أشهر سفاحتَيْن في التاريخ المصري.. ريا وسكينة
كان الشاهد الأساسي في القضية الطفلة بديعة ابنة ريا وحسب الله، وقد صدر عليهم جميعًا حكم الإعدام في السادس عشر من مايو 1921م
add تابِعني remove_red_eye 455,281
ريا وسكينة.. يعتقد البعض أنها مجرد قصة درامية تم تصويرها وصياغتها أكثر من مرة لتسلية الجمهور، ولكن في الواقع ريا وسكينة هم أبطال سلسلة من جرائم القتل والسرقة، وعلى الرغم من مرور العشرات من الأعوام على هذه القصة فإنها مازالت مرعبة وغامضة بالنسبة للكثيرين، خاصة من يعيشون في الإسكندرية بمصر ويمرون بـ”قسم اللبان” الذي يقع على بعد خطوات من منزل السفاحتين.
الحديث عن ريا وسكينة ليس جديدًا، فقد تم تناول القضية في ملايين الموضوعات الصحفية والبرامج الوثائقية وحتى النقاشات التلفزيونية والحوارات العادية بين الأفراد، ولكن الموضوع عاد ليطرح نفسه بقوة مع اقتراب وقت طرح الفيلم الذي يبرئ الثنائي ويؤكد أن الجرائم التي ارتكبوها لم تكن في حق النساء ولكن في حق جنود الاحتلال الإنجليزي، أي: إن جرائمهن كانت محض حركة وطنية، لن أخبرك رأيي عزيزي القارئ، سأترك الحكم لك في النهاية، إنه دورك لتخبرنا هل تعتقد أن “ريا وسكينا” كانتا سفاحتين أم كانتا مجاهدتين ومدافعتين عن الوطن؟
البداية
ريا وسكينة علي همام من محافظة أسوان، ولدت ريا عام 1875م وبعدها بعشرة أعوام أي في 1885م ولدت شقيقتها سكينة، كانت الحياة صعبة بسبب فقر الأسرة وضعف الإمكانات، تزوجت ريا ولكن سرعان ما توفى زوجها، كانت ريا حاملًا في ذلك الوقت فقررت أسرة زوجها أن تزوجها شقيقه حسب الله، وعلى الرغم من موت طفل “ريا” فإن حسب الله تزوجها، حاولت ريا خمس مرات أن تنجب ولكن لم ينجو أيّ من أطفالها سوى ابنتها بديعة.
أما سكينة فتزوجت وهربت مع زوجها إلى الإسكندرية وسكنت في حي اللبان في عام 1913م، وبعدها سافرت ريا مع زوجها لتسكن في نفس المنطقة، لم تكن سكينة متزنة، بل كانت مدمنة لشرب الكحول وكذلك تقيم العديد من العلاقات غير الشرعية، استمرت لسنوات في نزواتها حتى حصلت على الطلاق وتزوجت من محمد عبد العال.
العمل
حاول رجال الأسرة حسب الله وعبد العال أن يحصلوا على عمل أكثر من مرة ولكن كافة المحاولات باءت بالفشل إلى أن قرر الثنائي السفر للعمل في منطقة أخرى تاركين النساء خلفهم، كان طموح ريا وسكينة كبيرًا وهو ما دفعهم إلى فتح بيت للمتع المحرمة، كانت الدعارة في هذا الوقت مباحة ومقننة وكل العاملين فيها مسجلون ولكن للأسف دائمًا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
لم تتمكن ريا من الحصول على تصريح لهذا المنزل وذلك لأنها سبق وحصلت على حكم في قضية سرقة، كان الجاني في القضية حسب الله الذي كان يسرق برفقة شقيق ريا، وحين شعر بقرب القبض عليه ترك ما سرقه في المنزل وهرب بعيدًا وبالتالي تم اتهام ريا بالسرقة وحكم عليها بالسجن لمدة (3) شهور، وبالتالي حسب القانون لم تستطع استخراج تصريح للعمل.
كان عمل المنزل سريًّا وكان هناك إقبال شديد على المنزل، وكانت ريا تجيد إدارته، وحين عاد الرجال من أعمالهم تفاجئوا بنجاح العمل وقرروا ألا يسافروا مجددًا، ولكن مرة أخرى تهب رياح التغيير وتقوم ثورة (1919م) مما يقلل الإقبال على المنزل وبالتالي تعود الشقيقتان إلى الفقر من جديد.
