أوهام حول الادخار و التوفير
صار كثير من الناس يفكر في الادخار والتوفير من أجل السيطرة على المصروفات و تلبية احتياجاتهم. ولكن المشكلة أن كثيرا من الأفكار حول أساليب الادخار ليست إلا أوهامًا
يجب أن نعلم أطفالنا أن مصباح علاء الدين قد ينفد وأن الفقير قد لايبقى فقيرا للأبد والغني كذلك لهذا التخطيط المالي مهم ومنه الادخار
add تابِعني remove_red_eye 67,876
حقوق الأبناء على الآباء كما أمر بها الشرع تبدأ من قبل إنجابهم باختيار الزوجة الصالحة والاسم المناسب للطفل وتوفير المسكن والرزق الذي يتماشى مع احتياجاتهم ويحقق متطلباتهم وحق التعليم، ولكن هناك حقوق أخرى نغفل عنها وهي تهيئة الأطفال وتنشئتهم للمجتمع بتعليمهم الأسس الضرورية لمواجهة تقلبات الحياة الصعبة.
على الوالدين أن يُراعيا المراحل التي يمر بها أبناؤهم، فلا يعاملان الابن معاملة واحدة منذ أن كان طفلًا حتى يتخرّج، بل يعاملانه في كل مرحلة بما يصلح له، وكما يعلم الجميع أنه مع تقدم الإنسان بالسن تكثر متطلباته، فالطفلة تختلف عن البالغة، والطفل يختلف عن الرجل من حيث المتطلبات والاهتمامات. بالتالي المصروف الذي يعطى للطفل ليس كالمصروف الذي يعطى للبالغ.
وقد حدد موقع مجلة «فوربس» أهم خمس كلمات مالية ينصح الخبراء بتعليمها للأطفال:
حتى ينشأ الطفل معتمدًا على نفسه معتزًا بذاته يشتري ما يحتاجه بماله دون أن يضغط على ميزانية أسرته أو يعتمد اعتمادًا كليًا على والديه.
القاعدة القرآنية التي يقوم على أساسها الادخار قول الله تعالى: ﴿كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين﴾ [الأنعام: 141].
أولاً: ﴿كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ﴾ هذا بند خاص بالاستهلاك.
ثانياً: ﴿وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾ هذا بند خاص بالتوزيع.
ثالثاً: ﴿ولا تُسْرِفُوا﴾ هذا بند خاص بالادخار .
يكبر الطفل وهو يعتقد أنه يعرف جميع حقوقه وما يحتاجه بالرغم من أنه قد يكون قد نشأ مختلفًا عن أقرانه من حيث الأولويات والضروريات، قد يكون والده وفّر له جميع الضروريات والكماليات، ولكن لم يوفر له التعليم الكافي لقيمة المال الذي ينفقه وهو حق من حقوق الطفل أن يتعلم قيمة المال أو ما يملكه حتى لا يستخدمه بطريقةٍ خاطئة وهذا ما يجهله الآباء.
قال تعالى: (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً)
يُحكى أن عمر بن عبد العزيز كان قد أرسله أبوه وهو شاب صغير إلى المدينة المنورة ليتعلم فيها الفِقه وعلوم الدين، وكان صالح بن كيسان مؤدبه والقائم على أمر ملازمته وتوجيهه وإرشاده، وفي ذات يوم انتبه هذا المؤدب أن عمر بن عبد العزيز لم يحضر صلاة الجماعة وتخلف عنها، فذهب إليه ليستطلع الأمر فسأله قائلاً: ما أخرك عن صلاة الجماعة؟ فأجاب عمر: كانت مرجلتي تسكن شعري، فأجابه صالح متعجبًا: وبلغ من تسكين شعرك أنه يؤخرك عن الصلاة!! وكتب بذلك إلى أبيه عبد العزيز بن مروان، فما كان من أبيه إلا أن أمر بحلق رأسه تأديبًا له وتربية وتعليمًا حتى لا يعود لمثلها. (سير أعلام النبلاء 9/133).
كما يظن بعض الآباء أنه وفر لابنه جميع ما يحتاجه، فيقول ابني لا يحتاج شيئًا ولا ينقصه شيء، والعكس صحيح لأن العديد من الأبناء قد تنقصه أمور ويحتاج لكنه لا يطلبها لعدة أسباب:
لهذا يحتاج الطفل أن يتعلم الادخار لتلبية احتياجاته الضرورية التي لا يمكن للفقير أن يحصل عليها نظرًا لميزانيته المنخفضة ويحتاج الغني لتعلمها للحد من التبذير والاستفادة منها في أمورٍ أخرى قد تكون أكثر فائدةً له ولمستقبله وأمانا من الفقر إن تغيّر به الحال.
يرى بعض الأهالي أن تخصيص مصروف معيّن للطفل وتحديد ميزانية محددة تناسب احتياجاته ومتطلباته أمر قد يتسبب في إفساده، فيكتفي الآباء والأمهات من ولاة الأمور بمبلغٍ بسيط جدًا يعطي الطفل في حالة طلبه أو كمصروفٍ مع إخباره أن هذا المبلغ البسيط قد يؤثر على الميزانية أو يتسبب في أزمةٍ ماليةٍ وهذا ما يشعر الطفل بأن ما يطلبه من مال وهو أبسط حقوقه لا يستحقه مما يجعل استمتاعه بالمال أقل وطلباته الضرورية غير مهمة بناءً على ذلك يتجاهل احتياجاته من أجل أن تستفيد العائلة بالمال أكثر وهذا تصرفٌ خاطئ.
كشفت دراسة جديدة أن واحدًا من بين كل 3 بريطانيين يدخّر مبلغًا احتياطيًا من المال في الخفاء دون إبلاغ عائلته أو أصدقائه. ووجدت الدراسة أن 17 مليون بريطاني يدّخرون أموالهم في الخفاء، ومن بينهم واحد من كل 5 يفعل ذلك جرّاء قلقه من احتمال أن يطلب أحد المقربين منه إقراضه مبلغًا من المال، أو جرّاء رغبته في ادخار المال لليوم الأسود.
يبيع الفتى الهندي رام سينغ 100 كوب من الشاي يوميًا أمام محطة نيودلهي، تدُرّ عليه دولارًا واحدًا فقط، لكنه على الرغم من ذلك يختتم يوم عمله بالمرور بالمصرف ليدخر فيه نصف دخله المتواضع. رام سينغ ليس الوحيد وليس الأخير ممن قرر الادخار من أجل تغيير واقعه، أمثاله كُثر ممن اضطر للجوء للادخار من أجل تأمين لقمة العيش، لهذا تخصيص مبلغ يومي أو شهري من الميزانية في حساب توفير قد يكون بداية جيدة للتوفير مع الاستمرار كل شهر على نفس الطريقة.
قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً)
“الزورق الذي يقوده الأب وولده لا يصاب بأي أذى” «مثل سنكريتي»
add تابِعني remove_red_eye 67,876
صار كثير من الناس يفكر في الادخار والتوفير من أجل السيطرة على المصروفات و تلبية احتياجاتهم. ولكن المشكلة أن كثيرا من الأفكار حول أساليب الادخار ليست إلا أوهامًا
check_circle مقروءالإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2024 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
مقال ربما يغير وعي أولادكم حول المال
link https://ziid.net/?p=29372