[سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تتعلم مهارة جديدة في 5 خطوات فقط
المهارات هي السلاح السحري للناجحين وصناع التاريخ، طور نفسك والحق بركب النجاح وتعلم مهارة جديدة كل 3 شهور
add تابِعني remove_red_eye 29,532
لم انتبه طيلة السنوات الماضية أن الكتب التي قرأتها والكورسات التي انضممت إليها أونلاين لتعلم علم جديد، هي عبارة عن مهارات أصقلت قدراتي في الصحافة والكتابة؛ ولأني كنت ولا أزال أملك هواية الاطلاع على كل ما هو جديد؛ فبالنسبة لي لم أعر انتباه لساعات دراستي أو مدى إجادتي للعلوم الجديدة أنا فقط كنت أسعى لإنهاء الكورس بدرجة الامتياز، لكني قررت أن أستغل شغفي بالدراسة في تطوير مهاراتي بشكل احترافي، لذا بدأت أقرأ كل مقالة تتكلم عن المهارات حتى وصلت لخطة عمل مكنتني من إجادة أي مهارة في (5) خطوات فقط.
1-استغل وقتك باحترافية
أخبرتكم في المقدمة أني كنت عشوائية في اختيار العلوم الجديدة؛ ففي أغلب الأحيان كنت أقضي وقتي في تعلم فروع الكيمياء الحيوية والقانون المدني وعلم النفس الجنائي وإدارة المشاريع الاحترافية…إلخ، لا أنكر أنّ كل هذا أفادني كثيرًا في عملي، خاصة في تأليف رواية مدينة الأشباح؛ لكن إذا لم تضع أمامك أولويات وخطة محددة تأكد أن كل جهودك ستذهب أدراج الرياح؛ فإذا أردت أن تتعلم مهارة جديدة اختر مهارة ستفيدك في حياتك وعملك، ومن ثم ضع جدول لإنجاز تلك المهارة خلال فترة محددة
2-تعامل مع المهارة وكأنها مادة دراسية
في الجامعة على سبيل المثال حينما نجد مادة “كالإخراج الصحفي” موضوعة في جدول محاضراتنا، فهذا يعني تخصيص محاضرة لتلك المادة لمدة ساعتين كل أسبوع على مدار 3 شهور، بالإضافة إلى كتاب المُحاضر، وكشكول للمحاضرات لتدوين الملاحظات والأمثلة، تخيّلوا أنْ تتعاملوا مع مهارة فَنّ التواصل بنفس المِنوال، أن تشاهدوا فيديوهات عنها وتقرءوا كتابًا يعرض معلومات أكثر استفاضة عن التواصل الفعَّال، بجانب دفتر لتسجيل أهم النقاط، وبالطبع مع الالتزام بالوقت المخصص للدراسة.
ولأن عدد الساعات التي يجب إمضاؤها لتعلم أساسيات أيّ مهارة جديدة تتراوح بين (25) لــ(30) ساعة؛ فتخصيص ساعتين كل أسبوع لمدة (3) شهور سيتيح لك تعلم أساسيات أي مهارة؛ لكن إذا أردت إجادتها فعليك أن تقضي ما يقرب من (10000) ساعة في تعلمها، طبعًا لا نستطيع إنكار أنّ الفروق الفردية تختلف من شخص لآخر؛ فمثلًا بعض الأشخاص قد يتعلمون اللغات أسرع من غيرهم، وآخرون قد يجيدون تعلم العزف على الكمان في فترة وجيزة جدًّا… وهكذا.
3-لا تغرق نفسك في بحر العلم الواسع
هنا أطلب منك أن تصنع قاربًا وتبحر في بحر العلم بدلًا من الغرق فيه؛ طبعًا أفضل من يخبرك بالنصيحة هو من عانى من ويلات التجارب الفاشلة، وكنت أنا من أضاع نفسه وغرق في بحر العلم، في حين أن النتيجة لم تكن ملموسة بشكل يرضيني، وطبعًا سبب ذلك ومرده هو عشوائيتي في التعلم؛ لهذا اقتنعت أن التخصص هو ما يجعلنا متميزين، فمثلًا مهاراتي في التسويق لا تزال تعاني من بعض الخلل لأني أعرف أساسيات المهارة فقط؛ لذلك إذا أردت أن تدرس مهارة كفنّ الإقناع مثلًا عليك أن تتقن مهارة إيصال الرسالة بشكل لا يحمل أيّ سوء فهم، وأن تعرف الصفات التي يجب أن تتحلى بها الشخصية التي تتقن فن الإقناع.
