التعصب: لماذا لا نتقبل الآخر (حتى لو كان يُشبهنا)؟
الشخص المتعصب هو من فقد القدرة على التفاعل مع أفكار الآخرين وتقبلها وتقبلهم هم أيضًا، المتعصب يعاني طوال الوقت
الشخص المتعصب هو من فقد القدرة على التفاعل مع أفكار الآخرين وتقبلها وتقبلهم هم أيضًا، المتعصب يعاني طوال الوقت
add تابِعني remove_red_eye 65,403
سامحه، فهو يعتقد أن عادات قبيلته هي قوانين الطبيعة. “جورج برنارد شو”.
حينما تدخل إلى نقاش ما -وما أكثر النقاشات هذه الأيام- وخاصة النقاشات التي ساقتها لنا وسائل التواصل الإجتماعي، تقابلك كثيرًا تلك الشخصية التي تتناقش معك من أجل إثبات وجهة نظرها حتى ولو كانت خاطئة، يريد أن ينتصر لمعتقداته لا للصواب، يرى الصواب بمنظوره الخاص ويرى الحكاية تقتصر أن يكون رأيه الصواب، وفي بعض الأحيان يكون معتقدًا أن رأيه الصواب لأن خلفيته التي يتحدث منها هي الأفضل والأصدق والأصح.
ربما يُصدم بعض أولئك الناس الذين يدافعون بحماسة إذا أخبرتهم أن تلك الآراء ليست آراءهم الخاصة بل آراء ذويهم، أو ديانتهم، أو صادرة عن طبقتهم الاجتماعية، وما يبثه الآباء والأمهات في أدمغتهم. يقول زياد الرحباني “بعد (5) دقائق من ولادتك سيقررون اسمك وجنسيتك ودينك وطائفتك، وستقضي طول حياتك تقاتل وتدافع بغباء عن أشياء لم تخترها”.
حينما نولد نكون مثل صفحة بيضاء، حينما نكبر قليلًا يبدأ الأب والأم بالكتابة، تنظر للحياة من النافذة التي يفتحانها لك، تعرف العالم والله والناس من خلالهما، من خلال ما يقولانه والذي هو بالطبع نتاج تجربتهما (التي لا تعرف بالضبط إذا كانت سيئة أو جيدة)، بعد ذلك تخطو أولى خطواتك إلى الشارع تتعرف على الأصدقاء تبدأ الكتابة على الصفحة البيضاء بألوان أخرى مختلفة، قد تغلب ألوان الوالدين وقد تشكل معها لوحة معقدة، تستقي الباقي من التلفزيون ووسائل الإعلام وتوجهاتها التي على الأغلب ترجع إلى توجهات والديك، تمضي في ما رسمه الآباء لك أو ربما تتمرد عليه في المنتصف.
تبدأ أنت في الكتابة بألوانك الخاصة والرسم والتلوين والخربشة، بعد ذلك تبدأ في القراءة والتوسع أو تنغلق على ذاتك وخبراتك فرأيك ناتج تلك التجربة الإنسانية، ولكن هل يعني ذلك أن تجربتك الإنسانية وحدها صائبة بينما تجارب الآخرين المختلفين عنك محض خرافة وهراء؟ بالطبع لا فكلّ منكما لديه تجربة خاصة به، وإن تشابهت التجارب فإنه من المستحيل أن تتماثل، فلا يوجد شخصان يمكن أن تكون تجربتهما واحدها، بل لا بد أن تختلف في نقطة ما.
تجربتك الإنسانية تشبه النظارة، أما عيناك فأنت لا ترى الدين بمفهومها بل بمفهومك الخاص، فحينما تنشأ لأسرة متدينة تضع الدين في أولوياتها سيظل الدين في أولوياتك، وإذا نشأت لأسرة تدينها عادي لا يزنون أفعالهم بميزان الدين ستكون كذلك، بالطبع تلعب تجربتك الخاصة دورًا وخبراتك التي اكتسبتها بمحض إرادتك، المقصود هنا أننا لا نرى العالم من نفس الجهة، بل إن كل منّا ينظر إليه من خلال منظوره الخاص، وأنه لا توجد رؤية وحيدة صحية ولا رأي صواب دائمًا، فلا تستغرب من يختلف عنك، ولا تقلل منه لترضي غرورك الخاص، ولا تظن أنك صاحب الرأي الأصح والأصوب، فقط تجربتك تختلف بالكلية فلا داعي للتعصب.
التعصب هو الاعتقاد أو التصرفات التي تنطوي على أخذ مواقف دون تمحيص بسبب الغِيرة وبحماس مفرط. يظهر المتعصب معايير صارمة للغاية وبتسامح قليل تجاه للأفكار أو الآراء المعارضة.
المتعصب هو ذلك الشخص الذي لا يقبل آراء مغايرة لرأيك بل يرى أنه هو الصواب دائمًا، ويتصل التعصب بالتطرف فالتطرف درجة من درجات التعصب، حينما تقتل أو تُقتل من أجل رأيك، أو معتقدك أو دينك أو أي رأي أو اتجاه تعتنقه. التعصب يدلّ على عدم النضج الفكري الكافي والذي يقتضي أن يعرف الشخص ويتقبل أن هناك آراء أخرى منافية لرأيه يجب عليه احترامها طالما أنها لا تمس معتقده، ولا تنال منه بسوء، فالعالم ليس مقتصرًا على فئة بعينها ولا بَشر بعينهم، بل العالم واسع وممتد ويحتوي الأطياف جميعها.
طبقًا للمقال المنشور في موقع “Exploring Your Mind” بعنوان “7 Common Attitudes of Intolerant People” فإن هناك بعض الأسئلة التي أجبتها بنعم تكون لديك درجة من درجات التعصب وهي:
إذا أجبت بنعم فأنت تمتلك درجة من درجات التعصب، قم بمراجعة نفسك، لا يمكن للحياة أن تستقيم والجميع يعتنقون نفس الأفكار والآراء، فالحياة ليست بلون واحد وفي الطبيعة الكونية تكثر المتضادات ولا يوجد عالم بلا اختلاف، إنها الجنة أو المدينة الفاضلة التي لا وجود لها في العالم الواقعي.
إن التعصب في بعض الأحيان قد يفسر تزعزعًا داخليًّا أو اقتناعا غير كامل بما تتبناه، لأنك إن كنت ستصدقه بالفعل وتصدق قوته لن تخاف المخالفين ولن يمثلوا لك أي خطر، إن الأمر يشبه رد الفعل العكسي، أي أنك تشعر بأنك غير مقتنع فتظهر اقتناعًا شديدًا بما لديك.
إن أفضل ما نقدمه لأنفسنا أن نبعدها عن مجالاتهم، أن نتوقف عن محاولة نقاشهم أو الجدال معهم، لن يرى المتعصب أنك تحاول المساعدة أبدًا، إنه يراك خطرًا، محتلًّا يريد أن يزحزحه عما يعرفه وأن يبدأ في إعادة هيكلته؛ لذلك وتجنبًا لنفاد طاقتك أو شعورك باللاجدوى توقف عن الرد على المتعصب أو مناقشته، لأنه وبكل صدق لا فائدة الأمر يشه حرث الماء وهل يحرث الماء أحد؟
add تابِعني remove_red_eye 65,403
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
لما ترى أن كل من حولك لا يفهمون أي شيء، بينما أنت الوحيد الذي يعرف كل شيء؟
link https://ziid.net/?p=67438