طرائق مميزة لتحديد أهدافنا للحياة وإضافة معنى لها
يواجه الكثير منا صعوبة بالغة في تحديد أهدافه في الحياة، قد يكون السبب أننا لا نعرف ما نريد حقًّا ولا نعرف أنفسنا وقدراتنا الحقيقية
add تابِعني remove_red_eye 13,690
تساءل الكاتب الفرنسي المرموق صاحب رواية الطاعون العالمية “ألبير كامو”، وكان سؤاله هو “هل هناك معنى للحياة؟” أو بعبارة أخرى، هل تستحق هذه الحياة أن نعيشها؟ يبدو هذا السؤال سهلًا لفظيًّا، لكن عندما نتعمق في مغزاه، ندرك كمّ التعقيد الذي يحمله في طياته الخفية.
لقد اختلفت وجهات النظر في إيجاد إجابة مقنعة لهذا السؤال في الوسط الفلسفي. وفي هذا الصدد يقترح بعض الفلاسفة أنّه ليس للحياة معنى متأصل، ولكن لدينا نحن البشر حرية الاختيار، وبالتالي نستطيع اختيار قيمنا وأهدافنا وهذا ما يجعل للحياة معنى، فالحياة دون هدف، حتى وإن كان صغيرًا، ليس لها معنى، لكن في البداية ولكي يتحفز المرء على تحديد أهدافه، يجب عليه أن يشعر بالوجودية، فهي تساعده على التحرر من القيود التي تُعيق تقدمه، وتحديد أهدافه في الحياة.
بعض الطرق لتحديد الأهداف في الحياة
1- تقييم الاهتمامات
- احرص على التدوين: تعد الكتابة أداة فعالة تساعد المرء على إجراء أي تغيير في الحياة، فهي تساعد الإنسان على استكشاف أفكاره جيدًا، وهذا بدوره يدعمه في تحديد أهدافه في الحياة وشَغفه الحقيقي. لن يقرأ أحد هذه التدوينات غيرك أنت، وهذا سيزيد من مصداقيتك مع نفسك.
- اسأل نفسك باستمرار: يجب على المرء أن يتساءل باستمرار ويُقيّم ما يحب وما لا يحب، وتحديد ما الذي يجب تغييره حتى يحيا حياة هادفة. من هذه الأسئلة: متى كنت سعيدًا؟ وما الأشياء التي تجعلك فخورًا بنفسك؟ ما أكثر الصفات التي تعجبك في الآخرين؟ ما الذي يجعلك تشعر بالحيوية والنشاط؟ إذا كان لديك أسبوع واحد فقط للعيش، ماذا ستفعل خلاله؟ إذا كان بإمكانك تغيير شيء في العالم، ما هو؟
- ضع قائمة تضم اهتماماتك وشغفك: قُم بإعداد قائمة واكتب فيها الأشياء التي تستمتع بفعلها، مهما كانت هذه الأشياء، فقد تكون مرتبطة بالعمل أو المنزل أو الحياة الشخصية، في النهاية إنها تجعلك سعيدًا. بالمناسبة هذه الأشياء هي التي تقوم بها دون مقابل مادي، لذلك تجد نفسك تستمتع بها.
- اكتب ما تحب: تساعدك الكتابة على الاعتراف بالأشياء أو الأشخاص الذين تحبهم، وهذا يدعم التركيز على الهدف، حيث إنّ التركيز على الأشياء التي يحبها المرء بقلبه، تساعده على الاقتراب أكثر من شغفه الحقيقي، وبالتالي الهدف، فمثلًا، إذا كان حب العائلة كبيرًا لدى شخص ما، فلن يشعر بالرضا عندما ينشغل في العمل لوقتٍ كبير مما يؤثر بشكلٍ سلبي على العائلة.
- ابحث عن طريق سعادتك: وهذا يشبه إلى حدٍ كبيرٍ الاهتمام بالشغف، لكن العثور على السعادة يتطلب تركيزًا أكثر، ومن أجل هذا، ينبغي عليك البحث عن آخر مرة ضحكت فيها بقوة، أو ابتسمت كثيرًا بشكلٍ ملفتٍ.
- التخطيط العكسي مفيد: تخيل أنك تبلغ من العام (80) عامًا، ثم انظر إلى الحياة وقيّم ما هي الأشياء التي تجعلك راضيًا عن نفسك في هذا العمر، ثم ابدأ في العمل عليها فورًا.
- لا تستمع إلى الآخرين: اجعل هدفك ينبع من داخلك، إذا تركت الآخرين يحددون لك أهدافك ستندم كثيرًا، فهم لا يعرفون ما يناسبك، ولا يعرف أحد هذا سواك أنت.
