كيف نجعل لعب الأطفال أكثر فائدة؟

يعتقد البعض أن اللعب هو جزء من حياة الطفل، لكن في الحقيقة يشكل اللعب معظم حياة الطفل، فاللعب يدخل في كل نشاطات الأطفال اليومية منذ الاستيقاظ صباحًا حتى النوم مساءً فما أشبه حياة الأطفال بفيلم سينمائي مثير جميع ممثليه من الأطفال يمارسون أدوارهم مع أقرانهم أو مع المحيط وغالبًا ما يتعامل المحيط معهم بنفس الطريقة.

تحسين مخرجات اللعب

يعد تحسين أساليب وطرق لعب الأطفال في مقدمة اهتمامات المختصين بتربية الأطفال حيث إن ذلك يشكل المدخل الرئيس لتعظيم الفائدة من ممارسة الأطفال للعبهم ولهوهم بما ينعكس إيجابا على حياتهم الحالية ومستقبلهم بالنظر لدور اللعب الهام في بناء التصورات والروابط والعلاقات الخاصة بالطفل وهو ما سيكون له أثر كبير على الطفل وعلى المحيط العائلي والمجتمع، وتشير الأبحاث إلى أن الطفل أثناء لعبه يجمع العالمين الواقعي والخيالي في آنٍ واحد، بصورة تجعله في حالة تلقٍ غير واعٍ، إذ يغدو كالبيت المشرعة أبوابه ونوافذه للريح، مما يسمح بدخول كثير من الأمور غير المرغوبة والتي قد تسهم بتشكل أفكار ومشاعر وسلوكيات سلبية ما قد يتسبب بمخاطر عدة على الطفل والأطفال الآخرين وعلى الأهل أنفسهم.

كيف نجعل من لعب الأطفال مفيداً؟

تتحكم بالطفل عوامل عدة منها المشاعر وحب الفضول والرغبة بالتعرف وغرائز الجوع والعطش، وهذه العوامل قد تدفع الطفل أثناء اللهو غير الموجه وغير المراقب إلى مخاطر عديدة كما ذكرنا الأمر الذي يوجب تدخل الأهل لتحسين نوعية اللعب لينعكس فائدة على حياته الحالية والمستقبلية، وذلك عبر عدد من الوسائل نذكر أهمها في الآتي:

1. توجيه الطفل لألعاب تجعل منه في دور المعلم أو الأب أو الأم: يعد هذا النمط مهمًا لكي يزداد صلته بأبيه أو أمه أو معلمه بالنظر لأن الطفل يتماهى بالدور الذي يلعبه ويرقى بسلوكه إلى مستوى من يمارس دورهم الأمر الذي يوجب أن ينتبه المربين إلى حسن تصرفاتهم وأقوالهم أمام أطفالهم.
2.  نشر تقنيات التعلم من خلال اللعب والألعاب التي تنشط الفكر وتبرز الذكاء: يعد من الأهمية بمكان زيادة الاهتمام بنشر تقنيات التعلم عبر اللعب، وتشجيع صناعة الألعاب المناسبة لذلك، على أن يتم تصميم الألعاب بإشراف المختصين، كما تعد من الأهمية بمكان نشر الألعاب التي تدخل بها بعض الأطعمة كصناعة حروف من البسكوت وغيرها كما لا يغفل أحد أهمية الألعاب التي تعتمد على فك الألغاز وغيرها.
3.  التركيز على ابتكار الألعاب وصناعة أدواتها كالدمى والمجسمات الأخرى: يجب أن يتعلم الطفل صناعة جزء من ألعابه وابتكار ألعاب جديدة من خلال تشجيعه على ذلك، وتشجيع تفاعله مع زملائه على القيام بألعاب جديدة، ويمكن للمربي أن يبدأ بوضع حجر الأساس لخطة لعبة ما، ويقوم الأطفال باستكمالها عبر الحوار والاتفاق على تفاصيل معينة وهذا ينطبق أيضا على صناعة لعب من الورق أو الخشب والفلين وغيرها.
4.  الاعتماد على التوجيه غير المباشر( دور المخرج السينمائي): يُعدّ التوجيه غير المباشر أمرًا مهمًا للمربي خاصة الأم والأب والمعلم لكي نضمن سلامة الطفل وممارسته للعب في إطار صحيح بعيدًا عن أذى النفس والآخرين، وهنا يجب أن لا يشعر الطفل بأنه مراقب أو محصور بتوجيهات والديه بل يجب أن يتم التوجيه بأسلوب ذكي كأن يطرح المربي سؤالًا عن خطر السقوط من الأعلى حين تراه يقفز عن شيء مرتفع.
5.  المشاركة باللعب مع الأطفال (دور الكومبارس): قد يسهم اللعب مع الأطفال خاصة في أثناء التزحلق أو اللعب بالرمل أو التسلق أو غيره بتفادى كثير من المخاطر التي قد تقع أثناء اللعب كما يوجه الأطفال إلى الطرق الأسلم لذلك.
6.  الانتباه إلى مخاطر ألعاب الكمبيوتر والهواتف النقالة: أصبحت ألعاب الأجهزة الذكية مشكلة تؤرق الأهل والمجتمع بالنظر للمخاطر التي تتسبب بها وهذا يحتم العمل على الحد منها قدر الإمكان والاعتماد على تشجيع الألعاب التقليدية والمباشرة والتشاركية مع الأطفال الآخرين بدلًا من الانزواء وممارسة هذه الألعاب التي تلحق الأضرار الجسدية والعقلية بالطفل.

بالنتيجة فإن أهم الأخطار التي تتعرض لها تربية الطفل تتركز في ترك الطفل يلهو ويلعب بدون توجيه الأمر الذي ينعكس بالضرر على الطفل حاليًا وعلى بناء شخصيته في المستقبل لا سيما في عصر انتشار الألعاب الذكية والقائمة على الإثارة والعنف والتي وصل بعضها لدرجة دفع الأطفال للانتحار وإلحاق الأذى بأنفسهم أو غيرهم  من هذا المنطلق فإن مراقبة الطفل وإحياء الألعاب التي تعتمد على تنمية الذكاء والعقل وتوسيع مدارك الفكر أهمية كبيرة لتجنيبه العديد من الأمراض النفسية والجسدية والاجتماعية التي تسببها فوضى اللعب.

للمزيد حول ألعاب الأطفال

• ٦ أفكار لهدايا صيفيّة للأطفال غير الألعاب التقليدية
• هذا ما سيحدث عندما تكون ألعاب الأطفال قليلة
• ٧ ألعاب تساعد طفلك على الهدوء إن كان يعاني من فرط الحركة