أطفال الأمهات العاملات أكثر سعادة
جدل كبير على عمل المرأة وأهميته وتأثيره على المنزل والأبناء، دون النظر إلى حاجة المرأة للعمل وللنجاح ولتحقيق الذات والتطور
add تابِعني remove_red_eye 275
عندما ظهر اختراع مفرمة الملوخية (والتي كانت بديلًا لفرمها يدويًا)، رفضت جدتي استخدامها أو تناول الملوخية المفرومة باستخدام الآلة معللةً ذلك بأن طعمها ألذ وأفضل إذا ما فُرِمَت بالطريقة التقليدية وهو ما استغربه واستنكره الجميع. فبعد أن كانت هذه الطبخة تستهلك وقتًا طويلًا لإعدادها أصبحت من أسهل الطبخات وأسرعها.
إن رَفْضَ جدتي للآلة لم يكن لسوء الملوخية وإنما رفضًا للتغيير وتمسكًا بما تعرفه، فكان من الصعب عليها أن تتقبل هذه الآلة “الدخيلة” وكذلك الأمر بالنسبة لأيّ تغيير في أساسيات حياتنا وما اعتدنا عليه.
ونستطيع أن نرى ذلك في رفض البعض عمل المرأة خارج المنزل في وظيفة منتظمة، وعلى الرغم من ذلك، فقد ارتفعت نسبة النساء العاملات في عصرنا الحالي في مختلف الدول حول العالم، مما أدى لاختلاف دور المرأة المعتاد حيث إن خروجها للعمل خارج المنزل قد ترتب عليه انخفاض عدد الساعات التي تقضيها في المنزل والوقت الذي تمنحه لأبنائها وترك تربيتهم والعناية بهم أثناء غيابها على حضانات الأطفال المتخصصة أو أحد الأقرباء.
ولكن رغم تولي العديد من السيدات المناصب المختلفة وتحقيق الإنجازات إلا أن المجتمع ما زال يلقي عليها اللوم مما جعل العديدات من الأمهات العاملات يشعرن بالذنب والتقصير خاصة إذا ما أصيب أحد أبنائها بضررٍ ما أو إصابة معينة أو انخفاض في درجاته الدراسية حينها تبدأ أصابع الاتهام تشير نحو الأم واتهامها بالتقصير وأنها السبب في ذلك بسبب إهمالها وخروجها لتحقيق ذاتها وأهدافها.
صعود (الزوجة العاملة): بداية تغيير هامّ في وضع المرأة في الخمسينات
جدول التنظيف المثالي للأم العاملة
إن توزيع الأدوار بين الجنسين لم يكن في أساسه كاستجابة للمواصفات الجسدية أو حتى لتعليمات الأديان الصحيحة وانما جاء كاستجابة لفئات وتوجهات مجتمعية يحكمها الرجال، وكان لفصل المرأة عن العمل والإنتاج وسيلة لفرض السيطرة عليها وعلى وجودها وسلب حريتها في العمل والتعليم وتقرير المصير ووضعها كمواطن درجة ثانية، وقامت هذه الجماعات بالاستعانة بالنصوص الدينية وتحريفها لإثبات ما يريدون، فأصبحت المرأة مسلوبة الحرية وأصبحت النساء أقل إنتاجًا وألقي عبء تربية الأبناء بالكامل عليهن حتى أصبح الرجل مُعِيلًا فقط ومصدر المال للعائلة.
إن الدين الإسلامي في آياته والتي يحثّ فيها المؤمنين على العمل لم يكن يفرق بين الرجل والمرأة ولم تخلو السيرة النبوية من نساء عاملات ومُنْتِجات وكن صاحبات أعمال ومصدر دخل حتى إن الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان متزوجًا من السيدة خديجة ويعمل عندها قبل الزواج بها وكانت صاحبة المال، إن التفريق بين الرجل والمرأة والاعتماد على الآيات القرآنية ما هو إلا عبث وتضليل؛ مما جعل الرجال يتمادَوْن في ذلك وينشرون أقوال وأحاديث دخيلة كرضا الزوج ومرضاته بعد رضا الله وإن المرأة ملزمة بخدمة أهل بيتها، وخرجت هذه الأدوار من إطارها المجتمعي لتصبح قوانين دينية مع التحريم والتحليل فيها.
١٠ طرائق تساعدك في الموازنة بين عملك وأطفالك والمنزل
أهم 12 تطبيق تحتاج إليه كل امرأة عاملة
أؤمن أن الله سبحانه لم يكن ليخلق العقل للمرأة بقدرات مشابهة للرجل وبقدرة فائقة على التعلم إن كانت وظيفتها فقط للإنجاب ورعاية الأبناء، لا أرى أنه من المنطق أن نخلق محدودي الفرص والإمكانيات وألا نكون قادرين على التعبير عن أنفسنا وعن إمكانياتنا ومواهبنا، فكم افتقدت مجتمعاتنا قدرات ونساء كان بمقدورهن تغيير العالم وتغيير الموازين لو أعطين فرصة وكم كانت المشاكل المجتمعية ستنخفض لو أننا قمنا بتربية الأبناء على الاحترام المتبادل والإنسانية بديلًا عن التحقير والدونية.
وقد سارعت الجمعيات والجهات الداعمة للمرأة للدفاع عن دورها وحقها في العمل، حتى إن هناك دراسات وأبحاث لإثبات أهمية عمل المرأة وانعكاسه الإيجابي على بيتها وعلى أبنائها، وأصبحت هذه الدراسات عبئًا يضاف للمرأة فهي وإن كانت تحاول مناصرتنا ومناصرة موقفنا إلا أنها تظلم النساء غير العاملات واللاتي وضعن جُلَّ قُدُراتهن في تربية الأبناء.
للأمهات العاملات: وصفات يمكن إعدادها في أقل من (٣٠) دقيقة
إن الطموح والسعادة والرضا ليس بالعمل خارج المنزل أو داخله، والإبداع وتحقيق الذات قد يكون في أشكال مختلفة، وتربية الأبناء ورعايتهم ليس شيئًا بسيطًا وإنما عمل تستحق عليه المرأة التقدير، وعدم وجود دخلٍ مادّي للنشاطات التي تقوم بها لا يقلّل من قيمة هذه النشاطات ولا الدور، إن الله خلقنا مختلفين وبقدرات معينة نختلف فيها عن بعضنا البعض فلكل واحدة مِنّا سَعَةٌ معينّة للتحمل، قد تكون إحدانا قادرة على الفصل بين العمل والمنزل وتفضل الخروج للعمل بينما تفضل الأخرى أن تتفرغ بالكامل لرعاية الأبناء، ومهما كان الاختيار فإن هذا لا يجعلها أمًّا غير مهتمة أو مقصرّة ولا يجعلها امرأة غير طموحة.
فالعمل والسعي يأتي على درجات ومستويات مختلفة، وكل امرأة قادرة على تحديد أولوياتها ولكنها الفرصة والقدرة على القرار هو الذي يجب أن يكون متوفرًا ويجب أن يتم منحنا إياه، بمعنى أن أكون قادرة على الاختيار واتخاذ القرار دون ضغوطات أو ملامة.
add تابِعني remove_red_eye 275
مقال هام للغاية عن علاقة عمل المرأة بالأطفال
link https://ziid.net/?p=57398