مهن غريبة بمصر لم تسمع عنها من قبل تعرف عليها

اهتم الإنسان منذ القدم بتربية وترويض الحيوانات، حتى صارت مهنة للبعض، فالكثير يربون الطيور، وذلك للاستفادة من لحومها ومن البيض، ويربي الناس الماشية سواء الأبقار أو الجاموس أو حتى الماعز والخراف والجمال للاستفادة من لحومها وألبانها وجلودها؛ فتربية مثل هذه الحيوانات أمر مفهوم ومقبول، لكن هناك فئات من الناس يربون حيوانات أخرى منها الخطيرة، ومن الحيوانات التي قد نتعجب جدًّا من مجرد اقتنائها، وبهذا المقال أستعرض بعض تلك الفئات، ولماذا يربون بعض الحيوانات والحشرات التي نراها من الغرائب.

 تربية الثعابين

اشتهر عدد من المصريين بتربية الثعابين، وقد يظن البعض أن تعب هذه المهنة يتمثل فقط في خطورة التعامل مع هذه الكائنات السامة، ولكن أيضًا تلك المهنة أراها مرهقة جدًّا من جانب آخر، فتحتاج تلك الثعابين للاعتناء والتغذية المستمرة بشكل مرهق إضافة لخطورة التعامل أيضًا معها.

ويربي هؤلاء الأشخاص الثعابين، ليحصلوا على السم لبيعه للمراكز الكيميائية، ومعامل تصنيع الترياق والأدوية، إضافة للاستفادة من جلودها… ويخصص المربي أماكن لتربية تلك الثعابين حسب أحجامها، ولكل حجم أنواع من الحيوانات التي يأكلها، وتلك المهمة صعبة على المربي… فمن خلال متابعتي لقنوات اليوتيوب لعدد من مربي الثعابين يجلبون أحجامًا مختلفة من الفئران كغذاء للثعابين بأحجامها المختلفة.

تحديات تربية الثعابين

ومن التحديات الأخرى حول تربية الثعابين، هو فترة البيات الشتوي، فبعد انتهاء البيات الشتوي يجب على مربي الثعابين تنبيهها مجددًا، وهذه تعتبر عملية خطيرة ومتكررة حيث يتعامل الثعبان مع المربي بكل شراسة ويهاجمه وكأنه تم اصطياده للتو، كما أن عملية حلب السم خطيرة وتحتاج لمهارة كبيرة.

تربية العقارب

من أغرب المهن التي قد تبتسم لو سمعت عنها، مهنة تربية العقارب (أتظنني أمزح؟) هذا ليس مزاحًا، بل حقيقة فيربي عدد لا يكاد يعد على أصابع اليد الواحدة تلك العقارب، حيث يجهزون أواني بلاستيكية لتربية العقارب، وذلك لسهولة التعامل مع الكميات الكبيرة التي يربونها، فتبلغ عدد عقاربهم حوالي ٦٠٠ عقرب حتى يستطيعون إنتاج كمية مناسبة من السم…. فكل ١٥٠ عقرب ينتجون جرامًا واحدًا من السم، وهذا الأمر مربح جدًّا فيبلغ سعر الجرام الواحد ١٢ ألف جنيه مصري.

 متاعب تربية العقارب

يواجه مربي العقارب عدة متاعب حيث البحث الدائم عن العقارب الجديدة لشرائها، فلا يمكنه الاكتفاء بالبحث فقط عن العقارب بنفسه وصيدها، بل يرصد أسعار لشراء تلك العقارب ممن يصادف العقارب ولو من محافظات بعيدة. كما أن مربي العقارب في حاجة مستمرة لشراء الأطعمة المناسبة لهذه الحشرات، مثل الميل وورم، وبعض النباتات لتغذية هذه الحشرات.  وعلى مربي الحشرات التعامل بحذر مع الحشرات أثناء حلب السم، كما أنهم يقومون بإعداد تلك العقارب بعد مرور ستة أشهر من استخدامها ويتم سحق جسم هذه العقارب لتوريدها لمصانع مستحضرات التجميل والأدوية.

تربية الضفادع

يربي عدد قليل الضفادع لغرض تصديرها لمطاعم إيطاليا وفرنسا، فتتميز مصر بنوعين من الضفادع؛ ضفادع الرانا وهي تنتشر بالوجه القبلي وتؤكل أرجلها فقط، أما ضفادع اليوفا فلا تؤكل وهي تنتشر بالوجه البحري، لذلك فيقوم مربو الضفادع بتهيئة الجو المناسب …. فيتم تجهيز غرفة بدرجة حرارة مرتفعة قليلًا، وتقسيمها إلى ممرات مائية متوازية مع ممرات يابسة عرض كل ممر ٥ سنتميرات، وتتم تربية تلك الضفادع من نوع الرانا، وتباع هذه الحشرات حية عبر تعبئتها بأجولة  ويتم شحنها لأكبر المطاعم الأوروبية. وتشتهر دول أخرى بإنتاج ضفادع الرانا الصالحة للأكل مثل تركيا وجنوب أفريقيا إضافة إلى مصر وخصوصًا محافظتي الفيوم والمنوفية.

تربية الميل وورم

من الحشرات المهمة الجانب الاقتصادي هي (الخنافس) نعم الخنافس، ففي أطوار حياتها الأولى تكون دودة وهي ما يسمونها الميل وورم، وتستخدم في عدة أغراض، فمربو الأسماك يلجؤون إلى ديدان الميل وورم لتربية الأسماك، بل وتسمينها، فالطعام المفضل للأسماك هو الميل وورم بالدرجة الأولى، كما أن مربو العقارب والضفادع يحتاجون للميل وورم أيضًا لتغذيتهما… كما أن أسعار الميل وورم مرتفعة مقارنة بتكلفة إنتاجها.

ويحتاج الميل وورم فقط للفول السوداني وللشوفان، كطعام، ويجب الانتباه خلال التربية، حتى يتم فصل الدود الصغير من الخنافس التي تكبر، ولا تحتاج للتربية سوى أواني بلاستيكية، فقط للاهتمام بها.

تتعد المهن وتختلف، فالمهم أن تكون ناجحًا بعملك، مهما كان العمل غريبًا، فالمهم الاستمرار بالعمل وحب العمل، ومداومة التعلم لإتقان هذا العمل.

إليك أيضًا

• تقاليد وعادات تجعل مصر وجهتك الأفضل للسياحة في رمضان
• مراسم الزواج في مصر: سياحة من نوع مختلف!
• صنايعية مصر: مشاهد من حياة بعض بُناة مصر في العصر الحديث