اثنان من أشهر حروب العرب قبل الإسلام

قامت بين القبائل العربية قبل الإسلام الكثير من الحروب، وقد قامت على أسباب قد لا يصدقها العقل، واستمرت هذه الحروب لسنوات طويلة

الاء سعيد حسن

تابِعني 20,905

لا تفضيل

179 قارئ

المحتوى

البسوس
أسباب الحرب
الفجار
أسباب الحرب
الصلح
إليك أيضًا

قامت بين القبائل العربية قبل الإسلام الكثير من الحروب، وقد قامت علي أسباب قد لا يصدقها العقل، واستمرت هذه الحروب لسنوات طويلة، وراح ضحيتها الكثير من الرجال والنساء والأطفال، وقد عكرت هذه الحروب صفو القبائل، فنجد بعض هذه الحروب يستمر لأربعين سنة، بل وأكثر من ذلك فقد استمرت حروب بني أصفهان لمدة سبعة وسبعين عامًا، إلى أن جاء الإسلام فحرم هذه الحروب، وحرم سفك الدماء، فكف العرب عن هذه الحروب، وكانت قبيلتي الأوس والخزرج من أعظم النماذج التي جاء الإسلام فألف بينهم، وأنهى كل الخلافات والمشاكل التي دارت بينهم في الجاهلية، ولكن لماذا كانت تقام مثل هذه الحروب بين القبائل العربية؟ وما أشهر هذه الحروب؟

البسوس

دارت هذه الحرب بين قبيلتين من القبائل العربية هما قبيلة تغلب، وقبيلة بكر، وقد استمرت هذه الحرب لمدة أربعين عامًا. ولكن ما الأسباب التي أدت لقيام حرب بين قبيلتين من قبائل العرب استمرت لمدة أربعين عام؟

أسباب الحرب

كان لقبيلة تغلب حاكم يدعي كليب بن ربيعة، كان من أقوى حكام القبائل العربية، فنصب ملكًا على جميع قبائل العرب، ولكنه كان ملكًا ظالمًا، يتحكم في كل القبائل فلا يسمح لهم بالسقيا ولا بالرعي إلا بموافقته، وكانت قبيلة بكر من ضمن القبائل التي تعيش تحت رحمة كليب بن ربيعة، وفي يوم من الأيام ذهبت امرأة من قبيلة بكر تدعى البسوس لزيارة ابن أختها ملك قبيلة بكر والذي يدعى جساس بن مرة، وتركت ناقتها ترعى، ولكن هذه الناقة ذهبت لبئر قبيلة تغلب لتشرب منه، وعندما علم كليب بن ربيعة بأن ناقة من قبيلة بكر تشرب من بئر خاص بقبيلة تغلب قام بقتل الناقة.

عندما علمت البسوس أن كليب بن ربيعة قتل ناقتها، صرخت وطلبت من الجساس بن مرة بن أختها أن يثأر لها من ملك تغلب، وليتخلص من ظلم هذا الملك، وإذلاله لقبيلة بكر، فقتل الجساس كليب بن ربيعة ملك تغلب، ومن هنا قامت الحرب بين الطرفين، وقد قاد قبيلة تغلب ملكها الجديد المهلهل بن الربيعة ضد قبيلة بكر بقيادة الجساس بن مرة، وقد دامت الحرب بين الطرفين لمدة كبيرة، وكانت الخسائر في الأرواح فادحة، إلى أن قام المهلهل بن الربيعة بقتل الجساس بن مرة، وأخذ بثأر كليب بن الربيعة، فانتهت الحرب لصالح قبيلة تغلب.

الفجار

كانت من أشهر الحروب التي عرفها العرب قبل الإسلام، وقد وقعت هذه الحرب بين قبيلة كنانة، وحليفتها قريش، وقبيلة قيس، وقد أطلق عليها اسم حرب الفجار لأنها دارت في شهر ذو القعدة، وكان هذا الشهر من الأشهر المحرمة، فلا يجوز القتال فيه، فلما دارت الحرب في شهر ذو القعدة عرفت باسم حرب الفجار.

أسباب الحرب

كان هناك ملكًا يدعى النعمان بن المنذر -ملك الحيرة- كان في كل عام يرسل بضائعه من الحرير والمسك محملة على النوق إلى سوق عكاظ لبيعها هناك، ولكنه في كل مرة كان يخشى عليها من القبائل العربية، ومن قطاع الطرق، وكان للنعمان بن المنذر جلساء من بعض القبائل العربية -قيس وكنانة- فطلب منهم أن يقوم أحدهم بحراسة قوافله الذاهبة إلي سوق عكاظ، فعرض عليه رجل يدعى (البراض بن قيس بن رافع).

وكان من قبيلة كنانة، أن يحمي له قوافله من قبيلة كنانة فقط، ولكن النعمان بن المنذر رفض عرضه، فهو يريد من يقوم بحمايتها من كل القبائل العربية، فقام رجل من قبيلة قيس يدعى (عروة بن عتبة بن جعفر)، وقال للنعمان أن أحمي لك قوافلك من كل العرب. وقد قام عروة بمعايرة البراض بخلع قومه له، فقال للنعمان: “أكلب خليع يجيزها لك”، فغضب البراض من عروة، ولكنه لم يرد عليه، ولكنه في نفسه قرر أن ينتقم من عروة، فانتظر الفرصة.

بعدما خرج عروة بقوافل النعمان بن منذر متوجهًا إلى سوق عكاظ، كان البراض يترقبه، إلى أن سنحت له الفرصة فقام بقتله، وعندما علمت قبيلة قيس بذلك أرسلت رجلاً إلى سوق عكاظ -حيث أن جميع القبائل العربية موجودة هناك- فنادى أن البراض من قبيلة كنانة قد قتل عروة بن عتبة من قبيلة قيس، وأن قبيلة قيس سوف تقاتل كنانة لأخذ ثأر عروة، وعندما علمت قبيلة قيس بذلك ذهبوا إلي الحرم، حيث إنه من كان يلتجئ بالحرم لا يتم محاربته، فردت قيس على ذلك بأنهم سوف يقاتلون قبيلة كنانة في سوق عكاظ في العام المقبل، وعندما دارت السنة وأقيم سوق عكاظ، دارت الحرب بين الطرفين. واستمرت لأربعة سنوات.

الصلح

بعد أن رأت القبيلتين ازدياد عدد القتلى واستمرار الحرب بدون جدوة، قررت القبيلتين التوقف عن الحرب والتصالح، وقد تم التصالح على أن يتم حساب عدد القتلى في كل قبيلة، والقبيلة التي وقع فيها عدد قتلي أقل تقوم بدفع فدية للقبيلة التي وقع فيها عدد قتلي أكبر، وبعد حساب عدد القتلى كان على قبيلة كنانة دفع الدية لقبيلة قيس، وبالفعل دفعت كنانة الفدية وانتهت الحرب بين القبيلتين.