إن الحديث عن التعليم وآثاره في نهضة المجتمع وتحضره سيظل الشغل الشاغل للتربويين وغيرهم ، وسيظل تطوير منظومته في بؤرة اهتمام القادة وصناع القرار والمسؤولين. وما من شك في أن نجاح أي منظومة تعليمية في تحقيق أهدافها مرهون بكفاءة المعلمين، ولِما لاستراتيجيات التدريس من أثر واضح في أداء المعلم ورفع كفاءته بما يحقق الفائدة التي تبقى ذات أثر باقٍ ومستديمٍ يكبر فيه الطالب مستفيداً منه مدى الحياة. ولأن المعلم أصبح ميسِّراً وموجهاً وليس فقط مجرد ناقل للمعرفة، فعليه أن يسعى جاهداً لجذب انتباه تلاميذه أثناء الحصة، وهذه أفكار تساعده في جذب الانتباه منها:
١- استخدام استراتيجيات للتدريس الفعال
إن كلمة “استراتيجية” نحتٌ غربي ليس له مرادف باللغة العربية، ومصدر هذه الكلمة strategy وهي مشتقة من كلمة لاتينية قديمة مكونة من مقطعين هما :stratus وتعني “يقود” Agein”وتعني جيش. وكلمة strategy في مجملها تعني الجيش وهو فن قيادة الجيوش. وتصمم الاستراتيجية التدريسية في صورة خطوات إجرائية، بحيث يكون لكل خطوة بدائل وخيارات، كي تتسم الاستراتيجية بالمرونة عند تنفيذها.
هناك عدة استراتيجيات تدريسية تفاعلية يمكن استخدامها لجذب انتباه الطلاب مثل: التعلم التعاوني، لعب الأدوار، تدريس الأقران، التدريس التبادلي، التعليم المبرمج، قبعات التفكير الست وغيرها من الاستراتيجيات، والأهم تنويعها ليتسنى الاستفادة منها قدر الإمكان.
٢- معاملة المتعلم كعالم صغير وليس كطالب
وأفضل طريقة للتعلم هي الطريقة الحوارية التي يكون فيها الطالب أو المتعلم هو المصدر بحيث يبحث هو عن المعلومة وما على المعلم سوى الاستماع وإدارة النقاش والتصحيح إذا وُجدت بعض الأخطاء، ويكون دوره إدارة الحوار والمناقشة بين أفراد المجموعة الواحدة في الفصل، حتى يتم الانتهاء من الدرس. وتكون بعد ذلك الحلقة متصلة ومترابطة ومشوقة ينتظرها المتعلم بفارغ الصبر في الحلقة القادمة. صحيح أن هذا الكلام نظري أكثر منه عملي؛ بمعنى أنه كلام جميل لكن يصعب تطبيقه في الواقع نظرا لكثرة المثبطات ولقلة الإمكانيات. ولكن المطلوب من المعلم أن يحاول، وأن يبذل ما يستطيع، وأن يُسدِّد ويقارب، والله الموفق أولاً وأخيراً.
٣- أن يراعي المعلم الفروق الفردية بين التلاميذ
نقطة أخرى مهمة؛ حيث إن التلاميذ ليسو جميعاً بنفس اهتمامات بعضهم البعض، لذا وجب التنويع في أساليب وطرق التدريس المتاحة حسب ميول جميع التلاميذ لجذب انتباه أكبر قدر ممكن من التلاميذ للدرس. على أن يكون هذا التنويع مشوقاً ومجدداً وليس مكرراً وروتينياً يجذب الملل ويصرف التلاميذ عن الانتباه.
٤- توفير بيئة صفّية داعمة
يعد ترتيب المقاعد أمراً ضرورياً لنفوس التلاميذ، فمثلاً عند استخدام طريقة المناقشة، فعلى المعلم ترتيب المقاعد على شكل حلقة تجعل من المتعلمين مواجهين لبعضهم البعض حتى يتسنى للجميع المشاركة والإدلاء بالرأي. وأيضاً من الأمور المهمة تزيين الفصل وترتيبه ليتشوق التلاميذ للجلوس والتمتع بالتعليم.
٥- تغيير أماكن جلوس المعلم وتحركاته بالفصل
يجب على المعلم أن يغير مكان وجوده بين الحين والآخر لا أن يثبت في مكان واحد ولا أن يتحرك باستمرار؛ فالوسطية في تحركاته مطلب ضروري يمكن فيه أن يستحوذ على انتباه الطلاب ولا تسبب تحركاته باستمرار تشتيت الأذهان.
٦- تقديم التعزيز والمكافآت للطلاب
يجب ألا يغفل المعلم عن تقديم الجوائز والتكريم للطلاب على تقدمهم باستمرار، وهذا من أهم الأفكار الجاذبة لانتباه الطلاب داخل الفصل، وأيضاً من أبرز مسوّغات الدافعية لدى طلابه للتعلم؛ فالإنسان الذي يشعر بالتقدير ممن حوله، حتى وإن كان ناضجاً، يدفعه ذلك لتقديم المزيد فما بالك بالطالب الصغير!
٧- تغيير نبرة الصوت
يجب على المعلم ألا يستخدم نبرة صوت واحدة حتى لا يشعر التلاميذ بالنعاس والرغبة بالنوم، فعليه رفعه وخفضه بين الحين والآخر، ذلك أنّ رفع الصوت عند بداية الحصة يدل على أن الدرس الجديد قد بدأ ويجب عليكم الإنصات له.
٨- استعمال وسائل تعليمية بصرية وسمعية
تعد الوسائل التعليمية ضرورية، والتجديد فيها أهم من كثرتها وتكرارها. ومن الرائع إدخال التقنية كوسيلة للتدريس، حيث إنها تجعل المتعلم يتعلم بذاتية ويعتمد على نفسه قدر الإمكان، كما أن ملاءمة الوسيلة لمرحلة التلميذ وعمره تعد من الضروريات الواجب على المعلم ألا يغفل عنها.
٩- طرح الأسئلة
من أهم طرق جذب الانتباه فكرة طرح الأسئلة حتى يتابع المعلم مستوى طلابه ويعرف ما هي طرق التدريس الملائمة لمستوياتهم العقلية واستعدادهم النفسي. ومن الممكن للمعلم أن يستخدم طرح الأسئلة في بداية الحصة كتمهيد للدرس أو أثناء الحصة لمعرفة مستوى طلابه وكتقويم لهم في نهاية الدرس. ويساعد طرح الأسئلة المعلم في معرفة المستوى الفعلي لتلاميذه كإحدى أدوات تقييم الأداء.
١٠- استخدام الأنشطة الفعالة
حركة الطلاب داخل الحصة تطرد بواعث النوم والملل وتجلب الحيوية والنشاط وتغير الروتين السائد. مما يمكن للمعلم أن يقوم به في هذا الشأن أن يُشرك الطلاب في درسه بالأنشطة البدنية كعمل مسابقات بين المجموعات.
وكخلاصة لما تقدم ذكره، على المعلم أن يبرع في تقديم درسه و يطور من نفسه بحضور عدد من الدورات التدريبية لتزيد من كفاءته، كما ينبغي عليه الاطلاع على كل ما هو جديد يخص العملية التعليمية والتربوية.
كيف تعد الدروس بشكل يجذب الطلاب ؟
link https://ziid.net/?p=13359