انتبه: الإعلام لا يفيد أحيانًا
على المتلقي أن يحلل الرسائل الإعلامية التي تعرض عليه، ولا ينساق وراء العواطف، ليؤيد الباطل ظنًّا منه أنه هو الحق
على المتلقي أن يحلل الرسائل الإعلامية التي تعرض عليه، ولا ينساق وراء العواطف، ليؤيد الباطل ظنًّا منه أنه هو الحق
add تابِعني remove_red_eye 21,449
نتعرض جميعنا لسيل من الرسائل الإعلامية المختلفة، والتي تأتي لنا في قوالب متنوعة، منها الأخبار والتقارير، ومنها الرسائل المباشرة، والتي تأتي على شكل إعلانات وإرشادات، ومنها الرسائل المستترة، التي تأتي من خلال المسلسلات وبرامج التسلية، ومنها الرسائل العشوائية، والتي تشكل العبء الكبير سواء على المتلقي أو على الدول ذاتها، وهي تلك الرسائل التي نتلقاها يوميًّا عبر وسائل التواصل المختلفة، أو ما يستحق أن يقال عليه الإعلام البديل.
أصبح الإعلام صناعة كاملة، ولها أهداف مختلفة، فتتكامل مؤسسات متعددة في خلق وجهة نظر تخدم أهدافها المختلفة؛ وذلك من خلال تكرار رسائل إعلامية مختلفة، تقود تفكير المتلقي لجهة معينة يريدونها، وبالتالي يفرضون رؤيتهم، سواء كانت سياسية لخدمة توجه معين، أو رياضية لفرض مصلحة نادي معين على الجمهور، أو استهلاكية لفرض سلوك شرائي معين، ليصبح من الضروريات لدى ذهن المتلقي، بدلًا من أن تكون تلك السلع من الكماليات.
ومن طرق الخداع الممنهج والتي قد يجبر مقدم الرسائل الإعلامية عليها، هي التركيز على تغطية نوعية معينة من التقارير والقصص الإخبارية دون غيرها؛ فيتوهم المتلقي أن تلك الأحداث أصبحت حالة سائدة لدى المجتمع، بينما في حقيقة الأمر نجد أنها مجرد حالات متناثرة هنا وهناك، ويلتقيها المحرر الصحفي أو المراسل بأوامر من رئيسه المباشر، ليقدمها بشكل مكثف مع زملائه الآخرين، بشكل يوحى بأن تلك السلوكيات تنبع من كافة أطياف المجتمع.
وعلى سبيل المثال: توضح الرسائل الإعلامية أن كافة الناس تميل لشراء سلعة معينة دون غيرها من السلع المنافسة، وهذا ما يشبه الحملة الإعلامية، وهناك من يغطى تقارير توضح مدى ارتباط الناس بحركة سياسية معينة دون غيرها، فيظن المتلقي أن كل الناس تحب هذه الحركة السياسية، ومن طرق الخداع إظهار وانتقاء عدة أخبار للحوادث بشكل متشابه، وكأن المجتمع أصابته أزمة أخلاقية، بينما لو تعمقنا في البحث سنجد أن تلك الحوادث تتكرر في كل المجتمعات، ولكنها مجرد حالات فردية تحدث في أي مكان، ولكن يتم التركيز عليها في بعض الأحوال؛ لجذب انتباه القارئ، وجعله متشوقًا لمتابعة تلك الوسيلة الإعلامية ،وتكون تلك الطريقة كالملقاط أو المغناطيس الذي يجذب القارئ لمتابعة باقي المواد الإعلامية التي بتلك الوسيلة.
