبة، بل استحالة في الأمر، أيضًا يتجنب أطفال فرط الحركة التواصل المباشر بالعين أثناء المحادثات، وغالبًا ما ينشغل بأفكاره بعيدًا عن مجرى الحوار من الأساس.

سابعًا: عدم القدرة على إتمام المهام

لا يمكن لهذا الطفل أن ينهي أي مهمة يقوم بها، هو يفضل الانتقال بين المهمات المختلفة دون الالتزام بأحدها، كذلك يرجع الأمر إلى صعوبة التركيز والميل إلى التحرك باستمرار. أيضًا يفضل هذا الطفل أن يقوم بالأمور التي لا تحتاج إلى جهد كبير لفترات طويلة، وبالتالي ستجديه يحاول التملص من الواجبات المدرسية أو الالتزامات التي تحتاج منه إلى أوقات طويلة.

ثامنًا: كثرة النسيان والوقوع في نفس الخطأ أكثر من مرة

فنظرًا لأن تركيزه ضعيف للغاية، مهما شرحتي له الخطأ مرات عدة سيعيده من جديد، لأنه على الأغلب لا يركز فيما تقولين، كذلك تكثر أخطاؤه إن كان يقوم بأحد المهمات المركبة أو التي تحتاج الكثير من المهارات في نفس الوقت.

تاسعًا: أحلام اليقظة

على الرغم من أن هذا الطفل كثير الحركة وملول إلا أنه أحيانًا يصاب بفترة من السكون، غالبًا ما يرافق هذا السكون أحلام اليقظة، والتفسير العلمي لهذا الأمر أن الطفل فقد الاهتمام بكل ما حوله، وبالتالي لجاء إلى خياله وأحلامه لكي يحقق فيها ما يريد.

عاشرًا: لا يقتصر اضطراب فرط الحركة على مجال محدد

فالبعض يتصور أن مشكلات الدراسة أو تهرب الأطفال من كتابة الواجبات المدرسية هو فرط حركة وتشتت انتباه، ولكن أثبتت التجارب أن الطفل الذي يعاني من هذه المشكلة تنعكس على كل مكان وكل مجال في حياته، في المدرسة، البيت، النادي، أو مع الأسرة، لا يوجد حدود لتصرفاته أو ما يعاني منه.

أخيرًا … إن لاحظت أن طفلك يعاني من هذه السلوكيات فلا بد أن تواجهي نفسك، وألا تخجلي أو تنكري الأمر، اقطعي الشك باليقين واذهبي لطبيب متخصص يفحص طفلك ويخبرك بالتشخيص الصحيح، وكلما كان هذا أبكر كلما كان بالطبع أفضل.

إليك أيضًا

• 10 أساليب تدمر علاقتك بطفلك المصاب بـ  فرط الحركة وتشتت الانتباه
• ٧ ألعاب تساعد طفلك على الهدوء إن كان يعاني من فرط الحركة
• التعامل بإيجابية مع الأطفال ذوي فرط الحركة وتشتت الانتباه