4-أخلق عالم سحري يساعدك علي الدراسة
أتمنى لو بإمكاني الاستماع لنصيحة صديقتي نيرمين، وأن أنشئ قناة لي على اليوتيوب، وقتها سأخصص أول فيديو لتصوير عالمي السحري الذي يساعدني على الكتابة، وتعلم المهارات الجديدة؛ لكن ليت كل ما يتمناه المرء يدركه، يا ليتني أملك وقتًا لهذا، بيت القصيد هو أن تفرغ مساحة في منزلك وتصممها بحيث تكون غرفة للعمليات، وكأنك في وكالة مخابرات.
أنا عن نفسي أكتب خططي وكل جدولي على البورد، وفوق المكتب أضع صور وبلورات سحرية ومصحفًا، وزهرية ورود وهدية عيد الحب، التي أهدتني أختي إياها في فبراير الماضي، وعلى درج المكتب أضع معطر الجو، وبجوار المكتب توجد مكتبة الكتب التي قرأتها والتي لم أقرأها بعد، كل هذا من أجل برمجة عقلي الباطن على جو الدراسة والكتابة؛ لذا أنصحك عزيزي القارئ أن تخلق لنفسك مساحة في منزلك لخلق عالم يساعدك على الدخول في أجواء التعلم.
5- لا تحرق السفن بعد وصولك لبر الأمان.
أسوأ شيء فعلته في حياتي هو عدم الاهتمام بمرحلة ما بعد الإتقان؛ فبمجرد انتهائي من إجادة أيّ شيء أنتقل مباشرة لتعلم شيء أخر دون الاكتراث بمرحلة الممارسة، وهذا شيء ضار جدًّا على المستوى العقلي؛ فالدراسات الحديثة أثبتت أنّ الممارسة، والتعلم المستمر من شأنهم تحفيز الدماغ، ويطلقون على ذلك اسم المرونة العصبية؛ فالمخ يتشكل ويبرمج نفسه وفقًا للمهارات الجديدة التي نتعلمها؛ فمثلًا الفنانون لديهم مساحة أكبر في أدمغتهم مخصصه للفنّ بكل أنواعه، كذلك سائقو التاكسي أدمغتهم تدرك المساحات أكثر من غيرهم، وأكبر دليل على أهمية الممارسة بعد إتقان أي مهارة هو “تعلم اللغات”؛ فعن تَجْربة إذا لم تُمارس الإنجليزية بعد إجادتها تأكَّد أنّ مخزونك اللغوي سيتناقص، حتى لهجتك ستسوء مع الوقت.
ربما ستسألون الآن كيف نبدأ، وكيف نعرف المهارات التي نحتاجها. البداية ستكون مع المهارات التي يتطلبها منك العمل؛ فعملك في التسويق سيتطلب منك معرفة كل المهارات التي تتعلق بكتابة خطة تسويقية شاملة، وإذا كنت مُعلمًا أو مُحاضرًا فيجب أن تتقن مهارة فنّ الإلقاء، ومهارات التعامل مع الأطفال والمراهقين.. إلخ، والبداية فيما بعد ستأتي تلقائيًا، أنت فقط عليك أن تضع خطة واضحة وتلتزم بها، ومع الوقت ستصبح المهارات روتينًا يوميًّا بالنسبة لك.
إليك أيضًا
ما أهمية التفكير النقدي؟ وكيف أطور من مهارة التفكير النقدي؟
add تابِعني remove_red_eye 29,532
هل تريد أن تتعلم مهارة جديدة؟.. حسنًا إلى هذا المقال
link https://ziid.net/?p=69027