تعد المرحلة الجامعية من أهم المراحل التي تمر بالإنسان وتؤثر في شخصيته وسلوكه وأفكاره كثيرًا، ويكون استثمار هذه المرحلة مثمرًا إلى حدٍ كبيرٍ في السلوك والفكر والشخصية والمهارات. بل ويمكن التعويض في هذه المرحلة عن ما لم يحصل عليه الطالب أثناء المرحلة المدرسية. فما هي الخطوات التي يمكن اتباعها لعيش هذه المرحلة بحيث يحصل الطالب على المتعة والفائدة القصوتين معًا؟
كيف تكون المرحلة الجامعية ممتعة؟
أولًا: إخلاص النية
الجامعة في الأساس مكان لطلب العلم، وإن مال المجتمع عن هذا التفكير إلى جعل الجامعة مكانًا للحصول على الوظيفة. فلذا، من المهم أن تخلص النية لله، بأنك تريد أن تتعلم، وتكون إنسانًا عظيمًا وشخصية يحبها الله وتفخر بها عائلتك وأمّتك. وإخلاص النية لله يجعلك تركز على أهدافك العظيمة والطموحة، وتتعالى عن الأهداف التافهة كمحاولة لفت الانتباه، ويذكرك دائمًا بأن الله جانبك، ويساعدك، ويوجهك إلى ما فيه الخير لك.
ثانيًا: تنظيم وقتك
التنظيم، ثم التنظيم. من المهم جدًا أن تنظم وقتك، وترتب حياتك، وتحدد أولوياتك، لا تحاول أن تفعل كل شيء وتكون كل شيء، بل عش اللحظة وافعل شيئًا واحدًا مثمرًا في وقتٍ واحد. التنظيم يساعدك على رؤية الأمور بشكلٍ أوضح، والتركيز على القيام بأمرٍ واحد، ومن ثم الحصول على نتائج أفضل.
ثالثًا: تخصيص وقت للدراسة كل يوم
فالدراسة كل يوم لمدة ساعةٍ أو ساعتين بهدوءٍ وتركيز أفضل من مراكمة المواد وتركها إلى ما قبل ليلة الامتحان والدراسة بقلقٍ دون تركيز، ومن ثم احتمال الحصول على الدرجات الدنيا والتي بدورها ستؤثر عليك سلبًا بلا شك.
رابعًا: الاستفادة من الفرص المتاحة في الجامعة
ففي الجامعة أشخاص مختلفون، وعقليات مختلفة كثيرة ستجدها وقد تتفاجأ بها، ولكن تذكّر دائمًا أن كل شخص لديه شيئًا يميزه ويتفوق به على الآخرين، فاحرص أن تعيش بعقليةٍ واعيةٍ وإيجابية، وحاول أن تحسّن مهارات التواصل مع الآخرين من خلال العلاقات الممتدة في الجامعة، وأيضًا، في كل جامعة مكتبة بلا شك، فاحرص على عدم تضييع هذه الفرصة الثمينة في التعلم من مئات الكتب التي قد لا تجدها متوفرة بشكلٍ مجاني بعد المرحلة الجامعية، وقد لا تجد الوقت الكافي لتعلم ما فيها كما الآن في مرحلتك الجامعية.
خامسًا: ممارسة الرياضة
إذا لم تكن معتادًا على ممارسة الرياضة، فهذه فرصة للبدء والتغيير لتصبح إنسانًا أفضل، فممارسة الرياضة تساعد على ترتيب حياتك، وإعادة الحيوية لجسدك، وزيادة الثقة بنفسك، وزيادة لياقتك ومهاراتك وتركيزك.
سادسًا: نوادي الجامعة الثقافية
ليس عليك أن تدخل في كل نادٍ، بل إن الكثرة قد تُشتت، فاختر ناديًا أو اثنين يثيران اهتمامك، ويساعدانك على اكتساب مهارات جديدة، وعلى أن تكون شخصًا أفضل.
سابعًا: الدرجات ليست كل شيء
ليس من العيب أن تحب الدرجات أو تدرس لأجلها، فكلنا يحب الدرجات المشرّفة والمعدّل المتفوق، ولكن الخطأ أن تجعل الدرجات هدفك الأساسي، وأن لا تنظر أمامك سوى إلى ورقةٍ تسمى الشهادة، احرص على أن تحب التعلم، وتطبق ما تتعلم لتشعر بقيمته، وأن تتعلم لأجل أن تصبح شخصًا أفضل، فهذه السنوات لن تتكرر ولن تعود، لذا لا تضيعها، بل استثمرها لتعلم أشياء جديدة. وفي كل تخصصٍ هناك أمور مثيرة للاهتمام.
ثامنًا: نَمِّ مواهبك الخاصة
ولا تقل إنك لا تملك الموهبة، فكل إنسانٍ لديه موهبةً ما، وقد تكون الموهبة في الرياضيات، أو الخط العربي، أو الرسم، أو المونتاج، أو حتى مهارات التواصل، فالهبة هي منحة من الله تعالى يتميز بها الإنسان عن غيره، وإذا لم تملك الموهبة الفطرية، فبإمكانك التعلم بكل سرور. شارك في المسابقات المتاحة، واستفد من موهبتك، واستثمرها. فبإمكان كل إنسان أن يصبح شيئًا عظيمًا.
تاسعًا: تابع إنجازاتك
احمل معك دومًا دفترًا تذكر فيه أخطاءك وإنجازاتك. أما أخطاءك فِلكي تحسّنها وتحرص على التعلم منها وعدم تكرارها، وأما إنجازاتك فلكي تذكرك بالحد الذي وصلت إليه، والذي يجب عليك أن تتجاوزه إلى إنجازاتٍ أكبر، ولكي تذكرك بأنك تتطور الآن، وبأن ما تفعله وتتعب لأجله يؤتي ثمره.
عاشرًا: العمل بدوامٍ جزئي
إذا استطعت أن تعمل بدوامٍ جزئي في مكانٍ يستحق العمل، فلا تفوّت الفرصة، فهذه فرصة ثمينة لاكتساب خبرةٍ ستفيدك بلا شك لاحقًا في مستقبلك المهني بإذن الله.
أخيرًا: احرص على أن تخلو بنفسك من وقتٍ إلى آخر لتراجع فيه نفسك وتقيّمها، لا تيأس أبدًا من إصلاح نفسك وتهذيبها. وادع الله دومًا أن يساعدك في رحلتك في هذه الحياة، وأن يوفقك إلى ما فيه الخير لك.
link https://ziid.net/?p=37063