بعيدًا عن الضرب: كيف نتعامل مع النشاط الزائد لدى الطفل بالشكل الصحيح؟
نجحت العديد من الأمهات من حولي في السيطرة على نشاط الأطفال الزائد في المنزل، لذا فإن السيطرة على نشاط طفلك شيء غير مستحيل تمامًا.
add تابِعني remove_red_eye 11,872
- طرق السيطرة على نشاط الأطفال الزائد في المنزل
- 1- تأكد أن الطفل لا يعاني من أمراض
- 2- اجعل طفلك يمارس الرياضة
- 3- خصص لطفلك غرفة لممارسة الألعاب
- 4- توجيه الطفل لألعاب الذكاء
- 5- تجنب مشاهدة الطفل لأفلام الكارتون العنيفة
- 6- الاستماع إلى الموسيقى الهادئة
- 7- قم بترتيب رحلات ومسابقات لطفلك من وقت لآخر
- إليك أيضًا
تعاني أغلب الأمهات بالطبع من نشاط أطفالها المبالغ فيه في المنزل، فالطفل كائن نشيط بطبعه، لديه طاقة أضعاف طاقة الكبار، يريد أن يقفز طوال اليوم، يريد أن يتحدث كثيرًا ويريد أن يسكتشف، والبالغون لديهم الكثير من الضغوطات بالفعل والتي تصعب من فكرة تحملهم للنشاط الزائد لأطفالهم طوال الوقت، فيبدأون في التعامل مع الأمر بصورة خاطئة، مثل ترك الطفل يفعل ما يشاء والجلوس في مكان آخر، أو البدء في الصياح في وجهه وأحيانًا ضربه إذا تطلب الأمر، وكلها ليست حلولًا حقيقية للمشكلة، وإنما هي تنفيس عن الغضب الكامن في نفس الوالدين ليس إلا.
طرق السيطرة على نشاط الأطفال الزائد في المنزل
لن أكذب عليك وأقول:
إن فكرة السيطرة على نشاط طفلك الزائد أمر سهل يمكنك أن تقوم به بلا بذل أي مجهود
بالطبع لا! لكن مجهودك سوف يكلل بالنجاح عندما ترى طفلك أفضل، وكلامي لا يعني أنك ستكبت نشاط طفلك، ولكنه يعني تقويم هذا النشاط وتوجيهه في المكان المناسب، لذا تابِعْ ما يلي لتعرف الطرق التي اكتشفت أنها مُجْدية جدًّا في السيطرة على نشاط الأطفال الزائد:
1- تأكد أن الطفل لا يعاني من أمراض
ربما كان نشاط طفلك الزائد نابعًا من أنه يعاني من فرط النشاط وقلة الانتباه، أو يعاني من وجود كهرباء زائدة، وأنسب طريقة لاكتشاف ذلك هي ملاحظتك لسلوك الطفل، فقد لاحظت أخت زوجي النشاط المفرط لطفلتها البالغة من العمر (4) أعوام، ولم أبدأ أنا في الانتباه إلى أن الوضع غير طبيعي حقًّا إلا عندما نبّهتني هي لذلك، لاحظت بعدها سلوك الطفلة بدقة، ووجدت أن نشاطها المفرط لا يعد تحت بند “الشقاوة” لكنه حقا فرط نشاط.
وجدت الطفلة لا تتوقف عن الحركة حتى وهي جالسة، تظل تحرك قدمها ويديها وجسدها يمينًا وشمالًا، وتتقلب من هنا لهنا، وعندما قارنت سلوكها بسلوك أخيها وجدت أنه يتصرف بطريقة مختلفة عنها، فهو نشيط أيضًا ويلعب كثيرًا، لكنه عندما يجلس يكون هادئًا ولا يتحرك هكذا مثلها، وعند استشارة الطبيب أكّد موضوع فرط الحركة وبدأت أخصائية تعديل السلوك في متابعتها.
2- اجعل طفلك يمارس الرياضة
لا تستطيع مهما فعلت أن تجعل الطفل ساكنا وهادئ مثلك، إنه يحتاج للانطلاق وهذا حقه، لكن يمكنك صرف أغلب طاقته في شيء مفيد خارج المنزل مثل جعله يمارس الرياضة، كانت ابنة خالتي تعاني من نشاط طفلتيها البالغين (5 و 3) أعوام في المنزل، لذا نصحها متخصص في الاشتراك للطفلتين في نادي لتعليم السباحة وأكاديمية لتعليم الجودو وكانت النتيجة مفاجأة لنا جميعًا.
أصبحت الطفلتين في المنزل أهدأ كثيرًا، أصبح المنزل غير فوضوي مثل الماضي، وهذا كله بسبب تفريغ طاقة الطفلتين خارج المنزل، فأصبحت أشاهدهما تلعبان في المنزل ألعابًا لا تحتاج لمجهود بدني كبير لأنهم بالفعل مرهقتان، حيث كانتا ترسمان وتلوّنان وتلعبان بالصلصال، بل والأجمل أنهما أصبحتا تنامان مبكرًا.
3- خصص لطفلك غرفة لممارسة الألعاب
إذا كان نشاط طفلك كبيرًا لكنه غير نابع من مرض أو شديد الإفراط، يمكنك أن تخصص له غرفة في المنزل وتقوم بتأمينها جيدًا وتجعلها غرفة ألعاب، قمت بهذا لابن خالي الصغير منذ أن كان بعمر عامين في منزل جدتنا حيث كانوا يعيشون معًا، وضعت على الأرض فوم كالذي يكون في صالات الجيم، ووضعت ألعاب ممتعة وصغيرة الحجم، وأصبح الطفل يلعب في هذه الغرفة فقط ويترك باقي المنزل، بالطبع هذا أسعد جدتي كثيرًا والتي كانت تعاني من فوضى كبيرة في البيت بسبب انتشار الألعاب والصراخ والقفز هناك وهناك على أثاث المنزل الغالي عليها.
