اضطرابات اللغة وأسباب التأخر اللغوي عند الاطفال (حوار مع د. دينا النجار)
الكلام هو الوسيلة التي يتم بها التواصل بين الأفراد، يجب أن ينتبه الأهل تمامًا لمشكلات الكلام لدى الأطفال ويلجئوا للمتخصصين
add تابِعني remove_red_eye 61,969
- ما هي أنواع مشكلات الكلام عن الأطفال وهل تتدخل العوامل الوراثية بها؟
- مشكلات الكلام قسمان: مشكلات الكلام وهي مثل:
- في أيّ عمر يتم اكتشاف مشكلات النطق لدى الأطفال؟
- هل للتطور التكنولوجي وإقبال الأطفال عليه علاقة بمشكلات الكلام عند الأطفال ؟
- من المحبّذ أن تشاهد الأم المحتوى قبل أن تعرضه على الطفل حتى لا يتعرض للمشاهد العنيفة، أو الرسائل التي قد تؤثر على الطفل. ولكن ماذا إذا كان الطفل بالفعل يتعدى ساعات طويلة أم الشاشات الإلكترونية؟
- هل مشكلات الكلام المفاجئة مثل (التأتأة) تعبر عن خللٍ في التربية ؟
- متى نلجأ بالضبط لطبيب تخاطُب؟ وهل للمنزل دور مساعد؟
- هل يمكن للأمّ حماية طفلها من مشكلات الكلام؟
- إليك أيضًا
الأطفال حبّات القلوب، ونور الأعين، ومنذ اليوم الأول الذي تعرف فيه الأم ّبأنها تحمل طفلًا في رحمها، تبدأ في تخيّل كل شيء يتعلق به: الملابس، الغرفة، اللعب.. إلخ
تبدأ بعض الأمهات أيضًا بالتواصل مع أبنائهم القادمين، عن طريق الكلام، تبدأ في قص الحكايات عن العائلة، وغيرها، وحينما يحضر الطفل تنتظر كي يبتسم لها، ليلاعبها، لتنمو أول سنّ في فمه، ليجلسه، ليحبو، ليقف ويمشي ويتكلم، ولكن حينما يتأخر الطفل عن الكلام، تشعر الأم بالإحباط والخيبة، وتشعر بالذعر أيضًا، لقد كان حلمها الأثير أن يصبح ابنها قادرًا على الكلام، قادرًا على الرد عليها، على قصّ يومه عليها، تصبح الأم في تخبط وخوف لا يمكن أن يقدر أحد على وصفه.
الكلام هو القدرة على إنتاج الأصوات باستخدام الشفتين واللسان والثنايا العليا والسفلى، وبعض الأجزاء الأخرى من الفم، يحتاج الأطفال إلى فهم الأصوات المتنوعة المحيطة بهم والمبادئ الأساسية لدمج هذه الأصوات معًا في سبيل تكوين كلمات ضمن لغتهم الخاصة ويُعدّ من الطبيعي أن يخطئ معظم الأطفال في لفظ الكلمات خلال السنوات القليلة الأولى لتطور اللغة والكلام لديهم، وهذا لا يعد عيبًا يمثل خوفًا، أو يعد دلالة على تأخر لغوي إنما هو أمر عادي يحدث لكل الأطفال، بل هو السمة الغالبة فيهم، ولكن ما يستدعي القلق بالفعل هو ألا يتفاعل الطفل مع أمه، أو لا ينطق أيّ كلمة، أو أنه يختلف عن الأطفال في مثل سنه، حينها يجب أن نلاحظ أن الطفل يعاني من مشكلة في الكلام.
في هذا الحوار ترد على أسئلتنا د/ دينا النجار مدرس مساعد أمراض التخاطب بكلية الطب جامعة بني سويف.
ما هي أنواع مشكلات الكلام عن الأطفال وهل تتدخل العوامل الوراثية بها؟
مشكلات الكلام قسمان: مشكلات الكلام وهي مثل:
- التأتأة (التهتهة).
- الخنف.
- اللثغة (اللدغة).
التأخر اللغوي: اللغة تتضمن لغة استقبالية أيْ إن الطفل يفهم ما نقوله له، ولغة تعبيرية عندما يبدأ يستخدم الكلمات والحروف للتعبير عما يريد قوله، ومن أجل أن يحدث التطور الطبيعي للغة يجب أن تتوافر معطيات التطور اللغوي وهي:
- أن لا يعاني الطفل من التأخر العقلي، فتكون قدراته العقلية سليمة، مثلًا ألا يكون مصاب بمتلازمة داون أو الشلل الدماغي.
- أن لا يعاني من أي مشكلات نفسية مثل التوحد.
- أن تكون قنواته الحسية سليمة، فلا يكون مصابًا بضعف السمع أو فقدانه، أو مصابًا بفقدان حاسة البصر.
- أن تساعده البيئة المحيطة به على اكتساب اللغة، فلن يحدث تطور لغوي لطفل بعيد عن بيئة تدفعه للتفاعل.
من الممكن أن تلعب الوراثة دور في التأخر اللغوي، ففقدان السمع الذي يعوق التطور اللغوي قد يكون مرضًا وراثيًّا، فتلعب الوراثة دورًا في مشكلة التأخر اللغوي.
