8 أساليب تربوية خاطئة تعرفوا عليها
ان التربية عملية مهمة, فهي ما يترتب عليها, شخصية الانسان وسلوكه واتجاهاته, ومبادئه لذلك يجب أن تكون سوية.
add تابِعني remove_red_eye 62,020
يقول جبران خليل جبران: (أولادكم ليسوا لكم، أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها، بكم يأتون إلى العالم، ولكن ليس منكم ومع أنهم يعيشون معكم، فهم ليسوا ملكًا لكم) ويقول الإمام “علي بن أبي طالب”: (لا تربوا أبناءكم مثلما رباكم آباؤكم فإنهم ولدوا لزمن غير زمانكم)
فالتربية هي الواجب الأول من الآباء والأمهات نحو أبنائهم، وهي اللبنة الأولى في حياتهم، بل القاعدة التي تنبني عليها شخوصهم، إن ما تزرعه في ابنك اليوم، ستحصده غدًا، ولا تتوقع أن تزرع فيه الصبار وتحصد غير الشوك، لذلك جمعت أبرز الطرق التربوية غير السوية لتعرفوها فتتجنبوا الوقوع فيها، وما يترتب عليها بعد ذلك:
1- أسلوب السيطرة
والسيطرة هي هيمنة الوالدين، أو أحدهم على الأطفال بغرض إخضاعه لتلبية رغباتهم، وإن كانت ضد رغبة الطفل نفسه، في هذا الأسلوب يتعامل الأب والأم مع أبنائهم، وكأنهم قطع شطرنج يحركونها فيسيطر الأب أو الأم على الطفل، ويختارون له كل شيء بدعوى أنهم الأكبر، وهم الأقدر على فهم الأمور ومعرفة الصحيح، فيختار الوالدان للطفل من أول ملبسه إلى دراسته، امتدادًا إلى خطة حياته.
يؤثر هذا الأسلوب على الطفل، فيكبر جبانًا أو اعتماديًّا أو طفلًا بلا شخصية يقوده الآخرون، لأنه لم يتذوق أبدًا طعم الاستقلالية ولا يمكنه اتخاذ قرار وتحمل تبعاته، يصبح هذا الطفل رجلًا بلا رأي، مُهادِن وجبان ولا يمكنه تحمل نتيجة خياراته.
[15 أمرًا عليك أن تجعلها أسس تربية طفلك]
2- أسلوب الحماية الزائدة
يقصد بالحماية الزائدة إفراط الوالدين في مراقبة الطفل، والتحكم في تصرفاته، وهو يشبه أسلوب السيطرة، أو هو الوجه الناعم الذي يحدث بدافع حماية الأطفال من الأخطاء وحبهم والحرص عليهم، إنهم دائمًا يحاولون إيهام أطفالهم بأنهم يدفعون عنهم أخطاء مهولة قد تفسد حياتهم، فيمنعونهم من التجربة حتى لو كانت مأمونة العواقب، أو بلا عواقب أصلًا. هذا الأسلوب أيضًا يخلف الطفل اعتماديًّا يحتاج للآخرين في كل خطوات حياته، لا يمكنه أن يصبح مسئولًا ولا يمكنه الاعتماد على نفسه.
[12 نصيحة لتربية الأطفال الواثقين]
3- أسلوب المعاملة المتغيرة أو (التذبذب في المعاملة)
هو عدم ثبات معاملة الوالدين للطفل، فهم يتشددون معه في موقف ما ثم يتساهلون في موقف مشابه أو يجد الوالدين يعاملونه بلطف شديد ذات يوم ثم ينقلبان في اليوم الآخر بلا أسباب واضحة، تلك الرسائل المتناقضة التي يستقبلها لا وعي الطفل تؤثر عليه وتسبب اختلالًا لديه، فتصبح المعايير مشوشة، والقيم والسلوك الذي يجب أن ينشأ عليه يصبح غير واضح، وهذا الأمر يؤدي بالأطفال إلى العديد من المشاكل النفسية، فيسأل نفسه كثيرًا لما تغير والديّ معي دون أي أسباب واضحة، لما يعاملانني اليوم بقسوة وأي خطأ ارتكبته لأعاقب.
[التربية المتوازنة .. كيف تربي طفلك بشكل أفضل؟]
4- أسلوب التساهل في معاملة الأطفال
حين يخطئ الطفل أو يصيب يواجه بردة فعل ثابتة، إما لأن الوالدين منشغلان بالكثير من الأمور أو عدم قدرتهم على ضبط سلوك الطفل، لأنهم أنفسهم لديهم مشكلة ما تجاه معايير التمييز بين الصواب والخطأ، فينشأ الطفل فاقدًا للبوصلة، ليس لديه أي معايير خلقية تحكمه، لا يفرق بين النافع والضار، يميل إلى ما يسعده فحسب، ويصبح عندما يكبر شخصًا غير مسئول، فلا وجود لديه لقيم الثواب والعقاب.
