ترقيت لمنصب قيادي؟ ما المهارات الأساسية التي تحتاجها للنجاح؟

الترقي لمنصب قيادي يجعل مسئوليتك مضاعفة، الآن أنت لست مسئولًا عن عملك فقط، ولكنك مسئول عن أعمال الآخرين كذلك ممن يقع تحت نطاق قيادتك، ولكي تنجح كقائد جديد يجب أن تمتلك عدة مهارات تساعدك على هذا، لأنك ستحتاج لإدارة وتوجيه أشخاص مختلفين في الطباع والشخصية، وكلّ منهم يقوم بوظيفة ومسئولية مختلفة، وكلما استطعت إدارة كل هؤلاء بنجاح، فإنك ستحقق ما تطمح إليه في العمل كقائد.

أهم مهارات يحتاجها القائد للنجاح

القيادة لا تعني أن تفرض على الآخرين آراءك، وإنما تعني دفع الآخرين إلى الإيمان بآرائك، وبذل أقصى جهد ممكن من قبلهم لتحقيق أفضل عمل ممكن، وهذا لن يتم إلا بعد أن تتحلى بهذه المهارات:

1- كل شخص في الفريق مهم

يجب أن تتحلى بمهارة إقناع كل شخص في الفريق الخاص بك أنه مهم، فأنت كقائد تحتاج أن تحفز موظفيك لكي يقوموا بإنجاز العمل بأفضل شكل ممكن، وهذا لن يتم إلا من خلال تعريف كل واحد فيهم بأهمية الوظيفة التي يقوم بها، وما الأهداف التي ستحققها الشركة عندما ينجز كل شخص منهم وظيفته على الوجه الأكمل، هذا سينمي لديهم حس المسئولية من جانب، وسوف يساعدهم على تعزيز الثقة بأنفسهم لأن كل واحد فيهم سيشعر بأهميته في المشروع وأن العمل بدونه لن يكون بالجودة المطلوبة.

2- التواصل الفعال أمر لا بد منه

لن تكون قائدًا ناجحًا وأنت معزول عن موظفيك، لابد لك من أن تتمتع بمهارة التواصل الفعال معهم، لكي تستطيع شرح أفكارك لهم بصورة مباشرة، ولكي تستمع إلى أفكارهم ورؤياهم باستمرار، هذا سيسهل العمل عليكم وسيخفض احتمالية وجود نتيجة غير مناسبة في العمل تحتاج للتعديل أو للإعادة من جديد، كما أن هذا التواصل سيجعلك على اطلاع دائم بوقت سير العمل وما تم إنجازه حتى الآن، وبالتالي لن يكون هناك مجال للتأخير.

3- معرفة احتياجات الفريق وسد النقص

يجب على كل قائد أن يتمتع بمهارة الإدراك، بمعنى أن يدرك نقاط القوة والضعف لدى فريق العمل الخاص به، وما الذي يحتاجه الفريق من مهارات لكي يكون العمل على أكمل وجه، وبالتالي يختار موظف جديد لديه المهارات التي يحتاجها الفريق ليكون أكمل وأفضل، أو يمكن للقائد الجيد أيضًا أن يقوم بتأهيل فريقه نفسه من خلال تدريبه ومنحه المعلومات التي يجهلها أو التي تكون ناقصة لديه، هذا سيجعل فريق العمل يشعر أن القائد يستثمر فيه، وبالتالي سيشعر بمزيد من الارتباط نحو الشركة.

4- كسب ثقة الموظفين

لكي تكون قائدًا ناجحًا يجب أن تتمتع بمهارة كسب ثقة موظفيك، فحينما يثق فيك الموظفون ويرون منك الصدق والأمانة سينظرون لك على أنك جدير بالثقة، وهذا سيساعد في التزامهم أيضًا بالصدق والأمانة والنزاهة، لأنك ستكون قدوة لهم، وكل هذا من شأنه أن يؤثر إيجابيًّا على نجاح الشركة، من جانب آخر فإن الثقة المتبادلة بينك وبين موظفيك ستساعد في تعزيز وتقوية مهارة التواصل الفعال بينكم، وسيعبر كلّ منهم عن أفكاره براحة، مما سيجعلك تتلقى أفضل الأفكار الممكنة خلال الاجتماعات.

5- تنظيم وإدارة الوقت بنجاح

يمكن أن تكون عبقريًّا في مجالك، لكنك لن تكون قائدًا ناجحًا مع العبقرية فقط، بل يجب أن تلتزم بالعديد من الأشياء الأخرى أهمها قدرتك على تنظيم وإدارة الوقت بنجاح، فالالتزام بالوقت وإدارته غير مهمة للموظفين فقط، بل إنها أكثر أهمية للقادة أيضًا، لذا يجب عليك أن تضع الجدول الزمني المناسب لكل مشروع لكي تحقق الأهداف المرجوة في الوقت المناسب، ويجب عليك ألا تدير وقتك فقط، بل تدير وقت الموظفين أيضًا، من خلال متابعة سير كل واحد فيهم على جدوله الزمني الذي وضعتموه معًا، بحيث يكون هذا الجدول غير ظالم لك ولهم.

