من هي الأميرة صاحبة الفضل في إنشاء جامعة القاهرة
تكفلت الأميرة فاطمة بكافة تكاليف البناء، والتي بلغت حوالي 26 ألف جنيه، والذي يعد مبلغًا كبيرًا في ذلك الوقت
add تابِعني remove_red_eye 20,905
لقد اهتم محمد على باشا اهتماما كبيرًا بالتعليم في مصر سواء التعليم العالي، أو الثانوي، أو الابتدائي، فشرع في تأسيس المدارس كانت مدرسة المهندسخانة، ومدرسة الطب، مدرسة الصيدلة، مدرسة الولادة، ولم يقتصر التعليم في مصر على هذه المدارس فحسب بل قام بإرسال البعثات إلى أوربا، من أجل أن يتكون لديه طبقة من المتعلمين تعليمًا عاليًا يعتمد عليهم في إدارة شئون الدولة المصرية الحديثة.
كانت هذه المدارس التي أنشأها محمد على هي نواة جامعة القاهرة، ولكن هذه المدارس قد أغلقت في عهد الخديوي محمد سعيد، ولكن في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني أراد أعضاء الحركة الوطنية في ذلك الوقت وهم: (مصطفي كامل باشا – الإمام محمد عبده – محمد فريد – قاسم أمين -سعد زغلول) إنشاء جامعة مصرية، فقد كان من بين أعضاء الحركة الوطنية من سافر إلى أوربا وشاهد جامعاتها، فأرادوا أنشاء جامعة في مصر على غرار جامعات أوربا في ذلك الوقت.
وبالفعل تحقق حلمهم في عام1908م، وتم افتتاح أول جامعة أهلية في مصر، كان تعرف باسم جامعة فؤاد الأول. ولكن لم يكن لهذه الجامعة مقر دائم بل كانت المحاضرات تقام في أماكن مختلفة منها: (قاعة مجلس شورى القوانين، ونادي المدارس العليا، ودار الجريدة)، وكان يتم الإعلان عن مكان وميعاد المحاضرات في الجرائد. ولكن كانت هذه الجامعة سوف تتوقف عن العمل لعدم توافر الميزانية المطلوبة لولا الدور الذي لعبته إحدى أميرات الأسرة العلوية؟ ولكن من هي هذه الأميرة صاحبة الفضل تأسيس جامعة القاهرة؟
الأميرة فاطمة بنت إسماعيل
دورها في استمرار جامعة القاهرة
كان لا بدَّ من إيجاد مقر دائم للجامعة لذلك اتجه القائمون على هذا المشروع إلى محاولة إيجاد مقر دائم، وبالفعل تم إيجار دور في سراي الخواجة نستور جناكليس واتخاذه مقرًّا للجامعة – وقد أصبح هذا المكان في الوقت الحالي مقرًّا للجامعة الأمريكية في التحرير-، وكانت مصاريف الإيجار كبيرة حيث بلغت 400 جنيه مصري في العام، ولكن الخواجة نستور كان يريد بيع المكان بدلًا من تأجيره، فانتقل مقر الجامعة بعد انتهاء عقد الإيجار مع الخواجة نستور إلى سراي محمد صدقي بميدان الأزهار بشارع الفلكي.
لذلك كان القائمون على مشروع الجامعة في حاجة لكثير من الأموال من أجل استمرار مشروعهم، ولما علمت الأميرة فاطمة بنت إسماعيل بذلك من طبيب العائلة محمد علوي باشا، قررت التبرع بستة أفدنة من ممتلكاتها الخاصة من أجل بناء مقر دائم للجامعة، كما تكفلت الأميرة فاطمة بكافة تكاليف البناء، والتي بلغت نحو 26 ألف جنيه، والذي يعد مبلغًا كبيرًا في ذلك الوقت، ولم تكتفِ الأميرة فاطمة بالتبرع بستة أفدنة، وستة وعشرين ألف جنيه فقط من أجل أن تظهر الجامعة للنور، بل ووهبت جواهرها وحليها للقائمين على مشروع إنشاء الجامعة من أجل استكمال كافة الإنشاءات وتغطية جميع النفقات، وبالفعل تم بيع مجوهرات الأميرة فاطمة بمبلغ كبير قدره 70000 ألف جنيه، وكان مبلغًا ضخمًا.
كان من المفترض الإعلان عن إقامة حفل وضع حجر الإساس للجامعة، وقد تكلفت الأميرة فاطمة أيضًا بتكاليف هذا الحفل، وقد حضر هذا الحفل الخديوي عباس حلمي الثاني، وابنه الأمير أحمد فؤاد، وقد نشرت جميع الجرائد في مصر بيان بعنوان: “نفقات الاحتفال بوضع حجر الأساس لدار الجامعة”، ووجهت الشكر للأميرة فاطمة من خلال هذا البيان، وكان مما جاء في نص البيان: “لا يسعه تلقاء هذه المآثر العديدة إلا تقديم عبارات الشكر الجزيل، بلسان الأمة، على النعم الكثيرة، التي أغدقتها صاحبة هذه الأيادي البيض في سبيل العلم، ويسأل الله أن يطيل حياتها، ويتولى مكافآتها عليها بالإحسان”.
أعضاء هيئة التدريس
بعد اتخاذ مقر دائم للجامعة في الجيزة – والموجود إلى الآن-، وبعد أن بدأت الدراسة تنتظم في الجامعة التي ضمت أربع كليات هي: (الآداب، العلوم، الطب، الحقوق)، بدأ الاهتمام بتكوين مجموعة من أعضاء هيئة التدريس من أجل التدريس في الجامعة، فكان يتم اختيار المتميزين من الطلاب ليتم إرسالهم في بعثات إلى أوربا، من أجل أن يعودوا ويبدأوا العمل بالتدريس في الجامعة، وكان من بين الذين تم اختيارهم لهذه الوظيفة: (طه حسين، منصور فهمي، أحمد ضيف). وفي عام 1953م تم تغيير اسم الجامعة من جامعة فؤاد الأول إلى جامعة القاهرة.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 20,905
تجربة أم العلم الأميرة فاطمة
link https://ziid.net/?p=92673