كيفية التعامل مع مواقف التنمر (مراجعة كتاب التغلب على التنمر)
التنمر من أسوء الآفات التي أصبحت شائعة في مجتمع اليوم، والتي يجب أن نعرف حدودها وأسبابها جيدًا لكي نتمكن من التعامل معها
add تابِعني remove_red_eye 15,615
مراجعتنا اليوم ستكون لكتاب (overcoming mobbing) أي: التغلب على التنمّر. يميز الكتاب بين المضايقة والبلطجة من حيث إنه يتم في إطار إعدادات تنظيمية أو مؤسسية وينطوي على ديناميات تنظيمية. التنمّر لا يتعلق بالتجربة السلبية العرَضية في العمل؛ إن الأعمال السلبية المستمرة، العلنية والسرية على حد سواء، مع مرور الوقت، هي التي تضعف ثقة العمال بأنفسهم وفي أماكن عملهم ولا يمكن لأي قدر من التعقيد أو النضج أن يكون لها معنى أكثر من مجرد كتاب للمساعدة الذاتية.
يجلب هذا الكتاب المفهوم والمصطلحات المتعلقة بالمضايقة في المفردات العامة بفضل أساسها القوي في البحث النفسي والتنظيمي. ويقدم عرضًا تفصيليًّا لأسباب ونتائج المضايقة، ويساعد القراء على تجنب الوقوع في فخ اللوم في غير موضعه، ويحمل المنظمات في مركز المسؤولية على منع الإساءة. بالإضافة إلى أولئك الذين عانوا من التلاعب والمضايقات بأنفسهم، يعد هذا الكتاب موردًا لا يقدر بثمن لمديري مكان العمل وموظفي الموارد البشرية الذين يرغبون في منع التراجع أو عكسه في إعداداتهم المهنية الخاصة.
ينقسم الكتاب إلى أربعة أجزاء وهي:
- درجات التنمر.
- أسباب التنمر.
- أخطار التنمر.
- كيف أتعامل مع التنمر.
أولًا: درجات التنمر
في البداية يقوم الكاتب بالإشارة إلى أنه لكي يتم رصد التنمر يجب معرفة هل هو من فرد أم من مجموعة أم من المجتمع نفسه. من المتعارف لدينا كلمة مضايقة بالانجليزية تعني ( bullying) لكن اختار الكاتب كلمة (mobbing) للإشارة إلى التنمّر لأنها أعمق من المضايقة في الدرجة حيث يكون فيها التنمّر جماعيًّا حيث طبيعة المجتمع كله هكذا، ولكي نستطيع أن نعيش فيه يجب أن نتنمر أيضا على الآخرين وإلا سيتم التنمر علينا. كلنا نعلم التنمّر بين الطلاب في المدارس ولكننا اليوم سنتحدث عن التنمر في المجتمعات بأكملها سواء مجتمع مدرسة أو مجتمع العمل.
ثانيا: أسباب التنمر
قوانين إدارة المكان
مثال: شركة يديرها مجموعة من الناس وضعت قواعد أن المدير هنا هو سيد المكان والموظفين هم العبيد، مما أتاح لهم التحكم بالموظفين وهنا أصبحت الإدارة نفسها متنمرة فأصبح هناك الموظفون يريدون الترقي لسببين التخلص من التنمر وأن يمارس هو التنمّر بدوره عندما يصبح من المديرين.
خلق الفاصل بين الإدارة وباقي المكان
مثال: في المدارس نجد الإدارة والمدرسين جهة واحدة وهناك الطلبة في الجانب الآخر، عندما يتم ممارسة التنمر على الطلاب من أحد المدرسين مثلا نجد الإدارة تقف في صف المدرس بلا أي تفكير لأنه من ضمن الإدارة.
التنظيم
إذا كان هناك فوضى في المكان ذلك يساعد في وضع ضغط نفسي حيث لا قواعد ولا قوانين مما يساعد على التنمر، فمع زيادة الضغط تزيد فكرة التنمر، فبعض الأشخاص يلجأ إلى التنمر كوسيلة لإزالة الضغط. لذلك إدارة مكان غير منظمة هي أرض خصبة التنمر.
الأسباب الفردية
كلنا نعلم أن هناك أشخاصًا نفوسهم غير سوية يقومون بالتنمر على كل من حولهم؛ لأن ذلك يشعرهم بالرضا عن أنفسهم. ليس بالضرورة أن يكونوا أشخاصًا سيئين، من الممكن أن تربيتهم كانت غير سوية أو أن التنمر يعد طريقتهم في التعايش مع أنفسهم أو مجرد أشخاص متوترة، وكما ذكرنا من قبل بعض الأشخاص يساعدهم التنمّر في إزالة التوتر، لكن بعيدًا عن اختلاف الأسباب النتيجة واحدة.
