كيف تُستخدم العطور في العلاج والشفاء من الأمراض؟
يعتبر زيت اللافندر أول الزيوت العطرية التي تستخدم في العلاج، حيث في أقصى الشرق هناك في الهند، كان يستخدم في الطب وخاصة التدليك
add تابِعني remove_red_eye 869
استخدمت العطور منذ قديم الزمان قبل حوالي آلاف السنوات من أجل العلاج والشفاء من الأمراض، وعندما نتحدث عن العلاج بالعطور فإننا نعني أنواع عطور معيّنة، والتي تتضمن الزيوت العطرية، وقد كانت أُولى الزيوت العطرية التي تم استخدامها في العلاج هو زيت اللافندر، حيث في أقصى الشرق هناك في الهند، كان يستخدم في الطب، في جلسات التدليك تحديدًا، كما تم استخدامه أيضًا من قبل هنود أمريكا.
فالعلاج بالعطور لم يتوقّف عند الهنود فقط وإنما كان يستخدمه المصريون والإغريقيون والصينيون لتعطير رائحة المكان واستخدامه في العلاج والاستشفاء واستخدام الزيوت العطرية عند الاستحمام.
يأخذنا المثل الشائع الذي أطلقه الصينيون “بأن كل العطور دواء” إلى استنتاج أن الصينيين هم أوائل الرواد في هذا المجال، فبمثلهم الشائع هذا قد تبيّن استخدامهم للعطور كعلاج منذ آلاف الأعوام وقبل بعثة المسيح -عليه السلام-، فكان يستخدم المعالج العطري الصيني الزيوت المستخلصة من النباتات لعلاج الجسم ليتمتع بالصحة الجيّدة، فضلًا عن ذلك، استخدم المصريون القدماء أو الفراعنة الزيوت العطرية عند الاستحمام لرفع مستوى طاقتهم وزيادة كفاءتهم وتحسين نشاط الدماغ، وتتضمن الزيوت العطرية التي استخدمها الفراعنة قديمًا بما يُسمى بالياسمين والسوسن وورد النيل أو ما يُطلق عليه الياقوت.
لقد برهن الكاتب مايكل إدوارد -مؤلف كتاب أساطير العطور- على أهمية العطور واستخداماتها القديمة، فقد قال: “أظهرت الدراسات أن العطور يمكنها تحفيزنا أو تهدئتنا، وهي إلى ذلك تشجّع المزاج الجيّد أو السيء وتستدعي الذكريات الإيجابية أو السلبية والأحلام الجميلة”، ويبدو أن الدراسة تُركّز وتُسلّط الضوء على قدرة الزيوت العطرية في التأثير على الحالة المزاجية العامة للإنسان مما يقود إلى سهولة علاجه من الأمراض.
لنأخذ رحلة أخرى حول التاريخ لنتعرف على أهمية العطور في العلاج وكيف يستخدمها القدامى في حياتهم اليومية، ففي القرن الرابع الميلادي كتب الإغريقيون عن أهمية الزيوت العطرية وأوضحوا أهمية النعناع وأنه يستخدم للأذرع، أما القرفة والورد فيستخدم للصدر، و زيت اللوز للأيدي والقدم والبردقوش للشعر والحواجب، مما يجعلنا نشير هنا إلى أنّ ملكة مصر القديمة كليوباترا كان تضع أنواع مختلفة من الزيوت العطرية على جسمها، فقد كانت تضع على يديها زيت الورد والبنفسج والزعفران بينما تضع على قدميها مزيجًا من زيت اللوز والعسل والقرفة وزهر البرتقال، وأخيرًا كانت تتخضب بالحناء في أرجلها.
لنأخذ جولة أخرى ونطلّ على تاريخ العرب قديمًا واستخدامهم للعطور، حيث بدأ اهتمام العرب القدامى بالعطور عن طريق كثرة الترحال للتجارة، وقد أكد الطبيب الفيلسوف “ابن سينا” في القرن العاشر الهجري عن فائدة الزيوت العطرية وأهميتها: “إنّ الاهتمام باستخدام الروائح الجيّدة يقوّي الحواس، وعندما تكون الحواس قوية تكون الأفكار أقوى مما يؤدي إلى الاستقامة، وبالعكس عندما تكون الحواس ضعيفة تُصبح الأفكار غير متوازنة ومشوّهة”.
كيف يعمل العلاج بالعطور؟
لربما سيُدهشك استخدام المعالجين القدامى الزيوت العطرية للعلاج والاستشفاء، وتتساءل كيف يمكن أن تشفي الزيوت العطرية الشخص المريض؟ ببساطة شديدة، تُعد حاسة الشم من أقوى حواس الإنسان تساعده على استنشاق الروائح طيبة كانت أو غير مرغوب فيها، وبذلك نجد أن العطور تلعب دورًا كبيرًا في التأثير على الإنسان وعلاجه من الأمراض. عندما يدخل العطر في مجرى الأنف، ينتقل حتى يصل إلى البصيلة الشمية. و تُرسل الرائحة مباشرة إلى مركز الدماغ إلى الجهاز الحوفي حيث يُعالجها الدماغ محدثًا استجابات هرمونية واستقلابية عندما يُطلق مواد كيميائية يمكن أن تساعد على الاسترخاء والتحفيز وتسكين الآلام.
