أغانٍ حفزتني وأعادتني إلى الحياة “تجربة شخصية”  

للموسيقى تأثيرها الساحر علينا وللشعر والكلمات قوة أيضًا، وحين تجتمع الكلمة مع اللحن والأداء الجميل حتمًا سيكون العمل خلاقًا. وفي لحظات الحزن واليأس ربما علينا أن نداوي أنفسنا بسماع ما يغير حالنا للأفضل، ولقد أتاحت لنا التكنولوجيا اليوم فرصة الاستماع لما نريد في الوقت الذي نريد، والتحكم والكنترول في يدنا نحن. وفي تفاعلنا مع ما نسمع واستجابتنا التي من شأنها أن تحسن أو تسوء من حالتنا، ويظهر جليًّا تأثير السماع علينا في سلوكنا فما نسمعه هو ما سيحفز سلوكنا كرد فعل ونتيجة .. لذلك علينا أن نكون واعين في اختياراتنا لما نسمع محبةً في ذواتنا وتقديرًا لها.

وفي تجربتي الشخصية مع المواقف السلبية التي تعرضت لها واخترت أن أستمع حينها لشيء يحفزني كانت هنالك أغانٍ حفزتني، وأعادتني بهمة وعزم إلى حلبة الحياة منها.

الأغاني المفضلة

هي أغانٍ أستمع لها أكثر من مرة، وتعطيني دفعة تحفيزية وهي تعتبر المفضلة مثل: “مستنيك” من غناء وألحان حمود الخضر وكلمات أحمد السري، وفيها الشاعر يحاكي نفسه “النسخة الأفضل من ذاته” التي طالما انتظرها ويقول لها: “أشوفك بين أعذاري ولحظات الثواني، أشوفك بين إصراري وتحقيق الأماني، وكم مدّيت لك حبل الرّجا مني وأناديك.. مستنّيك”.. جاءت هذه الأغنية في لحظة كنت متعطشة لسماع أغنية تحفيزية عربية بإيقاع لا يسمح إلا بالحركة والإنجاز.

مثلما قال نيتشه: “نحن نستمع للموسيقى بعضلاتنا” خاصةً حين تسمعه وهو يقول: “أنا ملّيت تسويفي ومن بكره لبكره، وكم كشكول خلّصته ولا أنجزت فكرة، ولي آمال بحكيها تعال اطلع واحاكيك..مستنّيك” في الكلمات رفض للتكاسل وترجي ظهور الأحلام على أرض الواقع لقطف هذه الثمار. وكذلك هنالك أغنية “صابر” وهي من كلمات الشاعر عبدالرحيم الصديقي، وألحان أحمد الهرمي، وغناء راشد الماجد. احتاج أن أسمع لمثل هذه الكلمات في لحظات الصدمة والإخفاقات، وفي حال الفشل، وتعليق الامنيات.. تأتي هذه الكلمات لتقويني وتشد من أزري وهي تقول: “ما بنكسر صابر لو فرصتي تمضي، والحظ لو عاثر أصنع أنا حظي”.

أيضًا هنالك أغنية “الجبل” وهي من أغاني حسين الجسمي من الإمارات وكلمات علي الخوار، وألحان فهد الناصر. بالرغم من تقلبات الظروف والحياة البقاء بقوة وثبات كالجبل “شوف الجبل واقف ولا هزته ريح”. وهنالك أيضًا أغاني محفزة مرتبطة بمبادرات مجتمعية مثل أغنية “اثبت للعالم إنك موجود” لمحمد منير من مصر، وكلمات تامر حسين قُدمت لحملة هادفة من أجل القضاء على الأمية في مصر وبشكل عام الكلمات تدعم أي هدف نبيل وأي طموح تود تحقيقه، وهنالك أيضًا أغنية “امسك في حلمك” لأصالة نصري وأحمد حماقي.

الأغاني الوطنية

وكذلك من الأغاني المحفزة الأغاني الوطنية فهي تكتب في بعض الأحيان أثناء الحروب لتحفيز الجنود… عني حين أحتاج لجرعة من الحماس أستمع لها، ولاحظت بأن لهذه الأغاني تأثير كبير على من يدرس في الخارج بعيدًا عن الوطن.. تشعر وكأنها مصدر يمدك بالطاقة خاصةً وأن العلم والتعلم غالبًا “لا يكون مع الراحة” بل يحتاج إلى بذل الجهد والمواصلة مهما تعرضت لفشل أو رفض قبول. وفي الأغاني الوطنية تجد الأشعار والموسيقى التي تحثك على الإصرار والشجاعة والإقدام مثل: “فوق هام السحب”.

