لماذا لا يكون القرآن الكتاب الأكثر مبيعًا؟
يأتى القرآن لصاحبه يوم القيامة فيقول له أنا صاحبك القرآن والصاحب هو الذى يداوم عليه ويجعله دليلًا له طول حياته
يأتى القرآن لصاحبه يوم القيامة فيقول له أنا صاحبك القرآن والصاحب هو الذى يداوم عليه ويجعله دليلًا له طول حياته
add تابِعني remove_red_eye 1,274
يتقدم الزمن وتزيد الفجوة بيننا وبين كتاب الله وحى السماء، وآخر رسائل الله لنا على الأرض، ونشهد غيابه في التداول الاجتماعي و غيابه في السلوك العام ليتحاول من منهج حياة أنزله الله إلينا لنعيش به، إلى مجرد كتاب مقدس لنتبارك بوضعنا له في البيت أو في السيارة.
تبدو ظاهرة الاهتمام بكتاب واحد معين واضحة وجلية عند سلف الأمه وغيرهم من العلماء غير المسلمين أيضًا، حتى أن بعض السلف كان يبلغ اهتمامه بكتاب معين واعتكافه على دراسته مرارًا وتكرارًا أن يلقب باسم هذا الكتاب. فماذا لو قررنا جميعًا أن نشتري كتابًا ليكون كتابنا الوحيد الذي نعتكف عليه، فماذا سيكون هذا الكتاب ؟ يقول ابن مسعود -رضى الله عنه-: (إذا أردتم العلم، فانثرو القرآن ،فإنه به علم الأولين والآخرين ).
تدور بين الكتب فلا تجد كتابًا إلا ويعتذر كاتبه عن أحتمال وجود بعض الأخطاء، أو ربما يفتح مجالًا للاجتهادات من بعده فى هذه النقطة ، هذا باستثناء كتاب واحد وهو كتاب الله المنزه عن الأحكام والقواعد البشرية، لا مكان فيه للخطأ أو الذلل، منزل من رب العزة على أطهر قلب على وجه البسيطة قلب رسوله ونبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، إذًا ليس أحق بأن يكون هو الكتاب محل اهتمامنا (تلاوة، وتدبرًا، ومدارسة)؟
نسير جميعًا فى دروب الحياة نبحث عن طريق الهداية وعن الطريق المستقيم، ونود لو أن هناك من يرشدنا كيف نسير وكيف نخرج من الظلمات لنسير فى نور لا يخفت بريقه مع مرور الزمان، ثم نأتي للكتاب الذي سطر الملك -عز وجل- بين آياته أنه هدى للمتقين، يبدأ بالحديث عن بدأ الخلق من أين أتينا وإلى أين سنذهب، وماذا عليك أن تفعل ما بين الذهاب والإياب، لم يتركك في هذه الحياة سدى تيهم على وجه الأرض حيران.
بل يرشدك بما عليك فعله بداية من القِبلة التى عليك أن تتوجه إليها فى الصلاة، إلى كيف تواري جسدك حين تنتهى رحلتك على هذه الأرض، لم يتركك هكذا بل كرمك حيًّا وميتًا! -سبحان الله- هل هذا الكتاب الذي يستحق أن نتركه للتراب يتكوم عليه للنفضه عنه فقط في رمضان، ثم نعود لنضعه مكانه مره أخرى طول العام ؟
“والله لو أضعت عقال بعير لوجدته في كتاب الله” قالها ابن عباس -رضى الله عنه- وكان القرآن جليس فكره وأنيس قلبه وشاغل عقله، وعندما أدرك خالد بن الوليد -رضى الله عنه- الموت كان يمسك المصحف ويقول: “شغلني عنك الجهاد”!، وعبر الكثير من علماء الأمة عن ندمهم وتحسرهم على تضيع أكثر أوقاتهم في غير صحبة القرآن ومنهم شيخ الإسلام الذى قضى جل حياته في محاربة أهل البدع والشبهات. فماذا وجد هولاء فيه؟ ماذا يمكن أن تجد في ظل عيشك مع هذا الكتاب ؟
تثقلك الحياة، وتأخذك فى دلهيب تغيب وتشعر بالضياع وتفقد شعورك بالزمان الذي يلهث ويركض من حولك، ثم تتوقف لتجلس مع كتاب الله بضع دقائق ليخيم الهدوء على المكان وعلى قلبك، تبدأ بالشعور بالزمان ويأخذ كل شيء في حياتك مكانه وحيزه المناسب دون زيادة أو نقصان! وكأنك جلست بين يدي طبيب ماهر، يعرف مكان الجرح والداء فينزل الدواء على الموضع المنشود مباشرة. ويقول الشيخ إبراهيم السكران في كتابه (الطريق إلى القرآن) معبرًا عن هذا الوصف والشعور: ”كنت كلما استعملت القرآن رأيت الشفاء في نفسي فإذا ابتعدت عنه عادت إلي أسقامي”.