ثالثًا: أخطار التنمر
هناك قصص كثيرة وخصوصًا بأمريكا عن أناس قاموا بقتل مديريهم. هل سمعت عنها؟ أعتقد أن أشهرهم حدث منذ بضع سنين عندما قام أحد الأشخاص بالدخول إلى مبنى وقتل أربعة أشخاص اتضح بعد ذلك أنه قتل مديريه الذين كانوا يقومون بالتنمّر عليه دائمًا حتى قاموا بطرده. هل تظن عزيزي القارئ أن هذا الكلام بعيد عنك، لا هذا الكلام ليس بعيدًا عن أي شخص.
التنمر يقوم بالتأثير على جزء مهم بالمخ له علاقة بالصورة الذاتية لأنفسنا أو ما يعرف بالـ (Self image) ففكرة الوجود ترتبط بهذه الصورة، فعندما يقوم أحد بهزّ هذه الصورة وقتها يستطيع الإنسان فعل أي شيء.
ومن هنا نستطيع القول أن التنمر له الكثير من الأخطار منها:
- أمراض نفسية مثل القلق والتوتر المرضي.
- أمراض جسمانية مثل أمراض القلب والضغط.
- حتى إن هناك مرضًا أصيب به الكثير ممن يتعرضون للتنمر يسمى PTSD. ( Post Traumatic Stress Disorder )
- بعيدًا عن ما سبق أبسط ما يمكن حدوثه لمن يتعرض التنمر هو انسحابه من الحياة و انغلاقه على نفسه حيث يصبح كاره للحياة والمجتمع.
- من أكبر الأخطار أيضا أن يتحول من تعرض التنمر أن يصبح متنمرًا على أشخاص آخرين في مجتمعات أخرى لرد اعتبار صورته الذاتية التى تم تدميرها بواسطة التنمر.
رابعًا: كيف أتعامل مع التنمر؟
كلنا تعرضنا للتنمر في مرحلة أو أخرى من حياتنا ولكن عند التعرض له يجب عليك:
- التذكر أن من يقوم بمضايقتك والتنمر عليك ما هو إلا شخص غير سوي، فهذه الفكرة تساعد كثيرًا ألّا تأخذ الأمر بمحمل شخصي.
- أعطِ لنفسك وقتًا للحزن وطلب المواساة، فللأسف نحن نتعامل بالإنكار مع التنمّر ونكمل حياتنا بشكل طبيعي وكأن شيئًا لم يكن ولا نسمح لمشاعرنا الداخلية بالظهور، حاول إظهار حزنك لعائلتك أو شريك حياتك.
- نظّم علاقاتك داخل المكان الذي تتعرض فيه للتنمر سواء العمل أو المدرسة، كون علاقات صحية مع الأشخاص الأسوياء وحاول الابتعاد تمامًا عن المتنمرين في المكان وإذا تحتم عليك التعامل معهم اجعل التعامل احترافيًّا جدًّا وفي إطار العمل فقط.
- الانسحاب من المكان يجب استخدامه كحل أخير، بمعنى أنه إذا وجدت نفسك لا تستطيع التعامل أو أن هذا المكان يسبب لك الكثير من الأذى ابتعد عنه تماما فصحتك النفسية إذا لم تكن جيدة فلن تستطيع التعامل مع أي جانب من جوانب حياتك.
نبذة عن مؤلفَيِ الكتاب
- مورين دوفي، دكتوراه: معالج أسرة استشاري وممارس ومتخصص في قضايا العمل والمضايقة والبلطجة في المدارس، والمنتسبين إلى برنامج الدراسات العليا للبحوث النوعية في جامعة نوفا ساوث إيسترن، وهي تقدم علاجًا نفسيًّا مستنيرًا من الصدمات لأهداف المضايقة والتسلط وأسرهم، والتشاور والتدريب على إساءة مكان العمل لأصحاب المصلحة بما في ذلك مديرو الموارد البشرية والمحامون.
- لين سبيري، دكتوراه: هو أستاذ استشارات الصحة العقلية في جامعة فلوريدا الأطلنطي وأستاذ الطب النفسي السريري في كلية الطب في ويسكونسن. وقد قدم العلاج النفسي لضحايا المهاجمة واستشار الشركات بشأن المضايقة والتسلط.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 15,615
دليل شامل مكتوب لضحايا التنمر وأسرهم الذين لا يستطيعون فهم الأمر أو كيفية التعافي منه
link https://ziid.net/?p=63600