الاستعداد للاختبارات ليس صعبًا كما يبدو
الاختبارات هي انعكاس لكيف سنتصرف حين تباغتنا الحياة بشيء غير متوقع وصعب
add تابِعني remove_red_eye 9,129
عندما كنت في الثانوية العامة كنت سهلة التوتر والقلق، فكنت أنسى ما ذاكرته وأحيانًا كنت أبكي قبل الدخول للجنة الامتحان. عندما ذهبت للجامعة، تغيرت نظرتي للامتحانات بشكل كبير جدًّا، فأصبحت أقلق وأتوتر ولكني أنام جيدًا في الليل، أذهب للامتحان وأنا مدركة أي الأجزاء في المادة هي نقطة قوتي، حتى أني كنت أقوم بعمل خرائط ذهنية للمادة. فما الذي حدث؟ بكل بساطة، في الجامعة أدركت كيف أستعد للامتحان، أما في الثانوية فكانت فكرة الاختبارات تجعلني خائفة منكمشة وكأنني إن لم أُحسن إجاباتي فسيقع بي المقعد أسفل الأرض للجحيم.
التحضير للاختبار أهم من الاختبار نفسه، فأنت تتحضر نفسيًّا ومعنويًّا وجسديًّا وعقليًّا لكي تضع كل ما لديك من معرفة عن شيء ما في ورقة أو في جمل بسيطة ستخرج من فمك للجالس أمامك في كرسي السائل أو المعلم. عندما تذهل لمقابلة عمل.. يجب أن تعلم أنك بالضبط ستفعل ما كنت تفعله عندما كنت في الجامعة أو المدرسة، عندما كانت لديك مواد وفروع علم كثيرة تحاول أن تستوعبها وتفهمها لكي تصيغها بصورة صحيحة وتظل معك حتى بعد انتهاء الدراسة. لأن العلم لا ينتهي بانتهاء سنوات دراستك.
مقابلة العمل هي هي الاختبار، فأنت سيتم سؤالك عما تجيده ولماذا تجيده وكيف، ولماذا اخترته؟ لماذا هنا؟ في تلك الشركة؟ لماذا تحاول أن تبرز فيه؟ كلها أسئلة داخل مجالك يجب أن تكون مستعدًا للكثير والكثير لكي تجيب بطريقة سليمة تشير لاستقرارك المعرفي والعقلي وحتى النفسي.
خطوات بسيطة يمكنها أن تكون فارقة في الاستعداد لـ”اليوم المهم” أيا ما كان مكانه وشكله وسببه.
أولًا: لا تتوقع الأسئلة
حسنًا، توقع الأسئلة وترتيب إجاباتها طريقة غير فعالة بالمرة، فيمكن لصيغة السؤال أن تتغير بصورة طفيفة لكي تختلف الإجابة (180) درجة، فتصبح حافظًا للإجابة دون إدراك لمعنى السؤال. يمكن أيضا أن تقول الإجابة الكاملة للسؤال الذي توقعته ولكن لن يكون الأمر بتلك السهولة بالنسبة لباقي الأسئلة أو حتى باقي المقابلة أو الاختبار.
إن كنت تريد التوقع، فتوقع كنوع من التنظيم، لا التحضير.. أي إن السؤال عن مذبحة القلعة يتضمن الأسباب والأحداث والوقائع والتاريخ والنتائج. وهل قوبلت بالموافقة من قبل من والرفض من من.. وهكذا قد حضرنا الفصل كاملًا بتوقع السؤال ولكننا لا نتوقعه.. نحن فقط نستذكر.
ثانيًا: رتب ملاحظاتك جيدًا
يمكنك أن تتعب كثيرًا إن لم تكن منظمًا، فمثلًا الخرائط الذهنية وسيلة أكثر من فعالة للتحضير للامتحان، التذكير بالعناوين أو ربط كلمة بفصل معين؛ على سبيل المثال: أن تربط كلمة معينة أو مقطوعة موسيقية معينة بفصل أو مادة، فعندما تأتي اللحظة التي ترى فيها السؤال تتذكر المقطوعة أو المثل المضحك المربوط بتلك الجزئية لتكتب بكل ثقة وتذكر كل الفصل أو الإجابة التي قمت باستيعابها.
ثالثًا: الجلوس بثقة وأريحية
عندما تذهب لمقابلة عمل، فاحرص على أن تكون مرتاحًا. وعندما تذهب للامتحان لا تقبل بكرسي غير مريح أو تحاول أن تتأقلم على منضدة غير مستوية. عندما تجلس مرتاحًا، يستطيع عقلك التركيز على المعلومات التي بداخله، وليس التركيز على الوضع غير المريح لقدمك أو يدك أو حتى الاهتزاز المتكرر للمنضدة الذي يسبب التشتت لك.
تلك الخطوة مهمة جدًّا.. لا تحاول أن تتأقلم على وضع جسدي غير مريح فقط لتنتهي سريعًا من الاختبار أو المقابلة، عقولنا سريعة التشتت، وسيكون عقلك في انتظار أي شيء ليشتته عن التركيز وفقد القدرة على التذكر، نحن كائنات تحتاج للراحة لكي تستطيع أن تعطي مجهودًا وتستطيع أن تتواصل مع ما أو من تريد.