جرب أن تتلقى القرآن بالشكل الصحيح، كما كان الصحابة رضوان الله عليهم يتعاملون معه، لقد كان مشروع حياة يدخلون فى مكابدات الآية فلا يتحولون عنها إلى أن يفتح الله عليهم فيها، ليعملوا بها، جرب أن تطرح قلبك ووجدانك بين يديه، واتركه كي يعطيك بعد ذلك النتيجة المرجوة، فتشعر بقدرة وانفتاح على فعل الخير والبعد عن المعاصي، وأقبل على الحياة لم تشهده من قبل.
يكثر الكلام النظري والحديث عن الاهتمام بالقرآن، حسنًا ها نحن هنا وقفنا على الباب، ولكن لماذا لا يوجد من يقول لنا ماذا علينا أن نفعل بشكل عملي كي ندخل من هذا الباب؟ إليك من أرض التجربة بضع خطوات:
يكتسب القلب بعض من القسوة ويجفو طبعه بالبعد عن وحي السماء فيحتاج إلى بعض الوقت حتى يجلو هذا الران وينقي القلب ليستقبل كلام رب العالمين، مع الوقت والمداومة يتسلل نور القرآن إلى قلبك فيسع ويعم الأرجاء، فلا تتعجل الثمار، تحتاج أن تطهر الإناء كي يظهر منه الماء الزلال واضحًا شفافًا يتلألأ.
الدخول على القرآن رحلة محفوفة بالثواب والخير والبركة وفي آخرها شفاعة وصحبة الرسول -صلى الله عليه وسلم_ والنفس مجبولة على حب الراحة لا تريد أن تتكبد أي عناء ومشقة، والقرآن كتاب عزيز لا يُنال إلا بالصبر والتحمل والتحايل على النفس بالاستمرار، حتى يصبح القلب كلفًا به بعد أن كان متكلفًا، قف على رأس جيشك وأعد العدة ،فهذه رحلة تستحق ما ستبذله من عناء.
لا يستطيع الإنسان أن يتلذذ بكلام لا يفهمه كقاعدة أساسية في الحياة، ومع بعدنا عن اللغة العربية الفصيحة لغة القرآن, أصبحنا نعاني من فهم بعض كلامه بشكل دقيق، إلا أنه من وجه إعجازه أنه ميسر لفهم الإنسان البسيط والعالم الجليل بشكل عام ما دام لغته الأم هي اللغة العربية. وقد نحتاج لفهم المعاني الغربية من كتب التفسير التى تعتني بشكل مخصوص ب (غريب القرآن)
كان _صلى الله عليه وسلم_ يحث كثيرًا على تعاهد القرآن لأنه أشد تفلت من الإبل المربوطة، ويأتي القرآن لصاحبه يوم القيامة فيقول له أنا صاحبك القرآن والصاحب هو الذى يداوم عليه ويجعله دليلًا له طول حياته ،فيكون تعاهد القرآن سببًا لسعادته فى الدارين الدنيا والآخرة. فهلم يا صاحبي الآن!
add تابِعني remove_red_eye 1,274
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
يتحدث المقال عن ضرورة جعل القرآن منهج في الحياة ،وليس مجرد كتاب مقدس .
link https://ziid.net/?p=93647