الأمّ النّرجسية وتأثيرها السّلبي على ابنتها خاصةً

للتعرف أكثر على مفهوم النرجسية، فيما يلي بعض الأعراض التي تحملها هذه الشخصية؛ شعور مفرط بأهمية الذات إلى حد الغرور، الانشغال بأوهام النجاح غير المحدود أو القوة أو الذكاء أو الجمال أو الحب المثالي، الشعور بالاستحقاق للمعاملة الخاصة، استغلال الغير، قلة التعاطف، حسد الآخرين أو الاعتقاد بأنه موضع الحسد، السلوك المتغطرس.

الأم النرجسية وتأثيرها على ابنتها

الأم النرجسية تعرف مسبقًا أن لها السلطة المطلقة على الجميع وخاصة ابنتها، بشخصيتها المتطلبة وغير القابلة للإرضاء تجرِّد الفتاة منذ الصغر وتدريجيًّا من ثقتها بنفسها. نبرة صوتها وطريقة تعاملها تبعث رسائل متواصلة أن ابنتها لا حيلة لها ولا رأي لها أمام أوامرها وتعليماتها.

الأمر أشبه بمنافسة حيث تعمل الأم على إثبات نفسها وقوتها على حساب ابنتها التي ليست ندًّا للمنافسة من الأساس، نقد ساخر مباشر ومتواصل حول كل ما قيل وفُعِل خلال اليوم هو إجراء يومي للأم النرجسية لابنتها لا لشيء فقط لإثبات نفسها أمامها، وهذا ما يجعل الأمر صعبًا على الفتاة للتعبير عن قدراتها ومشاعرها ورغباتها إذ يرافقها دائما الخوف من الأحكام والتعليقات المحبطة التي اعتادت سماعها.

يُضحِي البيت كسجن بالنسبة للابنة، وتُدّمر مهاراتها الذاتية خاصة الاستقلالية والتلقائية. حتى عندما تثني الأمّ على أمرٍ قامت به ابنتها، دائما ما تفضحها نظراتها وطريقة كلامها لأن لها -دائما- تعليقًا ساخرًا مدفونًا أو توجيهًا من المفروض اعتماده.

النرجسية تتماهى مع هوس الكمال لا شيء من تصرفاتك أو عفويتك الجميلة سوف يرضيها ستجد دائمًا عيبًا ولومًا تلقيه عليك. الأمّ النرجسية ترفض بطبيعتها دعم آراء ابنتها وقراراتها، لديها دائمًا ما تضيفه وما تغيره بالنسبة لها لا أحد -وخاصة ابنتها- يفوقها دراية بالأمور. الأم النرجسية تعتمد السخرية والضحك على تصرفاتك وحتى أسرارك وأفكارك التي تشاركينها معها كتعبير عن قلّة نضجك وخبرتك بالحياة مؤكدة على استحالة نجاحك من دونها.

لا يمكنك أبدًا أن تكوني كافية بالنسبة للأم النرجسية مهما حققتِ من إنجازات، لن تقدّر إبداعك وذكاءك. الأم النرجسية مَلِكة التصنُّع وتتمكن بسهولة من إقناع الكثيرين بأنها شخص رائع وأمّ مثالية خلافًا للحقيقة. ببساطة هذه النوعية من الشخصيات ليست مؤهلةً أبدًا لتكون أُمًّا، ما لم تتعالَج من المرض النفسي الذي تحمله.

إذا كيف تتحررين و تكتسبين تقديرك لذاتك من جديد؟

ضَعِي حدودًا صحيَّة

العلاقات الصحية مبنية على الاحترام المتبادل والاهتمام. لكنَّ النرجسيين ليسوا قادرين على المعاملة بالمثل في علاقاتهم. إنهم لا يرون ولا يسمعون غير أنفسهم. إنهم لا يتعرفون عليك كشخص موجود خارج احتياجاتهم الخاصة. وبسبب هذا، ينتهك النرجسيون بانتظام حدود الآخرين. والأكثر من ذلك أنهم يفعلون ذلك بإحساس مطلق بالاستحقاق. الأم النرجسية مثلا مهووسة بالتحكم تخبرك على الدوام بما يجب أن تفكر فيه وتشعر به. ليس هنالك العديد من الحلول المتاحة للتعامل مع أمّ نرجسية يمكنك فقط تجربة إقامة حدود لاستعادة السيطرة.

فكري في طريقة لطيفة، لأنّه سيتعين عليك أن تتعاملي بهدوء مع أمك من خلال الإشارة إلى سلوكها المؤذي، حاولي توصيل رسالتك بهدوء واحترام وبرفق قدر الإمكان. ركّزي على الكيفية التي يجعلك سلوكها تشعرين، بدلًا من التركيز على دوافعها ونواياها. إذا ردّت بغضب ودفاع، حاولي أن تبقي هادئة. ابتعدي إذا لزم الأمر وأجّلي المحادثة لوقت لاحق.

الأشخاص الذين يعانون من النرجسية يقاومون بشدة فكرة تغيير سلوكهم، حتى عندما يسبب لهم هذا المشاكل، يميلون أكثر إلى إلقاء اللوم على الآخرين. والأكثر من ذلك، أنهم حساسون للغاية ويتفاعلون بشكل سيئ حتى مع أقل الانتقادات أو الخلافات التي يعتبرونها هجمات شخصية. لذلك غالبًا ما يكون من الأسهل فقط مواكبة مطالبهم لتجنب البرود والغضب.

يمكنك أيضا القراءة والتعرف أكثر على هذا النوع من الشخصيات، لتحديد النرجسيين في حياتك وحماية نفسك من تأثيرهم وامتلاك القدرة على التعامل معهم. نظرًا أنك ستبقين على علاقة دائمة مع أمك النرجسية، كُونِي على يقين أنها لن تتحول إلى شخص يقدّرك حقًّا، لذلك ستحتاجين إلى البحث في مكان آخر عن الدعم العاطفي والوفاء الشخصي إما من الأب إذا حالفك الحظ وكنتما على وفاق أو الإخوة.

• اقْضِي بعض الوقت مع الأشخاص الذين يمنحونك الراحة والقدرة على أن تكوني نفسك.
• كوِّنِي صداقات جديدة، ابحثِي عن المعنى والهدف في العمل والتطوع والهوايات.
• قُومِي بممارسة أنشطة ذات معنى تستغل فيها مواهبك.
• ركِّزي على أحلامك. بدلًا من أن تفقدي نفسك في تركيزك على الشخصية النرجسية في حياتك، ركِّزي على الأشياء التي تريدينها لنفسك.

ما الذي تريدين تغييره في حياتك؟ ما القدرات التي ترغبين في تطويرها؟ ما هي الأوهام التي تحتاجين إلى التخلي عنها لخلق واقع أكثر إنتاجية؟