في أيّ عمر يتم اكتشاف مشكلات النطق لدى الأطفال؟
من بداية عمر السنة يبدأ الطفل بنطق كلمة واحدة مثل (بابا/ ماما/ امبو)، عند عمر السنتين يبدأ الطفل بتكوين جملة من كلمتين مثل (ماما امبو) (انزل تحت)، عند عمر الثلاث سنوات يبدأ الطفل بتكوين جملة من ثلاث إلى أربع كلمات، كما تبدأ مهاراته اللغوية بالتحسن ويبدأ في تكوين جمل طويلة ويبدأ استخدام الجمع ومعرفة الألوان، عند عمر الأربع سنوات تتحسن مهاراته أكثر ويكون جملة من أربع لخمس كلمات، يقدر على بدء حوار مع الأم وإدارته، وعلى الرغم من أن التطور التام للغة يكون عند عمر الثمانية سنوات، إلا أنه قبل بلوغ ذلك السن يكون قادرًا على التحاور، وأن يتمكن من مبادلة الأحاديث مع الناس.
هل للتطور التكنولوجي وإقبال الأطفال عليه علاقة بمشكلات الكلام عند الأطفال ؟
للأسف بعض الأمهات يتركون أبناءهم أمام التلفاز طوال اليوم، للتخلص منهم والقيام بمهامهم المنزلية، ولكن ذلك من أكثر الأخطاء ضررًا، فالتوصيات الأخيرة تؤكد أن الطفل وحتى بلوغ العامين من عمره، ممنوع من مشاهدة أيّ شاشة سواء كانت ألعابًا إلكترونية، أو التلفزيون، أو حتى برامج الرسوم المتحركة، وبعد بلوغ العامين من الممكن السماح للطفل بساعة متفرقة على مدار اليوم، وبعد ست سنوات يسمح للطفل، بساعتين على مدار اليوم.
من المحبّذ أن تشاهد الأم المحتوى قبل أن تعرضه على الطفل حتى لا يتعرض للمشاهد العنيفة، أو الرسائل التي قد تؤثر على الطفل. ولكن ماذا إذا كان الطفل بالفعل يتعدى ساعات طويلة أم الشاشات الإلكترونية؟
تعاني الأمهات مع أبنائهن حينما يحاولون منعهم من التلفاز والأجهزة اللوحية لساعات طويلة، وهو طبيعي لأنه اعتاد عليه، لذلك ننصح بأن تتم تلك العملية بالتدريج، فمن ساعتين إلى ساعة ونصف، إلى ساعة وربع، حتى يعتاد المواعيد الجديدة.
وقد يتساءل البعض لما التلفاز خطر على الرغم من أن الطفل يشاهد أناسًا يتحدثون، وذلك يحدث لأن الطفل يقوم دائمًا بدور المستقبِل، لا يتفاعل، واللغة تكتسب بالتفاعل لا الاستقبال، فلذلك لا يتم التطور حتى إذا تعلم الطفل عن طريق عملية الاستقبال، سيتحدث بلغة أخرى لا تستعملها البيئة المحيطة، أو على الأقل لهجة أخرى، فهو قد يعرف الطماطم بكلمة (البندورة) التي لا نستخدمها نحن، فحينما تسأله الأم عن الطماطم ستكون المفردة غريبة لا يعرف إلى ما تشير، وهذا يعتبر تأخر لغوي.
هل مشكلات الكلام المفاجئة مثل (التأتأة) تعبر عن خللٍ في التربية ؟
مشكلة التأتأة (التهتهة) من مشكلات الكلام، ولا يمكن الجزم بأنها تعبر عن خللٍ في التربية لأن لم يتوصل إلى أصلها الحقيقي، وكل ما يدور حولها عبارة عن نظريات، ففي بعض النظريات السيكولوجية تربط بين ظهورها وبين ضغط معين أو حادثة معينة أثرت على الطفل فأدت لظهور المشكلة، وهناك نظريات أقوى تتعلق بالنظام العصبي ترجع السبب إلى مشكلات تتعلق بالناقلات العصبية، ولكن يظل السبب الرئيسي لها غير معروف.
متى نلجأ بالضبط لطبيب تخاطُب؟ وهل للمنزل دور مساعد؟
حينما يلاحظ ولي الأمر أن الطفل مصاب بمشكلة، أو أن التطور اللغوي لديه ليس مماثلًا للأطفال في سنه، أو لا يتفاعل معنا، حينها يجب التوجه لطبيب تخاطب من أجل عمل تقييم للحالة، وكل ما كان التدخل مبكرًا أكثر، كل ما كان أفضل، ويتم عمل تقييم للعمر اللغوي والعمر الفعلي ومن خلال الجلسات يتم سدّ الفجوة بين الاثنين.
وللمنزل دور مهم جدًّا، وهو دور مكمل لما يفعله الطبيب، فدَوْر الأم لا ينتهي عند إحضار الطفل للجلسات فحسب، بل يجب عليها تنفيذ التعليمات الموضوعة من قبل الطبيب بدقة شديدة من أجل أن يتم علاج الطفل.
هل يمكن للأمّ حماية طفلها من مشكلات الكلام؟
تساعد الأم على حدوث التطور اللغوي لطفلها منذ بداية نموه، فطوال الوقت تبادله الكلام، بل أنها تكون أكثر شبهًا بالمعلقين على المباريات الرياضية، أيْ إنها تسمي كل الأشياء التي يراها الطفل مثل حينما تمسك بالكرة لتلعب معه (دي كورة / دي معلقة/ هناكل رز وبسلة) فأيّ نشاط يقوم به الطفل أو تقوم به معه تسميه للطفل مثل (احنا نازلين عالسلم)، بل وتبدأ بعرض الكلام عليه عن طريق سؤاله مثلًا (تاكل رز ولا بسلة / بيض ولا فول) ليجيبها الطفل ويبدأ في التفاعل معها.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 61,969
ماذا تفعل إن حدثت لطفلك مشكلة في الكلام وكيف تتصرف بطريقة صحيحة
link https://ziid.net/?p=64686