تجربتي في تدريس برامج الحاسب لمختلف الأعمار
مهنة التدريس مهنة عظمية، لا تحتاج للعلم فقط بل تحتاج للحكمة في التعامل مع المتعلم، القدرة على توصيل المعلومة وصياغتها في أفضل شكل
add تابِعني remove_red_eye 77,790
إن التعليم مهنة عظيمة، ولكل منا فقرة من حياته قام فيها بتعليم إنسان، تختلف تجاربنا في التعليم، ويبقى الهدف واحداً أن ينتقل هذا العلم إلى ذلك المستفيد بأفضل حال. من تجربة قمت بها بتدريس عدة دورات في الرخصة الدولية لقيادة الحاسب ICDL واجهت أعماراً مختلفة، أخبرك اليوم ما وجدته بين تدريس مختلف الأعمار علوم الحاسب.
تجربتي في تدريس برامج الحاسب لمختلف الأعمار؟
1- من الخطأ تعليم المبتدئ كل شيء دفعة واحدة
هذه الفائدة الذهبية التي تعلمتها من تجاربي، أنت كمتخصص قد يكون لديك معلومات كثيرة، وربما لا يعود يغريك إلا معلومات أثقل وأكثر تعقيداً، فربما تأتي خطأً وترغب بإعطاء كل هذا للمتعلم المبتدئ وربما تبادر لتعليمه تلك المعلومات المعقدة ولكن هذا قد يجعل الطلاب يفشلون في إدراك الأساسيات وهذا شاهدته في العديد من تجارب التعلم.
في الحقيقة الطالب ربما جاء لأنه يريد تعلم تلك الأساسيات التي ربما لم يعد الأستاذ يكترث لها أو يجدها صعبة، لذا إغراق المتعلم بالمعلومات يؤذي النتيجة النهائية التي يجب الوصول بها للطالب.
2- يختلف الصغار في سرعة تعلمهم
رغم أنه من الشائع أن يكون الصغار أكثر مرونة وقبولاً وسرعة للتعلم، إلا أن هذه ليست القاعدة دائماً، حيث يرجع ذلك إلى تربة الطفل نفسه، وبيئته التي إما ترغب بالعلم أو لا، ففي إحدى المجموعات كان أحياناً طالب الـ13 عاماً أكثر نباهة من الأصغر.
كان التوجه في التدريس أن الصغار لا يتحملون المعلومات الصعبة، لذا لا يجب إدخال التقنيات والأدوات الصعبة في تعليمهم، ولكن يصادفك أطفال شديدو النباهة ويستطيعون استيعاب أعقد البرامج في عمر صغير، فالأمر متفاوت.
3- الصغار كثيرو التشتت سريعو الملل
قد يصعب الحفاظ على انتباه الأطفال فترة طويلة، فأنت عليك أن تناور كثيراً، وتجذب كثيراً، كما أن الكلام الكثير والشرح قد يثير لديهم الملل السريع مما يفقدهم التركيز.
4- بعض المتعلمين صعبين جداً
هذا أصعب ما يواجهه أي أستاذ، فالطالب الصعب مجهد للطاقة وغير مثمر بالنتائج، ويكون في النهاية هو الشخص غير الراضي والمستاء. مررت بذلك مع مجموعة من عدة نساء لا يعرفون عن عالم الحاسوب وأرادوا التعلم، التجربة كانت مجهدة بشدة، الكثير من أساليب التعلم والدروس كانت تستنزف طاقة كبيرة، أما النتائج فأعتقد أنهم حينها حصلوا على نتائج لا بأس بها، ولكن أكاد أجزم أنهم بعد عدة شهور نسوا كل شيء.
5- المهارات تدرب لا تعلم
أنت لو أحضرت كل كتب الدنيا لكي تعلمك مهارة معينة لن تتعلمها إلا إذا مارستها، ولن تتقنها إلا إذا مارستها بما يكفي، الكتب والتعلم النظري لا تغني عن التدرب، وفي الحقيقة كنت أسمع في علوم تطوير الذات أن كل العلم هو مهارات، والمهارات هي أساس الوظائف وسوق العمل.
ما يصعب الأمر أنه أحياناً لا تتوفر لديك فرص التدريب الكافية، فأنت ربما ستحتاج إلى مشاريع حية ومباشرة لتطوير المهارات، وبعض المهارات يصعب إيجاد أدواتها كاملة فقد تكون غالية الثمن، والعلم بتنا نعرف أنه يرسخ عندما تستخدمه وتجربه.
6- كل متعلم يتعلم لهدفٍ ما
إن شخصاً يريد أن يتعلم كتابة بسيطة لنص لبعض أموره المدرسية سيركز طيلة الدورة على تلقي المعلومات البسيطة، وإن شخصاً يريد تعلم الحاسوب فقط ليكسر الحاجز معه سيتعلم إلى هذا الحد فقط، وإن شخصاً يريد أن يتعلم لكي يحترف سيحاول ارتشاف كل معلومة، وكذلك الأشخاص الذين لديهم نهم للعلم أياً يكن بكل أشكاله ستراهم مندفعين لتعلم الأشياء محاولة منهم لإيجاد روابط لها مع حياتهم ومهنتهم.
أنت لا تعرف تماماً أهداف كل متعلم، ورغم أنني أسأل هذا السؤال ولكن في الوقت ذاته قد يصعب عليك تغيير غايات الأشخاص، فالذي يريد أن يعرف ليملأ فضوله فقط أو لإزالة العيب عن نفسه لن يغير قناعته بسهولة، وحتى مع الإقناع، وخاصة إذا لم يكن موجوداً في أجواء عمل ما يحفزه على تعلم المهارة واكتسابها لتأدية أعماله، هذا لم نذكر أيضاً إذا كان يحب الاحتراف في عمله.
7- يصعب أن تأخذ رأياً رزيناً من طلابك لكي تطور عملك
أي شخص فينا يحتاج للآراء والملاحظات لكي يتطور، لكن أحياناً أقصى ما يمكن أن يعرفه الأستاذ من طالبه أنه أحبه ووجده رائعاً، يصعب أن يقاس ذلك أو يعرف بشكل جيد، فبالنسبة للأستاذ هو يهدف في الطالب أن يستطيع استخدام المهارة التي تدرب عليها في عمله أو دراسته، أما الطالب قد يمدحك لأنه وجدك رائعاً لأسباب أخرى.
في الختام، مهنة التعليم مهنة صعبة مليئة بالكفاح، بوركت جهود المعلمين أينما كانوا لما يبذلونه ويعطوه.
add تابِعني remove_red_eye 77,790
تجربة ملهمة في التدريس
link https://ziid.net/?p=44838