القراءة السريعة.. مهارةٌ قد يجهلُها الكثير
القراءة السريعة مهارةٌ تُكتسَب بالتعلُّم والتمرُّن يمكنك بها قراءة من ٧٥٠ إلى 1000 كلمة في الدقيقة
add تابِعني remove_red_eye 1,165
قبل أن تبدأ في القراءة، احسُب لنفسك كم تستغرق لقراءة هذه المقالة، ثلاثُ دقائق؟ خمسُ دقائق؟ هل تعلم أن هناك من يستطيع قراءَته في أقل من دقيقة بفهمٍ واستيعابٍ كبير؟! سنشرح لك أكثر.
القراءة السريعة وبداية ظهورها
القراءة السريعة مهارةٌ تُكتسَب بالتعلُّم والتمرُّن تستطيع بها قراءة أكثر من ٧٥٠ كلمة في الدقيقة، وقد تصل إلى أكثر من ١٠٠٠ كلمة في الدقيقة، في حين أن متوسط سرعة القراءة العادية التقليدية هو ١٧٥ كلمة في الدقيقة.
ما يظنُّه كثيرٌ من الناس من أنَّ القراءة البطيئة يكون الفهم والاستيعاب فيها أكبر غير صحيح، فمثلًا عندما تريد قراءة كتاب بحجم ٣٠٠ صفحة، وتقرأ ٣٠ صفحة في الساعة الواحدة، غالبًا ما يكون هذا مملًّا، حيث تحتاج ١٠ أيام لإنهاء الكتاب، وربما لا تُكمِله، لكن باستخدام القراءة السريعة يُمكنك قراءة هذا الكتاب كاملًا في غُضون ساعتَين إلى ثلاث ساعات.
ظهرت هذه المهارة في أوائل القرن العشرين، وكانت تعتمد على اللَمْحات والوَمْضات السريعة للعين، كانت السرعة القُصوى هي ٤٠٠ كلمة في الدقيقة، وفي عام ١٩٦٠ قامت “إيفيلين وود” بتطوير هذه المهارة، وركَّزت على قُدرة العين على التركيز على أكبر قدر ممكن من الكلمات.
الطرائق الحديثة في القراءة السريعة ليست تعتمد على قدرة العين فقط، بل أصبحت تعمل على دمج العين بالعقل، وبالتالي قراءة عدة كلمات مع بعضهم مرة في الوَمْضة الواحدة للعين، تكمُن هذه الطريقة في رؤية العين للكلمات ثم يقوم العقل بترجمتها، دون تحريك اللسان أو الشفتين أو حتى القراءة الذهنية.
فوائد القراءة السريعة
للقراءة السريعة العديد من الفوائد، فهي تُساعد على التخلص من القلق والتوتر وتزيد من الفهم والتركيز وتُعطيكَ حالة أفضل نفسيًّا، بالإضافة إلى زيادة الثقة بالنفس، وزيادة عدد الكتب المقروءة مُقارنةً بتلك التي تُقرَأ بالطرق التقليدية، والحصول على المعلومات بشكل أسرع، وأيضاً ربط أفكار الكتاب مع بعضها البعض.
قلَّلت القراءة السريعة إلى حدٍ كبير من النسيان، حيث أن القارئ عادةً ما ينسى ٨٠٪ من الكتاب المَقروء بعد أسبوعَين، والقراءة السريعة قلَّصت هذه النسبة إلى ٢٠٪.
كيف تكتسب مهارة القراءة السريعة؟
عليكَ بدايةً أن تُحدِّد هدفك في القراءة السريعة، وذلك عن طريق الخطوات الثلاث هذه:
١. تحديد نقطة البداية، وهي أن تعرف سرعة قراءتك الحالية، ومعدل استيعابك أيضًا، وذلك عن طريق قراءة نص متكامل الموضوع في عدة صفحات، مع حساب الوقت المُستغرَق، وتكون القراءة بالطريقة العادية مع الحرص على الفهم جيدًا، وعند الانتهاء تكون سرعة القراءة= الكلمات المَقروءة/ زمن القراءة.
بعد ذلك دعْ أحداً يضع لك أسئلة تتعلَّق بالنص المَقروء وقم بالإجابة عليها لتعرفَ مدى استيعابك للنص.
٢. تحديد نقطة الهدف، وهي قيامك بتحديد السرعة التي تسعى للوصول إليها، ومعدَّل الاستيعاب الذي تسعى لتحقيقه.
٣. تحديد خُطة العمل، وهي التدريبات والتمارين المستمرَّة لزيادة سرعتك في القراءة شيئًا فشيئًا. ”عندما تعلَّمتُ القراءة السريعة قرأتُ كتاب الحرب والسلام في عشرين دقيقة“ وودي ألن.