6- الالتزام تجاه العملاء

لكي تحقق النجاح كقائد ينبغي أن تحسن التعامل مع العملاء أيضًا، فالعميل يهمه جدًا أن تكون الشركة ملتزمة معه دائمًا، فما يجعل منتج أو خدمة ما رائعة هو مدى الالتزام بتقديمها بنفس الكفاءة وأفضل في كل مرة، هذا ما يميز شركة عن الأخرى، وما يميز قائدًا عن الآخر، أيضًا يجب أن تقوم كقائد بتخصيص جزء من وقتك للاطلاع بنفسك على اقتراحات وشكاوى العملاء، لأن هذا سيلهمك بما يحتاج إلى التحسين فيما تقدمه من خدمات ومنتجات، وما المشاكل التي تحتاج للحل الفوري بما يرضي العميل كي لا تخسره أبدًا، فكم من الشركات التي فقدت مصداقيتها رغم شهرتها وجودة ما تقدمه بسبب عدم التزامها بالاستماع إلى عملائها وحل مشكلاتهم.

7- القدرة على حل أي نوع من المشاكل

كقائد ستواجهك الكثير من المشاكل أثناء العمل، ودورك حينها سيكون في مهارتك في البحث عن أفضل الحلول الممكنة لحل هذه المشكلة، واختيار أفضل حل منهم يكون له أقل الخسائر والأضرار، يجب أيضًا أن تتمتع بمهارة حل المشكلات التي تظهر بين أعضاء الفريق، فستجد الكثير من الموظفين الذي يأتون لك بأنواع مختلفة من المشاكل سواء في العمل أو على الجانب الشخصي، ودورك أن تحسن حل هذه المشكلة بما يتناسب مع الموظف ومعك، بحيث لا تضغط على الموظف وفي نفس الوقت لا تؤثر سلبًا على العمل.

8- تقدير الموظفين والثناء على جهودهم

لا يحب الموظف أن يتم اعتبار مجهوداته أمرًا مسلمًا به في العمل لأنه يأخذ راتبًا شهريًّا، فالمال ليس كل شيء في العمل، يجب على القائد الناجح أن يقدر جهود موظفيه ويثني عليها ويشكرهم على ما قاموا به، لأن هذا من شأنه أن يجعل الموظف أكثر حماسًا على فعل المزيد من الجهد لكي يحصل على المزيد من الشكر والثناء، لا سيما إذا تم مَدْحه والثناء عليه أمام زملائه، أو تم كتابة ملاحظة كبيرة على مكتبه فيها كلمة شكر على نجاحه وجهده في مهمة ما في العمل.

9- التمتع بالمرونة

لكي تكون قائدًا ناجحًا يجب أن تكون مرنًا في التعامل مع الموظفين، لا يجب أن تكون جافًا وصلبًا في التعامل، فالموظف حينما يعرض فكرة أو يقول رأيًا لا ينتظر منك أن تصده، بل ينتظر أن تكون مرنًا في الاستماع إليه ومناقشته والوصول للأفضل، ومن جانب آخر يجب أن تكون لديك المرونة الكافية لتقبل المتغيرات التي تحدث والتعامل معها، فوارد جدًّا أن يعاني الموظف من ظرف طارئ يعيقه عن أداء مهمة معينة في الوقت المطلوب، حينها يجب أن تكون مرنًا في تقبل التغيير، وتكون جاهزًا للبدائل، وتستطيع التفريق بين ما إذا كان الظرف قهريًّا بالفعل أو لا، لذا ضع نفسك دائمًا مكان الموظف قبل الحكم عليه.

10- الاهتمام بالآخرين

يجب أن تهتم بالآخرين اهتمامًا حقيقيًّا لكي تكون قائدًا ناجحًا، لا يجب أن يشعر الموظف أن كل ما يهمك هو نجاح العمل فقط حتى لو كان هذا على حسابه وحساب راحته وحياته، بل يجب أن يشعر بالأولوية، أنك توليه الاهتمام أولًا ثم العمل، هكذا سيضع هو العمل أولى أولياته.

إليك أيضًا:

• كيف يأخذك القائد الخفي  نحو تحقيق حلمك؟
• ما هي القيادة؟ وما السمات اللازمة لتصبح قائدًا فعَّالًا؟
• مهارات في الإدارة يجب على أيّ قائد قوي إتقانها