[4 طرق لتربية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة]
5- أسلوب التهديد الدائم
يبدأ التهديد من سأضربك سأعاقبك، وحتى سيحرقك الله بنيرانه، ستذهب للجحيم، والكثير من كلمات التهديد التي تجعل من المنزل جحيم الطفل، إنه لا يعاقب فعلًا فينتهي الأمر أنه يحيا دائمًا، تحت مطرقة الخوف من العقاب، الخوف الذي ينتزع منه أمانه، فبدلًا من أن يستمد الأمان من والديه، يصبحا مصدرًا للتهديد والتخويف، يترتب على ذلك الأمر الكثير من المشكلات، أهمها أن يصبح الطفل أو المراهق عرضه للقلق المزمن، أو رؤية الكوابيس.
[أكثر من عشرة عوامل لتربية ولدك على الإيجابية]
6- أسلوب العقاب الشديد
إن من أهم الأمور التي يجب أن تحدث عند المعاقبة، أن يكون العقاب مساويًا للخطأ متناسبًا مع الشخص المعاقب، فبعض الأطفال قد تؤذيها أساليب عقاب قد تبدو عادية بشدة، كما أن العقاب أصلًا هو المرحلة الثانية بعد النصح والإرشاد، وإذا تكرر الأمر يوضع العقاب. لكن هناك بعض الأسر التي تتعامل مع العقاب كأسلوب للتربية، فالأمر التافه يقتضي صفعة، وكلما كبر الأمر كلما كبر العقاب، وهذا مما يخلف ضررًا جسديًّا ونفسي على الطفل ويجعله عرضة للكثير من الأمراض.
[سبعة أساليب في تربية الأطفال على تجنب العنف والإيذاء]
7- أسلوب التدليل
التدليل هو الرعاية الزائدة التي تخلو من التقويم أو اللوم والعقاب ومظاهر التدليل كثيرة، منها تلبية احتياجات الطفل حتى لو فاقت ما يملكه الأبوين. يؤدي ذلك الأسلوب إلى طفل لا يتحمل المسئولية، أناني لا يفكر سوى في نفسه، بل ربما يكبر هذا الأمر في نفسه فيغدو رجلًا مصابًا بالنرجسية أو امرأة مصابة بالنرجسية.
8- أسلوب تفضيل أحد الأبناء علي أخوته
قد يفضل الأبوان أحد الأبناء إما لتفوقه أو حداثة سنه أو لكونه ذكرًا وربما لكونه أنثى، فيختصانه بالرعاية والاهتمام ماديًا أو معنويًّا مع إهمال باقي الأخوة، مما يترتب على ذلك من زرع الحقد والكراهية في نفوس الأخوة، بل قد يفكرون في ايذاء هذا الآخر الذي يشغل والديهم عنهم، وحسبك في ذلك قصة النبي يوسف عليه السلام الذي كرهه إخوته؛ لأن أباهم اهتم به أكثر منهم.
إن أمثل أساليب التربية هو الذي يعتمد على حالة الطفل والمرحلة العمرية، ويعتمد ذلك الأسلوب الثواب والعقاب والنصح والإرشاد يخلو من السيطرة، يتحمل فيه الطفل المسئولية ويختار لنفسه وفق توجيهات الوالدين، يشعر فيه الطفل بالحب غير المشروط والقبول له بكل ما يحمله في شخصه من مزايا وعيوب، لا يحبه الأبوان لأنه متفوق فقط بل يحبونه مصيبًا ومخطئًا حتى عندما يعاقب يعرف أنه محبوب.
[فهم المراهقة وفق مختلف النظريات التي تعرفها وتفسرها]
يجب علينا أيضًا أن نحجب الخلافات بعيدًا عن أعين الأطفال لئلا نشوّه لديهم صورة الأسرة وصورة الأبوين، فيشعر الأطفال بالكآبة والحزن وتصيبهم الاضطرابات النفسية كما يجب أن يتناسب العقاب مع عمر الطفل ومع الأمر الذي ارتكبه، ويبتعد الآباء عن استخدام أساليب العقاب الذي تضمن الإيذاء مثل الضرب مثلًا، كما يجب أن يعرف الطفل سبب العقاب، وإذا تكرر الذنب يتم تكرار نفس العقاب، لئلا يصيبه خلل لتذبذب الوالدين، والابتعاد عن استخدام التهديد والوعيد وخاصة التهديد بعذاب الله، لئلا تتشوه صورة الله لديهم.
ويجب أن تتذكروا دائمًا أن أطفالكم ليسوا ملكًا لكم.
add تابِعني remove_red_eye 62,020
مقال يتحدث عن الأساليب التربوية الخاطئة وكيف نتجنبها
link https://ziid.net/?p=54328