رابعًا: احمل ما يساعدك على الاسترخاء
عندما أذهب لمقابلة عمل أو اختبار.. أحمل معي قلمًا أحبه، حتى لو لن أحتاج للكتابة، أحمل حقيبة أرتاح لمظهرها معي. حقيبتي التي تشعرني أنني في المنزل أو في رحلة مبهجة، تلك الأشياء التي نحملها تحمل ذكرياتنا، تلك الأشياء قد ربطناها بحوادث أو مواقف معينة. كانت لدي صديقة لا تغير حقيبتها أبدًا وعندما سألناها لماذا؟ أجابت أن تلك الحقيبة بمثابة صديقتها المفضلة، فهي لم تكن ترتدي غيرها أيام اكتئابها الشديد الذي كانت تعاني منه حين فقدت أخاها، فهي تتذكرها الآن وتعتبرها صديقة لأنها كانت تساعدها في حمل كتابها وموسيقاها وصور أخاها كما كانت تحمل بداخلها أقراص مدمجة لموسيقاها المفضلة، لذا فالحقيبة جزء منها.
وهكذا.. احمل معك ما يريحك ويجعلك مطمئنًا، احملها لكي تنظر لها فتطمئنك.
خامسًا: النظرة الإيجابية
لماذا ننظر للأمور نظرة سلبية؟ النظرة السلبية ستوترك، ستجعلك تنسى، كما أنها لن تجعل عقلك يعمل بالكفاءة المطلوبة. إن التفاؤل في أي موقف والنظرة الإيجابية تحفز عقلك لفعل ما يمكن فعله على أكمل وجه لكي يتكون بخير.
سادسًا: قلد الهادئين
إن كنت مثلي، وأنا أقول مثلي كشخص لا يمثل الهدوء في أي سلوك يفعله، فأنا سريعة الانفعال، سريعة التوتر وسريعة العصبية والغضب، فافعل مثلي. فأنا في المواقف الصعبة أو عندما يأتي سؤال صعب، أقلد صديقتي الهادئة، فهي تأخذ نفسًا عميقًا، ثم تتنفس ببطء وتحاول أن تنظر بلا مبالاة أو على الأقل بثقة، تتمهل وتفكر وتحاول أن تسأل السؤال بصيغة مختلفة، لكي تحاول أن تستوعب ما لم تفهمه، ثم تبذل جهدًا لترتيب إجاباتها وهذا كله في أقل من دقيقتين، أما لو لم أقلدها فكنت سأنفعل وسأنسى ماذا أفعل وكيف أكمل بل وسأنسى اسمي أيضا.
سابعًا: تجنب المقارنة
المقارنة بالآخرين هي تدمير ذاتي بساعة رملية تسير ببطء ولكنها تسير. لا تقارن نفسك بمن يجلس بجانب سواء كان زميلًا أو متقدمًا للوظيفة أو صديقًا يجلس ليجيب على نفس الاختبار. المقارنة هي تقليل للذات وتكسير للروح ومعنوياتها، فنحن مختلفون. نحن كبشر لسنا متشابهين، لسنا بنفس الظروف والطاقات العقلية أو الروحية. نحن لسنا كالجماد يسهل مقارنته لنعلم أيهم يلمع أكثر أو أيهم خامته أفضل، كلنا مميزون وكلنا جيدون ولكن بطريقتنا الخاصة، ركز مع ذاتك ولا تلتفت للآخرين، أرجوك أنت مميز كما أنت فلا تحاول أن تضع نفسك بجانب أحد آخر فلا أحد يقارن سمك القرش بالصقر.
ثامنًا: الصحة ثم الصحة
تناول طعامًا صحيًّا، اشرب الكثير من الماء، لا تزيد من الكافيين وأيضًا، قم بممارسة القليل من الرياضة أو المشي قبل الاختبار أو مقابلة العمل. الصحة هي العنوان، هي الوسيلة التي ستحصل بها على ما تريد. فكثرة الكافيين يصيب جهازك العصبي بالانهيار والتعب، فلتسهر كما شئت ولكن لا تحزن حين يقوم عقلك بالتوقف والتخريف أول ما تفتح فمك للنطق.
كُلْ الفاكهة واشرب الكثير من الماء، فقلة الماء تصيب جهازك الهضمي بالكثير من الاضطرابات كما يمكن أن يرتفع ضغطك والجفاف يسبب تشتت وعدم التركيز، فرجاءً لا تحاول أن تدفع جسدك للحدود غير المسموح بها وتسأله أن يكون جيدًا معك.. لأنه لن يكون كذلك.
تلك كانت بعض النصائح التي ستحتاجها سواء أكنت ستتقدم لوظيفة أو حتى ستحضر اختبارًا يجب أن تجيب عليه لأنه سيحدد لك جزءًا من مستقبلك، وتذكر عزيزي القارئ أن الاختبارات ليست نهاية الحياة ولا يوجد أرض ستنشق وتبتلعك، ولن توجد ساحرة شريرة تنتظر أسفل السرير.. فقط قم بما يجب عليك فعله وركز والله معك ومعي.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 9,129
إليك، كيف تستعد للامتحانات؟
link https://ziid.net/?p=76044