إعادة صياغة مفهوم العقاب

عندما كنت طفلاً كان “الانضباط” يعني أن يمنعني والدي أمراً مفضلاً بالنسبة لي، عندما أسيئ التصرف. أضرب أخي؟ لا تلفزيون لمدة أسبوع. لا أحل الواجبات؟ لن تذهب في تلك الرحلة. لم تكن هذه الطريقة السائدة في منزلنا فحسب، بل إنها كانت تسود في منزل أي شخص عرفته.

على الرغم من أن هذا النهج الكلاسيكي في التأديب يمكن أن يجعل الأطفال يتعاونون على المدى القصير، ولكن أظهرت الأبحاث الآن أنها ليست أفضل طريقة لزرع قيم تدوم مدى الحياة. تقول جين نيلسن مؤلفة سلسلة الانضباط الإيجابي: “لا يتعلم الأطفال عندما يشعرون بالتهديد” قد يستجيب طفلك لمطالبك لأنه يخشى ما سيحدث إذا لم يفعل – بدلاً من لأنه أدرك أن هذا الفعل صواب أو خطأ.

في هذه الأيام يشجعنا الخبراء على السماح لأطفالنا بتجربة ما يسمونه بالتبعات الطبيعية لأفعالهم. إذا رفض طفلك ارتداء سترته، بالتالي سيبرد وحينا لن يرفض مرةً أخرى ارتداء السترة. تنطوي العواقب المنطقية على مشاركة أكبر للبالغين، لكنهم معرضون أيضًا لفعل سلوك غير صحيح، فمثلًا إذا ركض طفلك إلى منتصف الشارع، ففي المرة القادمة يجب أن يمسك يدك. إنه هذا الارتباط الذي يساعد طفلك على فهم عواقب تصرفاته والتعلم منها.

أهم قواعد العقاب الناجح والفعال

النظر في ثلاثة أمور

من المرجح أن الطفل يتعلم عندما يكون الدرس محترمًا ومعقولًا وذو صلة بالسبب، كما يوضح الدكتور نيلسن.

عقاب له صلة بالسبب

أن يكون العقاب ذو علاقة بمعنى أن لا يكون عقابًا عشوائيًا؛ لذلك إذا كان طفلك يتسبب في تخريب المكان، فستكون النتيجة أنه يتعين عليه تنظيفه وليس حرمانه من اللعب على جهاز الآيباد.

عقاب محترم

عقاب محترم يعني أن النتيجة لا تؤدي أو تسبب الشعور بالخزي أو الإذلال. يقول الدكتور نيلسن: “طفلك يشعر بالفعل بالسوء عندما يفعل شيئًا خاطئًا”. “إذا قلت له ”قلت لك ذلك” “إرايت” أو إذا أحسسته بالخزي فسوف تقلل من إمكانات التعلم لأنه سيتوقف عن تصحيح الخطأ وسيركز بدلاً من ذلك على اللوم الذي تلقاه”.

عندما أراد فاندر تشيدل البالغ من العمر 7 سنوات من مدينة فيرنديل بولاية ميشيغان أن يأخذ قناع التزلج بشخصية بطلة الخارق المفضل إلى حفل المكتبة، أدركت زوجة أبيه أماندا هانلين أنها فكرة سيئة. “ذكّرته أن الجو دافئاً في الخارج وأنه لا أنا ولا والده سوف نحمله عنه إذا شعر بالحر، لكنه قال: ”لا تقلقي أنا سأحلمه“ أحضر فاندر القناع إلى الحفل ولكنه مع الأسف فقده.

يعترف هانلين قائلاً: “كنت على وشك ان أقول له “قلت لك ألا تحضر هذا القناع! ” لكنني أعلم أنه يدرك انه ارتكب خطأ وكان يشعر بخيبة أمل كبيرة فلا داعي للمزيد من الملامة”.

بدلاً من ذلك، ساعدته ووالده على إعادة المياه لمجاريها، عندما لم يجد القناع، اصطحابناه إلى المتجر في يومٍ آخر حتى يتمكن من استخدام نقوده الخاصة في المساهمة في مبلغ شراء قناع بديل، من خلال التزامهم بالهدوء وانتقاء كلماتهم، سمحوا لفاندر بتعلم درس ثمين حول كونه مسؤولاً عن ممتلكاته ووخياراته.