يقوم تعلُّم مهارة القراءة السريعة على ثلاث محاور رئيسية:
١. زيادة سرعة القراءة.
٢. زيادة مجال رؤية العين.
٣. استخدام تقنيات القراءة.
خطوات إتقان القراءة السريعة
يتشكَّل الأسلوب الذي أسماه الكاتب أشرف غريب بـــ ”أسلوب النجمة“ للقراءة السريعة من ٥ خطوات، وهي:
١. الاستعداد، ويكون بأن تُعِدَّ وتُهيِّئَ نفسك ووقتك للقراءة وأيضاً تُهيِّئَ المكان المناسب.
مُلاحظة: اجعلْ هناك مسافة مُناسبة بينك وبين الكتاب، لِتستطيعَ قراءة أكثر من كلمة في كل نظرة (لَمْحة) للعين.
٢. التصفُّح، قبل أن تُباشر في قراءة الكتاب، قم بتصفُّح الكتاب وأخذ فكرة عنه وعن محتوياته والهدف منه، فيمكنك قراءة الفهرس وأجزاء من الكتاب، وذلك لمعرفة هل الكتاب مُناسب لك وترغب في قراءته.
٣. القراءة، وتكون بالعين والعقل، اقرأ بسُرعات مختلفة بشكل متواصل، قم بالتقاط عدة كلمات في كل خَطْفة بعينك، واحرص على الانتباه والتركيز التام، وفي كل مرة تقرأ حاول أن تزيد سرعتَك أكثر تدريجياً. من المهم استخدام مؤشِّر أثناء القراءة، مثل أصبع أو قلم ويُوضَع تحت الكلمات أثناء قراءتها، ويُحرَّك بالتزامن مع قراءة العين السريعة للكلمات.
٤. وضع العلامات، وهو أن تقوم بوضع علامات وملاحظات، مثل وضع خط تحت الجُمَل القصيرة، وأقواس للجُمل الطويلة، وأيضاً وضع إشارة عند ما يحتاج حفظًا، أو زيادةَ فهم، أو عملٍ (تطبيق)، ويُفضَّل أن يُستخدَم لذلك أقلام الرصاص -لِسهولة التَّعديل- والأوراق الملوَّنة.
قم أيضًا بِجعْل العناوين أسئلة، بإضافة أداة استفهام (ماذا، متى، أين.. إلخ) إلى العنوان، وأضِفْ علاماتٍ ورُموزًا للتوضيح، وغيرَ ذلك.
٥. المُراجعة، بعد الانتهاء من الكتاب، قم بمراجعته لِضمان فهمه وتحقيق الأهداف من القراءة، وأيضًا لِمُراجعة ما وَضعتَ عليه علامات للتوضيح أو الحفظ أو غير ذلك.
الأخطاء والمشاكل
هناك العديد من الأخطاء المشاكل المُعيقَة للقراءة السريعة.
- الرجوع أثناء القراءة، وهذه عادة خاطئة شائعة، حيث يعود القارئ سطرًا أو أكثر للخلف بسبب قلة الثقة أو وجود كلمات غريبة أو غير ذلك، محاولةً منه للفهم أكثر، لذا ينبغي زيادة الحصيلة اللغوية من المُفردات والألفاظ لتجنب الوقوف على الكلمات الغريبة، مما يُطوِّل عملية القراءة. وبالنسبة للأشياء التي لم تفهمها أو تريد حفظها، ضع عندها علامة (إشارة) بالقلم، وتابع القراءة، وعندما تُنهي فصلًا أو جزءًا من الكتاب عُد إليها واحفظها أو حاول فهمها.
- التوتر والملل، هذه المشكلة شائعة كثيرًا، وللتخلُّص منها أو تقليلها قم بتحديد الأهداف.
- نطق الكلمات وتحريك الشفاه والقراءة الذهنية، وهذا كلُّه يُقلِّل من سرعة القراءة.
- القراءة كلمة كلمة، وهذا مُعيق كبير للقراءة السريعة، حيث ينبغي أن تلتقط العين عدة كلمات في كل مرة. للتخلُّص من هذه المشكلة، ضع المؤشِّر (قلمًا كان أو أصبعًا) أسفل السطر وانظر فوق الكلمات وليس إليها مباشرة، سيُساعدك هذا في زيادة مجال رؤية العين لكلماتٍ أكثر.
بعد إتمام قراءة هذا المقال، يُتوقَّع أنك عرفتَ الكثير عن مهارة القراءة السريعة، أهم شيئ هو التدريب والتمرين باستمرار للحصول على النتائج الَمرجُوَّة. ماذا تنتظر؟ ابدأ من الآن!
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 1,165
مهارة القراءة السريعة، وظهورها، وفوائدها المُهمَّة، وطريقة اكتسابها، والمشاكل والأخطاء المُعيقَة لها
link https://ziid.net/?p=81822