الأغاني الرياضية

الأغنية الرياضية والموسيقى الرياضية محفزة جدًا للعمل والحركة والنشاط، ولقد تم تنفيذ مثل هذه المقطوعات “الموسيقى السريعة” من أجل التمرين حتى لا يشعر المتدربون بالتعب، وبها تكون حركة المتدرب في التمارين أسرع، ومنتظمة أكثر. وأغلب من في المجال الرياضي بشكل عام يستمعون إلى الأغاني والموسيقى أثناء التمارين لهذا كان اختياري لهذا النوع من الأغاني والموسيقى.

وكذلك للأندية الرياضية غالبًا أغاني خاصة بها بشكل عالمي، والأندية السعودية تتمتع بالكثير من الأغاني الجميلة والمحفزة، وحتى إن لم تكن الأغنية للنادي المفضل لدي أستمع واستمتع بهذا الحماس بدون أي تعصب بالإضافة إلى أن هنالك مجموعة من الأغاني المميزة والمحفزة الخاصة بالمنتخب السعودي مثل: “جاءكم الإعصار”.

أغاني أفلام كرتون

وهي الأقرب للنفس كونها مرتبطة بذكريات مرحلة الطفولة، هي مقدمة لأفلام الكرتون ومن أبرز هذه الأغاني وأكثر ما أحب أن أستمع له: أرض الخيول، وفارس الشجاع ، ومغامرات ساسوكي، وسابق ولاحق، وسانشيرو. “للموسيقى قدرة على أن تسمو بالبشر فوق هموم الحياة”

تأثير الموسيقى والأغاني

ويذكر علي الشوك في كتابه (أسرار الموسيقى) بأن هناك موسيقيين تحدثوا عن “الفردوس في الموسيقى” وكيف أنها تُغير العالم والبشر. وكما هو معروف قدرة الموسيقى على إطلاق الدوبامين من دماغنا وشعورنا بالسعادة. وعند استماعي لهذه الاغاني من خلال الإنترنت كنت أقرأ الكثير من التعليقات التي تحكي قصصًا، وتجارب نجاح وكفاح كتبتها شخصيات حية بيننا حفزتهم هذه الأغنيات على المواصلة، والاستمرار من أجل مشاريعهم، وأهدافهم بهمة، وأمل.

البحث عن المحفزات

لكل منا دوافع ومحفزات تختلف من شخص لآخر فما يحفزني ليس بالضرورة أن يكون هو نفس ما يحفز غيري لذلك عليك البحث عن المحفزات المناسبة لك وما يمكنه من تحسين مزاجك. وبالنسبة لي وجدت في هذه الاغاني الإلهام والتأثير الإيجابي كما أنها تدير آلامي ففي أوقات الركود الحاصلة لدي لأكثر من سبب كالإخفاقات أو حدث مفاجئ يعرقل سيري تتحول مشاعري إلى الإيجابية والشعور بالتفاؤل حين أستمع للكلمات الداعمة الباعثة للهمة بدلًا من “البكاء على اللبن المسكوب”.

هنالك الكثير من الأصوات حولنا المزعجة سواء ضجيج السيارات أو نقد سلبي يتكرر على مسامعنا أيًّا كان الصوت علينا أن نستبدل الازعاج بصوت آخر يدفعنا للأمام ويجعلنا في حالة من الإيجابية.

وأخيرًا ربما خيار الاستماع لأغنية تشحذ الهمة هو خيار فعال للحصول على القوة والطاقة عند البدء في مهمة صعبة وتحتاج لمجهود كبير ولكن عليّ أن أنبه إلى أن الإفراط في الاستماع للموسيقى والأغاني الصاخبة سلبيات وأضرار لذلك ربما التنوع في المحفزات حل فهناك الكتب والمقالات، والبرامج المرئية والمسموعة المحفزة، وعلى منصة اليوتيوب الكثير من المقاطع بالإضافة إلى القنوات المتخصصة في التحفيز.

إليك أيضًا

• عالمي الرياضي و7 من قنواتي الرياضية المُفضلة
• أهم الأسباب التي تدعوك لمشاهدة الأفلام الوثائقية
• كيف تؤثر الموسيقى على الدماغ البشريّ