عقاب منطقي

يعني العقاب المنطقي أن يتمكن طفلك من التعامل معها بالنظر إلى عمره ودرايته وهذا يتناسب مع سوء سلوكه. يقول فران فيش مؤلف كتاب The Self-Aware Parent سيساعد الطفل ذلك على التركيز على ما قامت به بدلاً من الاستياء منه فمثلًا إذا كانت طفلتك تبلغ من العمر 3 سنوات سكبت الحليب على الأرض، فلا تتوقع منها أن تنظف الأرضية بالكامل لوحدها، بدلاً من ذلك، شاركيها مسح التسرب معًا.

ربط العواقب الطبيعية للمهام

تكون العواقب الطبيعية واضحة تمامًا إذا كان طفلك قد فعل شيئًا ما لم يكن يجب عليه فعله. لقد واجهت صعوبة في معرفة كيفية استخدامها بفعالية عندما فشل أطفالي في القيام بأشياء يجب عليهم (مثل الأعمال المنزلية) والنتيجة الطبيعية (منزل متسخ) لن تخيفهم.

يقول مادلين سويفت، مؤلف كتاب Discipline for Life: Getting It Right With Children “إن عبارة “إذا كنت لن تؤدي …” تجعل الأمر يبدو وكأنه تهديد؛ لذلك سوف يعتقد أن الهدف هو جعله يدفع ثمن عدم القيام بما طُلب منه. ومع ذلك يمكنك تحويل هذا إلى نتيجةٍ منطقية عن طريق استبدالها بـ “عندما” فملا “عندما تنتهي من فرز الغسيل، يمكنك مشاهدة برنامجك”.

من خلال وضعه الواجبات على هذا النمط، يمكنك التعبير عن المبدأ الذي قد ترغب في أن يعيش أطفالك به وهو افعل ما عليك فعله قبل ما تريد القيام به. قد ينتهي المطاف بأن لا يشاهد طفلك برنامجه المفضل في تلك الليلة ولن يكون قادرًا على التحدث عن ذلك مع أصدقائه في صباح اليوم التالي ولكن بمجرد انتهائه من واجبه، سوف يختبر النتيجة الطبيعية المتمثلة في الاستمتاع بنشاطٍ ممتع أكثر لأنه لا يوجد عمل روتيني معلق فوق رأسه.

جعل الامتياز كمكافأة

حيلة أخرى يجب التأكيد من فعاليتها وهي أن الامتياز يساوي المسؤولية. تقول إيمي كيرتيز وهي أم لخمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين 4 أشهر وعشرة أعوام: “قاعدة عائلتنا هي أن جميع الألعاب يجب أن توضع في مكانها المخصص بنهاية اليوم، وأن أي لعبة تترك في مكانها مصيرها القمامة”. واضافت “يعرف أطفالي أنهم إذا لم يتحملوا مسؤولية أشياءهم، فإن النتيجة هي أنهم يفقدون امتياز الحصول عليها”.

إذا كنت تفضل أن تكون أقل حزماً، يمكنك وضع الألعاب على رفٍ عالٍ أو في صندوق في غرفة أخرى وإعادتها عندما يوضح طفلك أنه كان ينظف ألعابه الأخرى. هذا فعال ليس فقط للامتيازات المادية ولكن أيضًا للامتيازات غير الملموسة، إذا لم يستطع طفلك تحمل مسؤولية اللعب بشكلٍ جيد مع إخوته، فسيفقد امتياز اللعب معهم.

عندما لا يتحدث إليك باحترام، لن يكون لديه شرف الاستماع إليه. ومع ذلك بدلاً من إخباره، “ألا تجرؤ على التحدث معي بهذه الطريقة!” اشرح بهدوء “سأكون سعيدًا لمناقشة هذا الأمر عندما تكون قادرًا على التحدث عن ذلك باحترام. يمكنك أن تجدني في غرفتي عندما تكون جاهزًا.”

قول الحقيقة

يتجاهل الآباء غالبًا أبسط استراتيجية وهي قول الحقيقة. على سبيل المثال إذا كان طفلك يتصرف بشكلٍ سيئ طوال اليوم ثم يسأل “هل يمكننا الخروج لتناول الآيس كريم الليلة؟” انطلق وقل ما تفكر به: “أنت تعرف، بعد الطريقة التي تصرفت بها اليوم، لا أشعر أنني أود أن نخرج لتناول الآيس كريم معاً”. ما الدرس؟ عندما ترتكب خطأً تكون النتيجة أنه من غير المحتمل أن تتعدى حدودك.

مترجم من Parents