هل أصبح العالم يتقبل الميول السادية ويحب الشعور بالألم؟
أصبح العالم أكثر تقبلًا للميول السادية، والتلذذ بتعذيب الآخرين، حيث يقول العلماء إن السادية منتشرة في العالم أكثر مما نظن
أصبح العالم أكثر تقبلًا للميول السادية، والتلذذ بتعذيب الآخرين، حيث يقول العلماء إن السادية منتشرة في العالم أكثر مما نظن
add تابِعني remove_red_eye 25,124
في الماضي كنا لا نتقبل الأفعال السادية وتلذذ البعض بتعذيب الآخرين، أشعر الآن أن هذا الوضع أصبح أقل وطأة على النفس، وأن العالم أصبح أكثر تقبلًا لآلام الآخرين، فهل هذا حقيقي؟ وهل حقًّا زادت الميول السادية لدى نسبة كبيرة من الأشخاص، وما مفهوم السادية تحديدًا، هل الشخص السادي هو القاتل المتسلسل أو المنحرف الجنسي فقط؟ أم أن هناك المزيد من الأشخاص الساديين الذين يسعدون بآلام الآخرين بخلاف هؤلاء؟
على الرغم من أن مفهوم السادية يرتبط إلى حد كبير بالمنحرفين الجنسيين، الذين يتلذذون بتعذيب الطرف الآخر أثناء العلاقة، والتي يمكن أن تتراوح من إلحاق الألم البسيط بالطرف الآخر حتى الآلام التي تنتج عنها إصابات خطيرة قد تؤدي للموت، ويفضل الشخص السادي أن تكون ضحيته لا ترغب في العلاقة لأن هذا يزيد من استمتاعه بألمها، لذا تكون السادية عاملًا في الجرائم العنيفة مثل القتل والاغتصاب، ويمكن أن يتلذذ السادي بتعذيب الآخر دون العنف الجسدي، حيث يكتفي بالمعاناة العقلية التي يسببها للضحية.
لكن هل هذا كل ما يتعلق بالسادية؟
لا، صرح علماء النفس أن هناك نوع من السادية اليومية التي تحدث لدى الكثير من الناس دون أن يشعروا بذلك، حيث صرحوا أن الاستمتاع بمشاهدة الأفلام العنيفة أو لعب بعض الألعاب والإصرار على إنهاء الخصم بطرق عنيفة كلها ميول للسادية التي أطلقوا عليها “سادية معتدلة”، وربما تظن أن هذا النوع من السادية غير مؤذ، لكنه يمكن أن يكون أكثر إيذاءً من النوع الأول الصريح.
كان على الباحثين الذين صرحوا بانتشار السادية والتي أطلقوا عليها “السادية المعتدلة” أن يثبتوا أن الأشخاص الذين لديهم ميول سادية “عادية”، يمكن أن يلحقوا الضرر الحقيقي بالآخرين عندما تأتيهم الفرصة، وأنهم يمكن أن يكونوا أكثر عدوانية من النوع الأول عندما يتم استفزازهم، لذا قامت إيرين باكلز العالمة النفسية في جامعة كولومبيا وفريقها بعمل دراسة حول هذا الأمر، وقد نشرت نتائج الدراسة في مجلة Psychological Science.
كانت إيرين تريد ابتكار طريقة تحاكي بها السلوكيات التي يمكن أن يتعرض لها هؤلاء الأشخاص لتظهر معها ميولهم السادية، ولكنها في نفس الوقت كانت تريد أن تكون هذه الطريقة لا تعرض الناس للضرر الفعلي، وهذا ما مثل تحديًا كبيرًا أمامها وفريق بحثها، لذا ابتكروا طريقة تتمثل في “قتل الحشرات”، وقالوا: إن الرغبة في أن تؤذي حشرة وتسحقها يمكن أن يرضي رغبة سادية بداخلك، لأنك ستلحق الضرر بكائن حي من خلال الاتصال الجسدي، وهي محاكاة قريبة جدًّا من الواقع.
قام فريق البحث بإحضار مجموعة من المشاركين، وعرضوا عليهم أن يختاروا أحد المهام الأربعة التالية للقيام بها:
وقد استخدم الباحثون الاختبارات أو الاستبيانات التي تحدد الأشخاص الساديين في مجموعة الأشخاص الذين خضعوا للتجربة، كما استخدموا مقياسًا يدعى “SSIS” أو مقياس النبض السادي الذي قامت بتطويره آيسلنج أوميارا عالمة النفس في جامعة كوليدج كورك، وحدث ما توقعته إيرين، حيث إن الأشخاص الذين حصلوا على ميول كبيرة في السادية كانوا هم الأشخاص الذين اختاروا مهمة قتل الحشرات من المهام المعروضة عليهم، وقد صرحوا بعد الانتهاء من المهمة أنهم استمتعوا بالأمر.
وفي التجربة الثانية كانت المهمة تتمثل في الضغط على الأزرار لمهاجمة خصم في غرفة أخرى، حيث أتيحت لهم الفرصة في الضغط على الأزرار لإطلاق ضوضاء كبيرة في سماعات خصومهم، وقد زادوا من نسبة الديسيبل ومدة الانفجار التي أطلقوها في كل مرة حتى بعد أن علموا أن خصمهم لن يهاجمهم.
وقد أثبتت النظرية أن أكثر من نصف المشاركين –حوالي 54%– اختاروا قتل الحشرات أو المساعدة في قتل الحشرات، وكانوا أكثر عنفًا في بث الضوضاء في أذن خصمهم “الوهمي”، وأن هؤلاء الأشخاص الذين حصلوا على درجات عالية في اختبار الشخصية السادية وجدوا متعة في القيام بسلوكيات من شأنها أن تؤذي الآخرين، بل إنهم بذلوا جهدًا أكبر لجعل شخص ما يعاني، وقد صرحت الباحثة في الدراسة أن السادية أكثر انتشارًا وتقبلًا في العالم مما نظن بكثير، وأن الاستمتاع بإيذاء الآخرين جسديًا أو شفهيًا كالتنمر تعد علامة من علامات السادية.
ويمكن أن تكون هناك العديد من العوامل التي أدت لزيادة الميول السادية وتقبلها، من وجهة نظري الخجل من التعبير عن المشاعر الجيدة ومشاعر الحب، جعل تقبل الإهانة وتعذيب الآخرين أكبر، كذلك الألعاب العنيفة التي انتشرت والأفلام الدموية التي تظهر الشخص السادي بمظهر البطل الجميل، كلها عوامل زادت من هذه الأزمة.
قام العلماء بوضع نموذج أولي لاختبار السادية مكون من (20) سؤالًا، حيث يجيب الأشخاص على الأسئلة المخيفة إلى حد كبير بمقياس من (1) إلى (5)، حيث إن (1) يعني غير موافق تمامًا، و (5) يعني موافق تمامًا، وهذه الأسئلة هي:
كانت نتائج هذا الاختبار الأولي عندما وضعه العلماء مربكة لهم بعض الشيء، لذا قاموا بعمل اختبار آخر مكون من 9 أسئلة فقط وهم:
يقول الباحثون إنه في كلا الاختبارين كانت درجات الرجال في سمات السادية أعلى من النساء، وقد نشر الباحثون نتائج هذه الاختبارات في مجلة Personality and Individual Differences، وقد تم هذان الاختباران على طلاب الجامعات.
add تابِعني remove_red_eye 25,124
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
link https://ziid.net/?p=72488