هكذا صارت الكتب جزءًا من حياتي
تخلق لك القراءة وقتًا ممتعًا، تستأنس فيه رفقة نفسكَ، مكتفيا بها، بعيدا عن ضوضاء العالم الخارجي، كما تمنحك طريقا للمعرفةِ والاكتشاف
add تابِعني remove_red_eye 21,476
لم يكن دخولي لعالم الكتبِ منذ الصغر، على عكسِ الكثير من القراء المولعين بالكتب، لم تتعدَ علاقتي بالقراءة إلا القصص في الطفولة، مع الجرائد والمجلات التثقيفية العامة. أو بعضَ الكتب الموجودة في مكتبةِ والدي وعادةً لم تكن مناسبة لوعيي، فأتوقف عن قراءتها بعد عدةِ صفحات. دخولي لعالمِ التدوين والكتابة على منصة فيس بوك فتحَ لي البابَ لدخولِ القراءة من أوسع أبوابها. يتطلبُ التدوين والكتابة في العموم أفكارًا وصقلا للغة ومن هنا جاءت القراءة، فدخلتُ عالمًا لا ينضب من الحكايات والأفكار والتحليل أيضا.
إذا كنتَ تريدُ جعل القراءة عادةً حياتية، فهذا المقال موجهٌ لك.
1. لماذا أقرأ؟
عادةً ما يعتقد الآخرون أن القراءة هي سبيل للثقافة، هي ليست عكس ذلك ولكنها ليست السبيل الوحيد لذلك. مشاهدة الوثائقيات، الاستماع للمواد التعليمية مثلًا أحد السبل الكثيرة للتثقف. عادةً ما يستمتع القراءة بفعلِ القراءة نفسه، حملِ كتابٍ مهما كان نوعه أو مجاله والغوص فيه، عالما منفصلًا عن العالم الخارجي. لا أحد ينكر أهمية الكتب التي تناقلت من عصرٍ لآخر ومن جيل لآخر. لذلك لا تسأل نفسك: لماذا أقرأ؟ لأنه بالتأكيد فعلٌ حضاري، إذا لم يمنحك معلومة واضحة، فهو وقتٌ ممتع بالتأكيد.
2. ماذا أقرأ؟
ربما هذا هو السؤال الأصعب لمبتدئ في القراءة: ماذا علي أن أقرأ؟ إذا كنت مبتدئًا ولا تملك بعد أي ميولٍ معينة لمجال محددٍ: الأدب، الفكر، التاريخ، السياسة، الأديان أو الفلسفة. فما عليك سوى التجربة. جرب أن تقرأ كتبًا قصيرة، لا تشعر معها بالضجر، أو اختر فصلًا من كتابٍ واقرأه. مع الوقت، تعدد المواضيع التي قرأت، ستجد نفسك تبحث في مجالٍ ما أكثر من غيره، ربما بحثًا عن سؤالٍ يشغلك أو اتباعًا لمتعة العالم الذي خلقه لك.
3. اقرأ 30 دقيقة يوميًّا
في بداية مشواركَ مع القراءة، تحتاج إلى تثبيت وقتٍ معين للقيام بهذا الفعل. يمكنك القيام بذلك في المواصلات، فترة راحتك في الدراسة أو العمل، قبل النوم أو في الصباح قبل التوجه لمشاغلك. بعدَ وقت ستتعود على ذلك وتمنحك القراءة شغفًا للمواصلةَ. لذا شخصيًّا أنصح ببداية قراءة القصص والروايات، خاصة المشوقة منها التي تجعلك المواصلة دون توقف، وتسهل التعود على القراءة أكثر فأكثر.
4. سجل على موقع goodreads
يعد موقع goodreads أكبر تجمع للقراء في العالم، حيث يمكنك إيجاد عناوين مختلفة للكتب، مع تقييمها من طرفِ القراء، أيضًا كتابة مراجعاتٍ عنها. مما يمنحكَ نظرةً عن أي كتابٍ تفكر في قراءته، كما يرشح لك الكتب حسب الصنف والمجال الذي تحبه. من خاصيات الموقع أيضًا: تحدي كتبٍ خلال بداية السنة، تحدد فيها عدد الكتب التي تريد قراءتها، وتتابع تقدمك في ذلك، كما تسجل عليهِ كلِ كتابٍ قمت بقراءته.
5. انضم لمكتبة أو نادي كتابٍ
إذا كان هناك مكتبة عامة في مدينتك، فسجل فيها على الفور واستفد من نظام الاستعارة الذي يمكنك القراءة بشكل مستمر. نوادي القراءة مساعدة جداً لتدفعك لقراءة كتبٍ ومناقشتها مع آخرين مهتمين، وطرح أفكار عديدة حول الكتب، وهذا فعلٌ محبب ومساعد للتعود على القراءة والمناقشة، وكذا للبحث في عالم الأفكار والمواضيع الجديدة. لا تقلق إذا لم تتمكن من كل هذا. إن عالم الإنترنت اليوم يتيح لك فرصًا عديدة لتكوين صداقات مع هواة الكتب. من خلال المجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي. كما تتيح بعضَ المؤسساتِ كتبها مجانًا بشكلٍ إلكتروني وقانوني، كمؤسسة هنداوي للكتب مثلًا.
6. لا تقارن حجم قراءاتك بالآخرين
في بداية رحلتك مع الكتب، ستتعرف على الكثير من مدمني الكتب، يقرأون عددًا هائلا من الكتبِ في وقتٍ وجيز. ليس هدفك الآن هو العدد ولا رصّ الكتب. الخطوة الأولى أن تثبت على عادة القراءة، وتعرف أكثر مجالٍ تميل إليه، مع الوقتِ ستتمكن من زيادة وتيرة قراءتك، وأيضًا تحقيق تحدي كبير.
7. استمر و غير الكتاب
لا يهم إن توقفت لوقتٍ عن القراءة فحتى مدمني الكتب يتعرضون لقفلة القراءة، ويظلون لأيام وأسابيع دون القدرة على القراءة فاقدين حماستهم لذلك. توقف ثم عد لا مشكلة. وإذا شعرت أن الكتاب غير مناسب بموضوعه أو توقيت قراءته، غيره دون تضييع الوقت والحماسة للقراءة على ما ترفضه.
تخلق لك القراءة وقتًا ممتعًا، تستأنس فيه رفقة نفسكَ، مكتفيًا بها، بعيدًا عن ضوضاء العالم الخارجي، كما تمنحك طريقا للمعرفةِ والاكتشاف والفهم ورفعِ الوعي، وفرصةً لاكتشافِ نفسك معها، هذه نصائح ميسرة للبدء في مشوارك مع الكتب الذي ودون شك سيكون مليئًا بالمغامرة والتشويق.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 21,476
هل تحب الكتب، تريد أن تصبح قارئًا دائمًا ورفيقًا للكتب، هذه تجربتي ونصائحي لك.
link https://ziid.net/?p=84971