الجرائم
(17) جريمة قتل وسرقة قامت بها ريا وسكينة، على عكس ما أذيع في الأعمال التلفزيونية التي افترضت أن ريا وسكينة كانتا تخرجان إلى الأسواق لاستدراج النساء، كانت أغلب ضحايا ريا وسكينة من العاملات معهن في بيت المتعة، والسبب في ذلك يرجع إلى غيرة ريا من هؤلاء النسوة.
حيث إنه في وقت ازدهار العمل كانت تحرص المومسات على تحويل كل مكاسبهن إلى قطع ذهبية، وبالتالي شعرت ريا أن من حقها الاستيلاء على هذا الذهب، خاصة أن زوجها كان دائم النزوات ويجبرها على إعطائه المال، وشقيقتها كانت مدمنة كحول كما سبق وذكرنا تقضي كل وقتها في الشرب وإنفاق الأموال.
الشركاء
اشترك في عمليات القتل والسرقة إلى جانب ريا وسكينة زوجيهما حسب الله وعبد العال ومعهم عرابي حسان وعبد الرزاق يوسف، كان الستة يعملون في تناغم وكل منهم يقوم بدور في عملية القتل، فريا وسكينة يخبرن السيدات أن هناك زبائن، وعبد الرازق وعرابي يجبران السيدات على شرب الكحول حتى يفقدن اتزانهن ومن ثم يقيدن السيدات ليقوم عبد العال وحسب الله بكتم أنفاسهن بقماشة مبللة، ومن ثم يشترك الجميع في عملية الحفر والدفن.
اكتشاف الجرائم
على الرغم من أن الجرائم تم اكتشافها على بعد خطوات من قسم اللبان، فإن الغرفة لم يكن بها سوى (3) جثث فقط، في حين دفنت (14) جثة في منزل ريا، كانت الغرفة مستأجرة لسكينة ولكن صاحب المنزل طردها لكي يؤجرها لأحد التجار، ولكنه اشترط أن يتم إدخال الماء والصرف الصحي إلى المنزل، وافق صاحب المنزل لأن المقابل كان كبيرًا، وأثناء الحفر اكتشف العمال الجثث فأسرعوا إلى القسم للإبلاغ عن الجثث.
وبالطبع مع التحريات تم اكتشاف أن سكينة كانت المستأجر وبالتالي تم القبض عليها والتفتيش في منزل ريا حيث وجدوا باقي الجثث، وكذلك وجدوا مصوغات ذهبية وأموال. كان الشاهد الأساسي في القضية الطفلة بديعة ابنة ريا وحسب الله، وقد صدر عليهم جميعًا حكم الإعدام في السادس عشر من مايو 1921م، وكانت القضية قضية رأي عام للعديد من الأسباب:
- كان هناك (17) ضحية من النساء.
- المتهم الأول في القضية امرأتان.
- كان القانون المصري لا يحكم على النساء بالإعدام وتم تغيير القانون خصيصًا في هذه القضية.
- كان هناك حالة رعب وخوف كبيرة نظرًا لتواتر الأخبار وخروج العديد من الشائعات.
النهاية المؤسفة
بالطبع كان لا بد أن تحاكم هذه العصابة على أفعالها البشعة والمريعة، وبالفعل تم تنفيذ حكم الإعدام، والغريب في الأمر أن ريا وسكينة لم يبد عليهن أي خوف أو ندم، للدرجة التي جعلت سكينة تطلب من منفذ الحكم أن يسرع قائلة” يلا يا أخينا شوف شغلك أوام”.
الآن عزيزي القارئ بعد أن قرأت عن ريا وسكينة هل تعتقد أنهن بالفعل كانتا مجاهدتين؟ وتم تحريف تاريخهن؟ أم أنهن كانتا قاتلتين بدون قلب أو رحمة أو أخلاق؟
دعني أخبرك عزيزي القارئ أن كافة الادعاءات التي تبرئ ريا وسكينة لم يتم إثباتها بوثيقة واحدة حتى يومنا هذا، وبالتالي أعتقد أن الأمر لا يخرج عن دعاية لقصة درامية تم نسجها على القصة الأصلية، على كل حال دعونا ننتظر صدور الفيلم ونرى كيف تمت المعالجة.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 455,281
هل كانت ريا وسكينة سفاحتين أم بطلتين؟ أجب بنفسك بعد قراءة المقال
link https://ziid.net/?p=80427