2- التحرر من قيود الذات
- تحديد الغرض من البشرية: قد يستغرق الأمر بعض الوقت والتفكير حتى تحدد الغرض من البشرية، فمثلًا، إذا أيقنت أنّ الغرض من البشرية هو مساعدة بعضهم بعضًا على الازدهار في العالم، وهذا قد يساعدك على اكتشاف هدفك في الحياة، فيمكن أنّ يكون هذا الهدف هو مساعدة الآخرين في المجتمع على الازدهار.
- ابحث عن الأشخاص الملهمين: فكر في الأشخاص المُلهمين بالنسبة لك، قد يكونوا قادة أو شخصيات تاريخية أو علماء..إلخ، وحدد صفات معينة لديهم ترغب في محاكاتها. ليس من المهم محاكاة جميع الصفات، لكن يمكنك استهداف صفات محددة والعمل على تطويرها لديك، فهذا سيساعدك كثيرًا على اكتساب الحكمة. وبالتالي تحديد أهدافك.
- اخرج من فقاعتك: ترك الفقاعة أو منطقة الراحة يساعد المرء على امتلاك رؤية واسعة للعالم والأشخاص الموجودين فيه، فنحن نميل إلى منطقة الراحة، وهذا أمر طبيعي. لكن ترك الفقاعة وإدراك العالم جيدًا يساعد المرء على تقييم شغفه. لذا، عليك تحديد كيف تريد أن تكون نظرة الناس لك، ثم اعمل على تطوير ذاتك حتى وإن كلفك ذلك الخروج من منطقة راحتك.
- اسأل أصدقاءك عن نقاط قوتك: في كثير من الأحيان، يَصعُب على المرء تحديد نقاط قوته وضعفه، وبالتالي ينسى مميزاته، كما يواجه صعوبة بالغة في تقييم ذاته، لذا يُفضل سؤال الأصدقاء المقربين عن وجهات نظرهم في نقاط قوتك.
- توقف عن التفكير المُطلق: يعتقد الكثير من الناس أنّه يجب أن يتمحور هدفهم في الحياة حول شيء واحد، لكن هذا ليس صحيحًا في بعض الأحيان، فقد يقتضي الشغف موازنة عدة أمور مع بعضها لتلبية جوانب مختلفة من الاحتياجات وهذا يصبح هدفًا أيضًا. وتتميز هذه الفكرة بالمرونة، ففي احتمال انحراف أحد الأهداف عن مساره، يكون هناك أهداف أخرى، تُحافظ على التوازن.
- حدد هدفك: بعد تقييم نفسك جيدًا، وتوسيع نطاق رؤيتك للعالم، والخروج من فقاعتك، تستطيع تحديد هدفك، وبمجرد ما تقرر هدفك، ضعه في مكانٍ ما، تستطيع رؤيته كل يوم، وذكر نفسك بما تريد.
3- العمل على تحقيق الهدف
- استخدم التأمل لتحديد النوايا: يساعد التأمل أو اليوجا في تحديد النوايا لليومِ أو الأسبوع. إنّ تصفية ذهنك وتصور حياتك بالطريقة التي تريدها يساعد على اتخاذ خطوات فعلية نحو تلك الحياة المأمولة.
- توقف عن إرضاء الآخرين: هناك مثل يقول “إرضاء الناس غاية لا تُدرك”، وهذا صحيح. فحتى إذا تضمن الهدف عنصرًا اجتماعيًّا، فإنّ محاولة إرضاء الجميع تمثل إعاقة للهدف العام.
- ضع قائمة بالأشياء التي تؤدي إلى هدفك: تساعد هذه القائمة في الانقياد نحو الأهداف، وقد لا تكون قادرًا على أداء كل الأعمال بسرعة، لكن يكفي القيام بها ووضعها أمام العين دائمًا.
- انظر في دفتر يومياتك باستمرار: تأكد من العودة وقراءة الدفتر باستمرار، لإجراء التعديلات أو الإضافات أو تذكير نفسك بهدف ما، وبعد مرور بعض الوقت، ستجد نفسك قد عدلّت خطتك بشكلٍ أفضل.
- تجنب الأشياء التي تشتت انتباهك عن هدفك: فمثلًا، إذا كان هدفك هو إسعاد الآخرين، تجنب قول الأشياء المؤذية لهم.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 13,690
يواجه الكثير منا صعوبة بالغة في تحديد أهدافه في الحياة، كيف يمكننا فعل ذلك؟
link https://ziid.net/?p=76274