لا تنتظر نهاية الجائحة: ابدأ مع كورونا
من الواضح أن الوباء لن ينحسر بسرعة كما ظننا، ومن الفطنة أن ترتب خطط حياتك على شكلها الجديد، بدلاً من انتظار انتهاء وضع لن ينتهي!
add تابِعني remove_red_eye 170
بدون أن أكون صادمًا، لا بد أن يدرك كل شخص أن وباء عالميًا مثل الكورونا المستجدة سوف يأخذ وقتًا ليس بالقصير حتى يتم ترويضه واكتشاف العلاج الناجع له، ونحن إذا كنا نؤمن أن لكل داء دواء، فنحن نؤمن أيضًا أن التغيير سنة الحياة، وأن دوام الحال من المحال، فليس من المعقول أن نوقف حياتنا ومشاغلنا في انتظار أن ينتهي هذا الوباء، حتى تعود حياتنا إلى ما كانت عليه قبل حدوثه، كما ظن معظم الناس حينما طالبتهم الحكومات في الدول المختلفة بالتزام منازلهم في أول أربعة عشر يومًا من الإعلان عن الجائحة.
بينما الآن، ومع عدد الإصابات الضخم الذي يتم الإعلان عنه يوميًّا، بدأت صيغة التحذير في بعض الدول تتخذ منحنى آخر، وقد لاحظت بعض الشعوب سعي الحكومات إلى تقليل ساعات الحظر رغم هذه الزيادة، وعدم التطبيق الفعلي للغرامات المفروضة لمن يخترقها، وهذا -في رأيي- تطور منطقي للأحداث، فلا يمكن أن تستمر الدولة طويلًا في تحمل الأعباء الاقتصادية الناتجة عن وقف عجلة الإنتاج، لاسيما أنها تتحمل بالفعل تبعات فقدان كثير من الناس مصدر رزقهم بدون ذنب منهم أو منها.
وليس معنى كلامي ترك الحذر أو خرق احتياطات الأمان المفروضة، بل على العكس، لا بد أن تصبح هذه الاحتياطات (أسلوب حياة) حتى بعد انتهاء الجائحة، ولكني أعني أن يكون ذلك بالتوازي مع سَعْينا للتعرف على ملامح العالم الجديد التي بدأت في الظهور كي نستطيع التأقلم معه للوصول إلى وضع مستقر نسبيًّا، تستمر معه عجلة الحياة.
اقرأ أيضًا: كيف تغير العالم في زمن الكورونا؟
أهم ملامح العالم الجديد في ظل الجائحة
1. انتعاش وسائل التواصل الاجتماعي بصورة لم تحدث ربما منذ ثورات الربيع العربي، فلا بد أن يكون هناك اهتمام بمواقع الأخبار الموثوقة محليًّا وعالميًّا، مع تجنب الصفحات المشبوهة والتي تجتهد لبث الذعر واليأس في النفوس.
2. مع تعطل طرق التعليم التقليدية، زاد الطلب على التطبيقات التعليمية، وقد كان ذلك في البداية من باب الحل المؤقت، ولكن الآن، ومع الفترة الزمنية المتوقع أن تطول، ينبغي الإيمان بأن هذا هو الشكل الجديد للتعلم، ولا بد من وضع تصور صحيح لطلب العلم على هذا الأساس.
3. كذلك القطاع الصحي، ولا يخفى على أحد أنه من أكثر القطاعات المتعرضة للضغط الشديد منذ بداية الأزمة، وأن تعلمك بعض مبادئ الإسعافات الأولية المنزلية، أصبح من الأمور التي لا غنى عنها، وليس فقط معرفة إجراءات مكافحة العدوى كما كان في بداية الجائحة. [الكورونا: ما بين نظرية التطهير ورؤية الغضب!]
4. العمل الحر (عن بعد): كثير منا حاول -ولو لمرة واحدة- أن يعمل من خلال الإنترنت، وربما نجح البعض في جني بعض المال من وراء ذلك، ولكن القلة هم من استمروا حتى حققوا أهدافهم.
أما الآن فلا بد من إعادة النظر في هذه النقطة، فمع تأثر الكثير من قطاعات الدولة بالانغلاق العالمي، أصبح العمل عن بعد هو الملاذ الوحيد لاستمرار تدفق الأموال على مستوى الفرد والدولة، وأصبح اهتمامك بالموضوعات التي تتحدث عن (كيفية الربح من الإنترنت) مسألة مصيرية وليست من باب التسلية أو العمل الإضافي كما كانت من قبل.
5. قطاع السياحة: وهو معروف بأنه أكثر القطاعات هشاشة في مواجهة أي أزمة تمر بها الدولة، وبالأخص حينما تكون المشكلة في المخالطة بين الناس، وعلى ذلك، ينبغي للمهتمين بهذا القطاع وضع مفهوم جديد للسياحة يعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي لرؤية المزارات السياحية، لحين انفراج الأزمة أو الوصول إلى ضوابط صارمة تمنع انتشارها.
6. تربية الأطفال: ربما يكون هناك جزءٌ إيجابي فيما حدث، وهو تقليص فرصة احتكاك الأطفال بالشارع وما فيه من سلبيات، كما أن الحظر أجبر الكثير من أولياء الأمور على المكوث في المنزل فترات أطول مع أبنائهم، لكن ينبغي التنبه جيدًا لاستغلال ذلك بالشكل الصحيح، وعدم ترك الطفل أمام ألعاب الكمبيوتر أو التابلت لفترات طويلة، خاصة أن الدور التعليمي داخل المنزل أصبح أكبر بكثير من مجرد الإشراف على حل الواجبات ومتابعة ميعاد وصول الباص المدرسي.
هذه بعض النقاط الأساسية التي يجب التفكير فيها بتأَنٍّ في الفترة القادمة، بدلًا من تضييع الكثير من الوقت في انتظار انتهاء الأزمة لعودة الحياة إلى طبيعتها، أو التوتر الزائد والقلق المبالغ فيه خشية الإصابة بالمرض.
add تابِعني remove_red_eye 170
مقال هام يدفعك لاستغلال جائحة الكورونا بدلًا من انتظارها لتنتهي
link https://ziid.net/?p=54732