تجربتي مع مؤلفات الروائية العربية خولة حمدي
كم من الروايات التي قرأتها وتُهت بين أحداثها لتجد نفسك أحد شخصياتها؟ الروائية خولة حمدي تمتاز بأسلوب سرد وصياغة متفرّدة.
add تابِعني remove_red_eye 14,873
إن كان لأحد الفضل في تعلّقي الشديد وحبّي للمطالعة اليوم -بعد الله عز وجل- فهو بلا شك للروائية العربية التونسية خولة حمدي ، أو بالأحرى لطريقتها في التفكير وبناء الأحداث فضلاً عن امتلاكها لحبكة السرد والصياغة، ذلك أنه لم يحصل لي الشرف بعد للقائها وإن كنت أتوق لذلك، فقد تعرّفت عليها من خلال رواياتها فحسب.
فقبل ما يقارب ٣ أعوام أو أكثر بقليل كنت أتصفّح مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي فإذا بي أصادف جملة من المنشورات التي تداولت غلاف رواية واحدة دون غيرها، فشكّلت محط اهتمام وانتقاد على حدٍّ سواء، من منطلق أنها أحرزت الكثير من المبيعات وقتها، بل ونالت إعجاب القرّاء بما فيهم الجمهور الناشئ -الشباب على وجه الخصوص-.
الرواية التي تحمل عنوان “في قلبي أنثى عبرية”
لا خلاف في حقيقة أن العنوان هو أوّل ما يلفت انتباه القارئ ويؤثر فيه فيشجّعه على قراءة محتوى الرواية، لكن في حالتي هذه فكان لتعليقات قرّاء هذه الرواية التأثير الأقوى والأشد، وما هي إلا لحظات وكنت قد شرعت في قراءتها، كنت أتساءل باستمرار كيف يمكن للمرء أن يقرأ رواية بمئات الصفحات ويظل متذكرًا لأحداثها الأولى وشخصياتها المتعددة، فكانت هذه الفكرة كفيلة بأن تبني حاجزًا بيني وبين المطالعة إلى أن جاءت هذه الرواية فحطّمت ذلك الحاجز.
فما إن شرعت في قراءتها وجدتها رائعة لواقعية أحداثها من جهة والتشويق الذي يتخلّلها من جهةٍ ثانية، كما أني خلال فترة قراءتي لها تضامنت مع شخصياتها ففرحت لفرحهم، وحزنت لحزنهم وبكيت إثر موت أحدهم، فالطريقة التي سردت بها الكاتبة الأحداث التي مرّت بـ”ندى” و “ريما” وغيرهما من شخصيات الرواية ستزُجّ بك في عالمهم لتصبح شخصية غير مرئية في الرواية كما فعلت بي تمامًا.
بعد أن أتممت قراءتها في مدةٍ لا تتجاوز الأسبوع وجدتني أتطلّع لقراءة المزيد، فرواية “في قلبي أنثى عبرية” زرعت بداخلي بذرة حبٍ للمطالعة، فشرعتُ بعدها مباشرة في البحث عن مؤلفاتٍ أخرى لنفس الروائية، ذلك أن أسلوبها وسلاستها في الكتابة أسرني.
وهكذا صادفت رواية ” غربة الياسمين “
رواية رائعة كسابقتها، تحكي عن عالِم حياةٍ عربي مغربي الأصل في الديار الفرنسية، وجدتها القصة الرئيسية التي تدور حولها أحداثها وإن شملت لأحداثٍ وشخصياتٍ أُخر إلا أن قصة هذا العالِم هي أكثر ما أثّر في وجداني، وخاصةً حين تم إلقاء القبض عليه ظلمًا، وهكذا تركت الكاتبة النهاية مفتوحة ولم تحدّد مصير العالِم الشاب، فظلّ هناك وراء القضبان مؤمنًا بقدره ومنتظرًا الفرج، إلا أن -خولة حمدي- لم تجعل عشّاق رواياتها في حيرة وأشفقت على حالهم وحال بطل روايتها، ذلك أن سجنه ظلمًا أثّر في العديد وكان لا بد من تحديد مصيرٍ له من قبل الكاتبة يشفي غليل القرّاء ويخلّصهم من حيرتهم.
وهذا ما حملته رواية ” أن تبقى “
فالطريقة التي أنهت بها الكاتبة قصة العالِم ببطل روايتها الجديدة رائعة، و هذا إن دلّ على شيء فإنه حتمًا فطنة وحبكة السرد التي تتمتّع بها خولة حمدي، إضافةً إلى الواقعية التي تضفيها على نصّها، ما يزيد الرواية روعةً وتأثيرًا على القارئ اختتامها بنهاياتٍ غير متوقعة، فرواية “أن تبقى” التي يراها البعض تتمّة لرواية “غربة الياسمين” فإني أجدها حياة مستقلة بذاتها، حياة لبطل تقاطعت طريقه بطريق بطل روايةٍ أخرى، الشيء الذي جعلها أكثر متعةً وإثارة.
رواية تضمّنت رسائل من أبٍ متوفي لابنه الوحيد وهو راشد، رسائل جعلت من المحامي الفرنسي الجنسية والعربي الأصل الذي لا يشغل باله إلا ضمان مقعدٍ في البرلمان يتضامن مع عائلةٍ عربيةٍ ويسعى إلى نصرتها تضامنًا مع وقائع أبيه المشينة في الديار الفرنسية بعد أن ترك وطنه، والتي حكى له عنها في رسائله، رواية أقل ما يمكن القول عنها بل الجزم بذلك أنها رائعة وممتعة.
add تابِعني remove_red_eye 14,873
مقال يمنحك فرصة الاختيار بين 3 روايات متميّزة للكاتبة خولة حمدي.
link https://ziid.net/?p=21398