كيف تُستخدم زيوت عطرية بعينها في العلاج؟
- يُعد النعناع وسوسن الوادي من العطور المهمّة تُستخدم لرفع درجة الانتباه في أثناء العمل، لذلك تجد معظم الموظّفين يطلبون في أثناء عملهم شرب مشروب النعناع أو الشاي بالنعناع، فذلك يعطيهم إحساسًا بالانتعاش والتنبّه، كما يدخل خشب الأرز أيضًا ضمن الزيوت العطرية التي تعمل على التخلّص من التعب والإرهاق الذي قد يصيبك من جراء ممارسة بعض الأعمال.
- هناك دراسات أكّدت استخدام الزيوت العطرية في عملية توليد الأفكار الجديدة، وهذا ما شدّد عليه الذين يستخدمون العلاج بالعطور.
- يُستخدم زيت اللافندر والأقحوان في العلاج بالعطور أيضًا، حيث يساعد في عملية الاسترخاء. وزيت اللافندر معروف بكونه له تأثير مهدئ للأعصاب ومضاد للاكتئاب، ولأهميته الكبيرة كان الرومان يستخدمونه عند الاستحمام لتأثيره الكبير في تهدئة الأعصاب.
- تستخدم الزيوت العطرية في عملية تدليك الجسم مثل الزيتون واللوز الحلو والمشمش وبذور القمح. يُنصح بمزج قطرتين من اللافندر والورد والمليسا مع ملعقة من اللوز الحلو، فهو يُعالج حالات الشعور بالحزن وتقلّب المزاج والاكتئاب ويُنعش الجسم.
- تُستخدم الزيوت العطرية في التشافي عن طريق الاستنشاق، كيف ذلك؟ فلعلاج الجيوب الأنفية المسدودة، املأ وعاءً بماء مغلي تقريبًا، أضف زيت النعناع والأوكالبتوس، ويمكنك استخدام الأوكالبتوس والصنوبر وخشب الأرز لاحتقان الشعب الهوائية.
- استخدام الزيوت العطرية عند الاستحمام – للاسترخاء. وقد أوصى المعالجون بالروائح جوديث وايت وكارين داي بإضافة ثلاث قطرات من الباتشولي واثنتين من اللافندر واثنتين من البرتقال إلى ماء الاستحمام للشعور بالاسترخاء.
- أيضًا يمكن إضافة قطرتين من البردقوش وثلاث قطرات من اللافندر واثنتين من خشب الصندل، وهذا المزيج له تأثير مهدئ للأعصاب، كما يمكن إضافة ثلاث قطرات من إكليل الجبل وقطرتين من الليمون وقطرتين من النعناع حيث يعمل المزيج على التنشيط أو شد البشرة.
- يمكن أن يساعد اللافندر في تقليل التورّم والكدمات، حيث يمكنك إضافة قطرة واحدة مع قطرتين من العرعر وواحدة من اللبان و ثلاث قطرات من القصعين وواحدة من الريحان، وقد أوصى بها المعالجون العطريون منهم وايت ودي، وكذلك مفيدة للنساء لإزالة التوتر قبل الحيض وآلام الدورة الشهرية.
هناك زيوت عطرية بعينها استخدمت في عدة علاجات نذكر منها
- الريحان: يستخدم لرفع درجة التركيز، كما أنه يُعد طاردًا للحشرات.
- البرغموت: تُستخدم للقضاء على القلق والاكتئاب، كما أنه يساعد على الإقلاع عن التدخين وقمع الشهية.
- الكافور: يُستخدم لتقليل الرغبة الجنسية والهستريا، كما أنه ًيُعتبر طاردًا للحشرات.
- البابونج: استخدمه قدماء المصريين في علاج الحُمى، كما أن البابونج يُعد واحدًا من الأعشاب التسعة المقدّسة عند الساكسونين فقد استخدم من أجل تهدئة الأعصاب، كما يُستخدم كمسكّن خفيف للأطفال.
- الكسبرة: يستخدمها الصينيون ويعتبرون أنها تساعد على طول العمر فهي تُستخدم بجرعات صغيرة من أجل الصداع والاكتئاب.
- اللّبان: استخدمه المصريون أكثر من غيرهم خاصة في مستحضرات التجميل وأقنعة الوجه، له تأثير مهدئ للعقل عندما يُخلط مع العسل، ويشد البشرة.
- العرعر: استخدم في التحنيط في مصر القديمة وكعلاج للصداع وترياق للطاعون خلال العصور الوسطى، يخفف مؤقتًا من احتباس السوائل وينشط الدورة الدموية.
الخلاصة
بهذا تكون قد أدركت أهمية الزيوت العطرية، وأنها كانت تستخدم من قديم الزمان ليس فقط في تعطير الأجواء ورائحة المكان وإنما بصورة أساسية في العلاج بالعطور، وإلى اليوم لها استخداماتها في الشفاء من الأمراض خاصة تلك التي لها علاقة بالذاكرة والإجهاد والقلق والتوتر.
والحل الأفضل لدى كثير من الناس هو استخدام منتجات أسكوب لأنها تملأ المكان بإحساس الانتعاش والراحة، وتحديدًا عطر هبوب المتميز برائحة اللافندر.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 869
مقال مثير يتناول العطور وطبيعتها العلاجية واستخدامها في الطب
link https://ziid.net/?p=80602