مراجعة كتاب 27 خرافة شعبية عن القراءة

عد الكاتب سبعة وعشرين خرافة ارتبطت وانتشرت بين الناس تتعلق بالقراءة، وقد بدأ بالخرافة التي تَعُدّ قراءة الروايات أمرًا غير مفيدٍ للعقل وأنها مضيعة للوقت، حتى أن الكاتب يعترف بأن هذه الخرافة قد أصابته لفترة من الزمن، حيث كان يشعر بالفوقية أمام من يقرأ الرواية وأن القارئ الحقيقي هو من يقرأ في الكتب الفكرية، إلا أنه تراجع عن هذه الفكرة حينما تأمل حقيقة الأمر بأن الرواية هي أفضل وسيلة لتوصيل المعلومة لأي إنسان، وأن الله -عز وجل- يخبر البشر بأنه أعظم من يقص القصص، حيث إن القرآن يحوي في طياته (20) بالمائة من الأسلوب القصصي.

“هل يجب عليّ قراءة كل كلمة حتى أستفيد؟”

من الخرافات الأخرى إلزام الإنسان نفسه بقراءة كل كلمة في الكتاب، وهنا يرى الكاتب أن على الإنسان فعلًا الصبر على القراءة لتجاوز الكسل القرائي لكن بالمقابل فالحياة قصيرة وأثمن من أن تقضيها في مطالعة كتاب سيء كما تقول الكاتبة “جوي”، ثم يذكر الكاتب بعض الخطوات البسيطة للتغلب على حالة الملل أثناء القراءة منها قراءة ملخص للكتاب قبل البدء به، القراءة في عدة كتب في الوقت ذاته، أيضا سؤال الناس عن محتوى الكتاب المختار، تقسيم القراءة على دفعات وأخيرًا استخدام القلم لتدوين ما تم فهمه من المادة المقروءة.

ثم يبين الكاتب خرافة أخرى وهي ارتباط القراءة بالبطالة ويوضح خطأ هذا التصور، بما ذكره توماس كورلي مؤلف كتاب “العادات الغنية” الذي أجرى دراسة عامة ليتبين عادات الأغنياء، كان من ضمنها سؤال: هل تحب القراءة؟ فكانت نسبة إجابة الأغنياء بالموافقة ثلاثة أضعاف نسبة الفقراء، وهذا ما يؤكد أن الأغنياء يحبون المعرفة والاطلاع لتطوير ذواتهم وزيادة ثرواتهم.

اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ

وهنا يتساءل المؤلف “ساجد العبدلي”: لماذا اقترن لفظ اقرأ بلفظة الأكرم؟  في قول الباري سبحانه (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) ويجيب:

إن في اقترانهما دلالة على التلازم أيْ: إن البشر الذين سينالون كرم الله وغناه هم أكثر الناس قراءة وطلبًا للعلم.

وهنا أحب أن أذكر التفاتة جميلة يعبر فيها عن رأيه لخرافة أن القراءة تغني عن الأفلام يوجز ذلك بمقولة لـ “ستيفن كينج” يلخص فيها الجدل الواقع بين الكتب والأفلام أيها أفضل ؟ فيقول؛ الكتب والأفلام مثل التفاح والبرتقال، الاثنان فاكهة ولكن لكل منهما مذاق مختلف.

مدرسة الحياة؟!

خرافة أخرى وهي أن التجربة والممارسة العملية أهم من القراءة، وهنا يوضح المؤلف خطأ هذه المقولة من عدة أوجه، أحدها: أن الشخص عندما يتقدم لوظيفة ما يطلب منه شهاداته العلمية التي أمضاها طيلة سنوات حياته من المدرسة وحتى الجامعة والتي لم تكن إلا عن طريق مطالعة الكتب والمناهج، صحيح أنهم يضيفون على ذلك الخبرة العملية لكن القراءة لا تقل أهمية عنها -كما أسلف المؤلف ووضح- فالاثنان بنفس الأهمية.

هل سيقضي الكتاب الإلكتروني على الكتاب الورقي؟

من الخرافات -أيضًا- أن التكنولوجيا ستقضي على الكتاب الورقي، وأنه مهدد بالانقراض وهذا ما لم يحدث مطلقا على حد تعبير المؤلف إذ إن العديد من الناس يفضلون الأوراق على الكتب الإلكترونية، وليس ببعيد “بيل جيتس” الذي ذكر في لقاء معه أن المقالة التي تتجاوز الخمس صفحات يفضل أن يقرأها مطبوعة على أن يقرأها من جهاز الحاسوب .

من الخرافات -أيضًا- أن حب القراءة ينشئ منذ الصغر فقط، وهنا يوضح الكاتب أن عادة القراءة يمكن تكوينها في أيّ وقت وليس شرطًا من الصغر، حيث أن تكوين أيّ عادة جيدة عادة لا يحتاج أكثر من واحد وعشرين يوما، كما يقرر ذلك علماء النفس.

وهنا نوه الكاتب في عجالة عن وجهة نظر الدكتور “طارق سويدان” في توزيع المحتوى المقروء، حيث يجعل الشخص نصف قراءته في التخصص الدراسي والنصف الآخر في باقي العلوم والمعارف. كما يبين المؤلف في كتابه “خرافة أفضلية الكتب الأكثر مبيعًا” فيقول: إن الكتب الأكثر مبيعا ليست بالضرورة أن تكون كتبا جيدة؛ لأن تصنيفها كذلك يكون بناء على الربح المادي والعامل الكمّي فقط، وليس على المحتوى أو القيمة المعرفية المضافة؛ لذا ينصح المؤلف القراء بالبحث عن الكتاب الجيد من خلال سؤال المثقفين ورؤية وجهات نظر النقاد الصادقين لذلك الكتاب.

ختامًا،

(إن أول وجود هو القلم، وأول آية هي اقرأ، وأول مهمة هي الأسماء) عبارة جميلة تدل على أهمية القراءة وطلب العلم أتمنى لكم رحلة ماتعة في بطون الكتب ولا تكفوا عن القراءة بسبب هذه الخرافات، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

📗 اضغط هنا لتحميل الكتاب 📗

إليك أيضًا

• 15 طريقة لقراءة المزيد من الكتب (تجربتي الشخصية)
• 6 نصائح من الخبراء لقراءة المزيد من الكتب هذا العام
• تعرّف على أفضل وأهم الكتب حول قراءة الكتب