4- توجيه الطفل لألعاب الذكاء
من أفضل الطرق التي رأيت نتائجها على العديد من الأطفال هي توجيه الطفل للعب ألعاب الذكاء وتوجيه نشاطه البدني لنشاط عقلي، هذه الطريقة علمية وتساعد الطفل على تعزيز الانتباه والذاكرة، وقد رأيت نتائجها في روضات الأطفال أثناء دراسة قمت بها لمدة عام في كلية رياض الأطفال، كنا نقوم بتجميع (5) أطفال حول طاولة مستديرة، وكل مشرفة متخصصة منا تجلس على طاولة مع مجموعة، ونقوم بتوجيه الأطفال للعب ألعاب الذكاء التي تحتاج للتفكير مثل لعبة الألغاز “Puzzle”، وكنا نقوم بتشجيعهم أن من يقوم بإنهاء لعبته سيحصل على مكافأة وهدية.
5- تجنب مشاهدة الطفل لأفلام الكارتون العنيفة
للأسف أغلب الوالدين يتركون أولادهم لمشاهدة أي شيء في التلفاز كما يحلو لهم دون مراقبة لكي يرتاحون منهم قليلًا، وعلى الرغم من أن الطفل يظل جالسًا وهادئًا أثناء المشاهدة لكن تؤثر الأفلام غير المناسبة على شخصيته كثيرًا ويمكن أن تسوء حالته ويصبح عدوانيًّا ومفرط النشاط أكثر، كانت صديقتي التي تملك ثلاث أطفال منهم اثنان من الذكور وطفلة واحدة أصغر تعاني من نشاط أطفالها الذي كنت أراه منطقيًا وعاديًّا، بالطبع هي تعاني لأنها تظل معهم (24) ساعة، إلا أني لم أجد في الأطفال أيّ عِلّة أو شيء مبالغ فيه كثيرًا، كل ما في الأمر أنهم نشيطون جدًّا مثل معظم الأطفال.
بدأت صديقتي في النزول لسوق العمل وكانت تترك أطفالها مع جدتهم لوقت طويل، وبطبيعة الحال كانت الجدة تقوم بتشغيل قنوات الكارتون للأطفال طوال اليوم حتى تعود الأم، فهي في النهاية امرأة كبيرة في السن ولن تستطيع تحمل نشاط ثلاث أطفال، وحينما زرت صديقتي في منزلها بعد عدة أشهر لاحظت تغير كبير في سلوك الأطفال، وبدأت في سؤالها عن الأمر وعن حياتهم وكيف يسير يومهم لكي أستخلص السبب الذي أدى لفرط نشاطهم وعدوانيتهم، فقد أصبحوا يضرب بعضهم بعضًا ويلعبون بطريقة مؤذية جسديًّا وخطيرة.
واستخلصت من كلامها أنهم في الشهور الأخيرة يشاهدون الكثير من أفلام الكارتون على رأسها: توم وجيري، وأفلام الأبطال الخارقين، وبالطبع هذا النوع من الكارتون لا يجب على الأطفال بأيّ حال من الأحوال مشاهدته، أصبح الأطفال يقفزون من على الطاولات، ويضرب بعضهم بعضًا بقبضة يدهم وأرجلهم، ويقومون بالمقالب مثلما شاهدوا في الأفلام تمامًا، وهذا أثَّر سلبًا عليهم بالطبع.
6- الاستماع إلى الموسيقى الهادئة
في مجال علم النفس يتم العلاج بالموسيقى نظرًا لتأثيرها الكبير على العقل، قبل الحمل وجدت العديد من النصائح على الإنترنت التي تنصح الأمهات الحوامل بضرورة سماع الموسيقى لا سيما منذ الشهر السادس من الحمل، وأكدت هذه الأمهات أن سماعهم لموسيقى هادئة أثناء الحمل جعل أطفالهم أكثر هدوءًا مقارنة بأطفال الآخرين، وقالوا أنهم يستمعون إلى الموسيقى مع أطفالهم حتى الآن لا سيما بعد عودة الطفل من المدرسة، وأن الموسيقى تساعد في استرخاء الطفل وتهدئة دماغه، لذا فإني أقوم بهذا الآن بما أني في منتصف فترة الحمل.
7- قم بترتيب رحلات ومسابقات لطفلك من وقت لآخر
إن الرحلات ذات النشاط البدني العالي مثل التسلق ومسابقات الجري والتجديف والمشي لمسافات طويلة كلها تحفز الطفل على بذل النشاط في شيء مفيد، وهذا سيجعله أكثر هدوءًا في المنزل وسيجعله يفهم أن النشاط يتم بذله فيما يفيد وليس بطريقة عشوائية.
لي صديقة وجارة تعيش في أستراليا حاليًا ولديها طفلتان، بدأت في اتباع هذه القاعدة معهم، حيث إنها تشترك لهم على فترات منتظمة في مسابقات الجري والمشي والتسلق، بالطبع كلها كانت آمنة تمامًا ومراقبة على أعلى مستوى، وقد أكدت لي تغيرًا هائلا في نفسية الأطفال وطبيعة نشاطهم في المنزل، فعلى الرغم من أن نشاطهم لم يقلّ إلا أنه كان أكثر توجيهًا فيما يفيد، وليس عشوائيًا أو يهدف لتخريب الأشياء في المنزل كالسابق.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 11,872
مقال يقدم إليك أهم النشاطات التي يمكن أن تجربيها مع طفلك والتي ستساعدك للحد من فرط الحركة في المنزل
link https://ziid.net/?p=63305