ليس كل ما يعرضه الإعلام يهدف للتوعية، بل يعكف خبراء الرأي العام والعاملين بمجال الإعلام على اختلاق أحداث تجذب الناس بعيدًا عن قضايا قد تكون مهمة، فأحيانًا قد يمر المجتمع بحالة غضب ضد حدث معين، وفي حالات ينحو العاملون بالإعلام منحى طيبًا، وأخرى منحى خبيثًا؛ فالمنحى الطيب هو إشغال الناس الغاضبة والحزينة بسبب حدث ما لاحتوائهم، وأحيانًا ينحو منحى شيطانيًّا ليلهي الناس، ومن لم ينتبه لأغراض الإعلام يتوه في تلك الأحداث المختلقة، ثم لا يلبث إلا أنه اكتشف أنه تغيب عن حدث كان يهمه، والتفت لأشياء تافهة بالنسبة لحياته الشخصية.
قد يعمل مقدمو المحتوى الإعلامي على إبعاد الناس عن واقعهم، وخلق واقع موازٍ، مثل إنتاج مسلسلات متنوعة، تعيش المتلقي في واقع وحياة من وحي وخيال المؤلف؛ فيعيش تلك الأحداث مع أبطال تلك المسلسلات، ليتفاجأ في النهاية، أنه لم يحقق إنجازًا بحياته سوى التسلية.
للعمل الإعلامي الهادف عدة دلالات، وهي سهلة التعرف عليها؛ فالوسيلة الإعلامية أيًّا كان نوعها، سواء مرئية أو مقروءة أو مطبوعة، تهدف لإرضائك أنت، فعندما تجد أن تلك الوسائل تقدم لك كافة الأخبار، لحظة بلحظة، وبمصداقية، ستعرف أنها وسيلة إعلامية هادفة، وعندما تقدم لك محتوى ثقافيًّا مفيدًا، بعيدًا عن الاستعراض والظهور بتعالٍ على المتلقي، فستعرف أنها وسيلة إعلامية هادفة.
ويمكن للمتلقي التمييز بين الإعلام الهادف، والإعلام المضلل، من خلال متابعة باقي المواد الإعلامية، بالقنوات الأخرى، فالعمل الصادق لا يتغير مع مرور الوقت، ولا يتغير مهما تغيرت وسيلة عرضه للجمهور، أما العمل غير الهادف، فيتغير بتغير الظروف السياسية، أو الاقتصادية، فلو كان للمتلقي شغف لدى تلك الوسائل غير الهادفة، فلن يحترم تلك القنوات أو المواقع مرة أخرى.
من أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات بزمننا هذا، هو ما يسمى (السوشيال ميديا)، فأي خبر قد يبرزه الناس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، قد يفرض نفسه بقوة على الجميع، ورغم أن هذا الأمر إيجابي بحد ذاته فإن له سلبيات عديدة؛ فقد يستغله البعض لإثبات عكس الحقائق، أو فرض توجه معين تحت حدة سلاح الرأي العام، فقد يصور البعض أن فلانًا بريء من أزمة معينة، ويصدقه الناس، ويتفاعلون معه، ويفرضون تلك القصة، بينما نجد أن الحقيقة قد تكون مخالفة.
خلاصة القول … على المتلقي أن يحلل الرسائل الإعلامية التي تعرض عليه، ولا ينساق وراء العواطف، ليؤيد الباطل ظنًّا منه أنه هو الحق، وعلى المتلقي المقارنة بين كافة الرسائل، حتى لا يقع ضحية للرسائل الإعلامية المختلفة.
مرحباً!
اكتملت 10 مقالات، ويبدو أن الفرصة قد حانت لنكون أصدقاء! عليك التسجيل وعلينا توفير تجربة قراءة فريدة.
add تابِعني remove_red_eye 21,449
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
مرحباً!
اكتملت 10 مقالات، ويبدو أن الفرصة قد حانت لنكون أصدقاء! عليك التسجيل وعلينا توفير تجربة قراءة فريدة.
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
نتعرض يوميا للعديد من الرسائل الإعلامية ، وحان الوقت للتميز بين الهادفة منها ، وبين الغير مفيدة
link https://ziid.net/?p=95119