أسباب تنمر الأبناء على الأم 

التنمر هو التعرض لأي نوع من أنواع الأذى سواء جسدي أو نفسي من أشخاص يحيطون بك. كما يعتبر ظاهرة من الظواهر التي تم الالتفات إليها مؤخرًا وأخذها في الاعتبار من قبل المجتمع وذلك لما تسببه من أضرارٍ جسدية ونفسية على الأشخاص الذين يتعرضون لمثل هذا النوع من التخريب النفسي والجسدي ممن حولهم.

عندما نسمع كلمة تنمر فأقرب ما يجول في خاطرنا هو تنمر تلميذ على زميل له في المدرسة أو تنمر زميل عمل على زميل آخر أو حتى تنمر الرجل بالمرأة سواء نفسيًا أو جسديًا، ولكن هناك نوع من التنمر الذي لا ينظر إليه أحد أو لا يهتم به أحد أو ما قد يأخذ اسم آخر غير لفظ التنمر وهو تنمر الأبناء على أمهاتهم . هناك من سيطلق عليه عقوق الوالدين أو عدم طاعتهم أو مسميات أخرى ولكن من منظروي أراه تنمر شاركت فيه فيه الأم أبنائها لكي يمارسوه عليها.

في هذا المقال سوف نتحدث عن هذا النوع من التنمر ونتغلغل إلى أسبابه لكي تنتبه كل أم تتعرض لهذا النوع من التنمر وتبدأ في تغيير سلوكيات أبنائها نحوها.

لماذا يتنمر الأبناء على الأم؟

عدم امتلاك شخصية قوية مع أبنائك

عزيزتي الأم عندما تسمحين لأبنائك بأن يتحدثوا معك بطريقةٍ غير لائقة منذ صغرهم فلا تلومين إلا نفسك عندما يكبرون ويستمرون في مثل هذا التصرف الذي من الصعب التحكم فيه بعد أن كبروا. فحين يكبرون وتجدين أن معاملتهم معك لا تليق بمعاملة أبناء لأمهاتهم ستحزنين حزنًا شديدًا وسوف يؤثر هذا على حالتك النفسية والجسدية معًا.

عندما كان أبنائك صغار ويرفعون صوتهم عليك أو يرفعون أيديهم بالضرب كان هذا الأمر لا يحزنك بدافع أنهم ما زالوا صغار ويمر الأمر دون عقاب هذا التصرف سوف ترين عواقبه بعد أن يصيروا كبارًا ولا يكنّون أي احترام تجاهك. لذا عليكِ من البداية أن تعودي أبنائك على احترامك والتحدث معك بصوتٍ خافت وطلب الشيء بأسلوب مهذب حتى يعتادون على ذلك ويكبرون على ذلك.

البعد عن المعرفة

سوف تتعرضين للتنمر من قبل أبنائك عندما يرفضون أخذ رأيك في أمرٍ ما يخص حياتهم وسوف يكون دافعهم  بأنك متقنة فقط لأعمال المنزل، ولكن من الصعب الحديث معك فيما يخص الحياة المعاصرة مثل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية وأمورٍ أخرى تحتاج منك الاهتمام الدائم بمعاصرتها. سوف تحزنين عندما تطلبين من أحد أبنائك مساعدتك في الاتصال بأحدٍ من هاتفك الذكي الذي تحمليه ولا تستطيعين استخدامه فيسخر منك ليس بهدف السخرية ولكن سوف تترك كلماته آثارًا سيئة في نفسيتك.

عندما تصبح المرأة أُماً تنسى كل شيء كان تطمح إليه وتضحي بعملها الذي كان يعتبر حلمًا كانت تسعى إليه قبل أن يرزقها الله بأطفال. ترى أن انهماكها في العمل قد يشغلها عن أبنائها في حين أنها تريد أن تكرث كل وقتها لهم في حين أن الأبناء في حاجة إلى أم مثقفة على معرفة ودراية بكل ما يحدث.

القيام بدور الأم ليس سببًا في أن تهملي في تغذية عقلك ومواكبة العصر حتى تستطيعي  أن تفهمي أبنائك لأنه حين انشغالك بأعمال المنزل والمطبخ فإن أبنائك في حاجةٍ إلى أم معاصرة يستطيعون اللجوء إليها لأخذ رأيها في أمر ما يخص عملهم أو دراستهم أو علاقتهم بمن حولهم. لذا عزيزتي لا تتوقفي أبداً عن تغذية عقلك بالقراءة والإطلاع واستخدام الإنترنت في حياتك حتى لا تتعرضين للتنمر من قبل أي شخص حتى لو كانوا أبنائك.

ستتعرضين للتنمر حتمًا من أبنائك إذا تهاونتي في حقك خاصةً إذا كان أباهم من النوع الذي ينتقدك في كل صغيرة وكبيرة أمامهم ويقلل من شأنك ويعاملك كأنك شيء في المنزل ولستِ إنسانة. لذا عندما ينتقدك زوجك أمام أبنائك عليكِ ألا تتهاوني في ذلك والرد بأسلوبٍ مهذب يمنعه من تكرار هذا التصرف والإثبات له بأنك تستطيعين الدفاع عن نفسك، لذا سيفكر أبناءك مرارًا وتكرارًا قبل أن يقلدوه ويتهاونوا بك.

هذه النقطة تجعلنا نتطرق سريعًا إلى أهمية أن تختار المرأة الزوج الصالح الذي يكن لها الاحترام والحب والذي دائماً ما يعاملها كأميرة ويجبر الجميع على احترامها والانحناء لها حتى لو كان هؤلاء الاشخاص هم أبناؤه.