هل مرض الفصام يعني أن الشخص يكون لديه شخصيتان؟
التوهم، الهلوسة والتفكير الغير المنظم،أهم وأبرز الأعراض للمرض العقلي وتحديدًا مرض الفصام والذي يختلف تمامًا عما تصوره السنيما
add تابِعني remove_red_eye 77,528
الإجابة المباشرة على هذا السؤال لا، لقد قامت الدراما والأفلام بصنع هذا الوهم والاعتقاد حول هذا المرض بحيث يظن الناس أن الشخص يكون لديه شخصيتان.هم أحياناً حتى لا يقولون أنه مرض، هم يقولون أنه ذلك الشخص الغامض غريب الأطوار الخارق للطبيعة الذي يملك شخصيتان، شخصية خيرة وشخصية شريرة، شخصية مع أشخاص وشخصية أخرى مع أشخاص، طبعاً هذا غير صحيح، هو مرض عقلي يشخص ويعالج في الطب النفسي. لي تجربة سنوات شاهدت فيها هذا المرض كما حاضرت فيه في أحد الفرق التطوعية لتقديم التوعية حوله.
فما هو مرض الفصام؟
هو مرض تتشارك فيه بعض أو كل من: التوهمات، الإهلاسات، التفكير غير المنظم، السلوك الحركي غير المنظم، الأعراض السلبية. هو مرض يظهر فيه الاضطراب العقلي والسلوك الغريب بشكل يميزه الناس من حول المصاب به، إنه ليس تفكيراً خاطئاً فكرت به عندما كنت متعباً فصححه لك أحدهم، وليس سلوكاً عجيباً فعلته مرة حينما شربت القهوة مع الليمون، إنه شيء مستمر لا يدرك المريض أنه مريض فيه.
– التوهمات:
هي اعتقادات عند المريض غير قائمة على الواقع، من أشهر أمثلتها توهم الاضطهاد، وهو ظن المريض أن الجميع يتآمر ضده ويريد قتله حتى الشخص الغريب الذي يمشي في الطريق الذي لا يعرفه، من الأمثلة أيضاً توهم الإشارة وهو ظن المريض أن الجميع يشير إليه وكل الناس تقوم بحركات تقصد بها الإشارة إليه، كما يوجد توهم العظمة وهو ظن المريض أنه خارق أو فضائي، كما توجد أنواع أخرى عديدة للأوهام.
ما يميزها أن الشخص يعتقدها اعتقاداً جازماً لا مناقشة فيه، وتوجد قاعدة لدينا في الطب أنه يجب عدم مناقشة مريض الفصام لإثبات أي شيء يعاني منه أنه غير صحيح، إن المرض يسبب له هذا الاعتقاد الجازم ولا يقتنع بتغييره مهما كانت المحاولة.
– الهلوسات:
هي رؤية أشياء غير موجودة أو سماع أصوات غير موجودة أو الإحساس بأمور غير موجودة، توجد أنواع أخرى أيضاً من الإهلاسات، أتذكر مريضة مرة كانت ترى عنكبوت أينما ذهبت، عندما أخذت الدواء وتحسنت قالت أنها ما زالت ترى العنكبوت ولكن تحاول عيش حياتها بتجاهله وتذكر نفسها أنه غير حقيقي.
عندما يتحسن المرضى يبدؤون بإدراك عدم حقيقة ذلك ولكن عندما يشتد المرض عليهم مرة أخرى أو عندما لا يأخذون دواءهم يعودون من جديد لتصديقها.
– التفكير غير المنظم:
حيث يكون حديثهم غير منظم، قد يجيبون على الأسئلة إجابات لا علاقة لها جزئياً أو كلياً بالسؤال، الجمل المفككة، الكلمات التي ليس لها معنى وغير ذلك.
– السلوك الحركي غير المنظم:
تصرفات طفولية غريبة، هياج مفاجئ، وضعيات غريبة، حركات لا معنى لها وغير ذلك.
– الأعراض السلبية:
وهي أعراض نقص القدرة على الوظيفية بشكل طبيعي أو قلتها، حيث قد يتجاهل المريض نظافته الشخصية، قد يتوقف عن التفاعل مع الناس، قد تتوقف تعبيرات الوجه لديه، قد يفقد الاهتمام بالأشياء وينسحب اجتماعياً.
أتذكر هنا مريضة كانت متوقفة عن الكلام والتفاعل تماماً وبقيت مستلقية في السرير دون أي تجاوب، طبعاً يقوم بعض الناس بإدعاء المرض ولكن الأطباء يعرفون الشكل المرضي من غير المرضي.
علاجه
دوائي ثم دوائي ثم دوائي، لا يتحسن بدون الدواء، كم وكم وكم يتأخر المرضى بالوصول إلى التشخيص بسبب الأهل والمحيطين الذين إما يحاولون إقناع مريضهم بالتوقف عما يحدث معه، أو يجلبون له المأساة من المشعوذين والسحرة، أو لا يعتقدون أنه بحاجة للدواء، يظنون أنه يكفيه بعض جلسات الكلام وهذا غير صحيح نهائياً. وبالمناسبة هذا المرض تزيد نسبة الإصابة به إذا كان أحد الوالدين مصاباً به فله عامل وراثي.
زيادة نسبة العبقرية
نعم وجد عند هؤلاء المرضى زيادة نسبة العبقرية لديهم عن غيرهم، ومنهم العلماء الذين أسهموا في العلم من مثل أينشتاين وجون ناش وغيرهم. لقد شاهدت مريضاً والدته قالت لنا أنه ذكي جداً ومتفوق للغاية وقد كان يدرس الهندسة في الجامعة عندما بدأ يصبح غريباً وأنها لا تدري ما الذي حدث له، لقد شخص بنوبة فصام حادة للأسف وحضر للعلاج.
التوعية
هناك قاعدة تقول: “إنك إن لم تعرفه لن تجده”، إذا كنت لا تعرف هذا المرض فسيبدو لك كل هؤلاء المرضى غرباء، أغبياء، لا يعرفون كيف يتدبرون أنفسهم، حمقى متى سيستيقظون من أوهامهم، إن مريض الفصام يتألم، وأهله يتألمون، وهو مرض كغيره من الأمراض وابتلاء كغيره من الابتلاءات لا أحد معصوم من أن يصاب به، كن سبباً في دعمه إن رأيته، وأوصله إلى الطبيب.
add تابِعني remove_red_eye 77,528
ما هو مرض الفصام وهل هناك انفصام في الشخصية وما سبب ذلك، نتعرف على ذلك سوياً
link https://ziid.net/?p=43681