لماذا تزدهر السياحة في سلطنة عُمان؟
الطبيعة العمانية تمتلك أسرار الخيال الطبيعي، فهي غنية ببيئةٍ خلابة ساحرة في كل جانبٍ ووجهة، كجبالها الشامخة.
add تابِعني remove_red_eye 267
تقع سلطنة عُمان في الجزء الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية. وتتميز السلطنة بالتنوع التضاريسي الاستثنائي الذي يزخر بمختلف التكوينات الجيولوجية الفريدة والسلاسل الجبلية الشاهقة على ارتفاع 3000 متر تمتد على الشمال من أرض عُمان، كما تمتزج فيها الواحات الخضراء في جنوبها، وسهولها المنبسطة في وسطها مع رمالها الذهبية في شرقها، وسواحلها الممتدة من شمال محافظة مسندم إلى جنوب محافظة ظفار.
الطبيعة العُمانية الساحرة
الطبيعة العمانية تمتلك أسرار الخيال الطبيعي، فهي غنية ببيئة خلابة ساحرة في كل جانب وفي كل وجهة، كجبالها الشامخة، فهي محل جذب للمغامرين، والمتسلّقين، ووديانها العميقة التي تعتبر ملاذ السائح العُماني والأجنبي طمعًا للراحة والاستجمام، وكهوفها المتنوعة ذات التكوينات الجيولوجية الكلسية الرائعة في أشكالها واتجاهات نموها عكس حركة الجاذبية بطريقةٍ أفقيةٍ خاطفةٍ لأنظار المستكشفين المندهشين من محتوى طبيعة كهوف سلطنة عُمان المتفوقة على كهوف العالم بمجمله.
كما أن البيئة العمانية ضاربة لتمتزج بين اللون الذهبي في رمالها المتناثرة لهواة الدراجات والمغامرين المستمتعين بمنظرها الفريد وبين كسائها الأخضر المترامي في كل بقعةٍ من بقاع أرضها وخاصةً عروسها الخضراء صلالة في محافظة ظفار، والتي تتميز ببرودة مناخها في فصل الصيف المسمى مع عامة الشعب العُماني “بالخريف” الذي يختلف عن الخريف المتعارف عليه دوليًا.
تبدأ محافظة ظفار باستقبال فصل الخريف من شهر يونيو إلى شهر سبتمبر الذي يتميز بقطرات المطر الخفيفة المعرفة “بالرذاذ” والهواء البارد العليل بنسماته المنعشة المختلطة مع روائح البساط الأخضر الكاسي لأرض عُمان الجنوبية، فهو العامل الجاذب لسائحين من داخل وخارج السلطنة.
الحياة البرية والبحرية سياحة عمانية جذابة
إن للبيئة البرية والبحرية في سلطنة عُمان تفاصيل ومشاهد عديدة، فلقد حرصت السلطنة على الحفاظ عليها مكرّسة كل الجهود لحمايتها من خلال إقامة المحميات الطبيعية في أماكن عديدة من ولاياتها من أجل حماية الحيوانات البرية والبحرية.
ومن الأمثلة على هذه المحميات، محمية السلاحف في رأس الجنز في محافظة جنوب الشرقية التي تتيح الفرصة لمشاهدة صغار السلاحف على الشواطىء العُمانية وهي تفقس من بيوضها متجهةً إلى مياة البحر، وكذلك المحمية في جزر الديمانيات، حيث يقدم موظفوا هذه المحميات جولات مستمرة للزوار لمشاهدة الدلافين والحيتان بالإضافة إلى مشاهدة مجموعات الطيور.
وكذلك محمية حديقة السليل الطبيعية في محافظة جنوب الشرقية والتي تعتبر ملاذًا آمنًا للغزال العربي والقط البري العُماني (السنمار)، ومحمية جبل سمحان الطبيعية، إحدى الأماكن القليلة التي يتواجد فيها النمر العربي.
الأودية العمانية إثارة وجمال سياحي
الأودية نعيم رباني جميل يجد الزائر فيها الانتعاش والاستجمام وتغيير للمزاج، فهي عبارة عن مجاري لمياه الأمطار، تتجمع فيها المياه القادمة من الينابيع الطبيعية أو الشلالات المنحدرة من أعالي الجبال المحيطة، كما استغلها المواطن العُماني وشق فيها الأفلاج لري مزارع النخيل والفواكه ذات الظلال الجميلة، حيث تبعث راحةً خيالية لزوار الأودية.
من أشهر الوديان في السلطنة وادي شاب ووادي بني خالد، كلاهما يجري فيهما الماء طوال العام، وبالقرب منهما هناك كهوف تزيدهما تشويقًا وجمالًا، مثل وادي الميح ووادي مستل ووادي بني عوف، وهذه تتطلب سيارات الدفع الرباعي للوصول إليها؛ ولكن الجو البديع الذي يخطف الألباب والقرى والمناظر التصويرية الرائعة تستحق كل هذا العناء.
الجبال العُمانية شموخ ومشهد سياحي
جبال السلطنة الحبيبة تأخذ حيزًا كبيرًا من المساحة، وتختلف وتتنوع في تكوينها وأشكالها، فمنها القاسي الوعر الذي يحتاج إلى سيارات الدفع الرباعي للمغامرة وممارسة رياضة التسلق فيها.
وتتميز الجبال ذات الغطاء النباتي كجبال محافظة ظفار بخضرتها معظم أيام السنة نتيجةً للأجواء المعتدلة والأمطار الصيفية التي تهطل بغزارة، وهنالك أيضًا سلسلة جبال الحجر التي تضم أعلى قمة في السلطنة؛ قمة جبل شمس الذي يوصف “بالجراند كانيون” العُماني.
ويعتبر الجبل الأخضر جزءًا من سلسلة جبال الحجر، وتسمى قمته “هضبة سيق” وهي مسطّح صخري يمتد لعدة كيلومترات ويشرف على بعض المشاهد الجمالية للوديان والحقول المجاورة المناسبة لالتقاط أجمل الصور التذكارية.
الكهوف العُمانية خيال سياحي رحب
الكهوف الطبيعية في عُمان تتميز بأعدادها الكبيرة وتتنوع وتختلف في أحجامها وطبيعة تكونها، وتعتبر هذه الكهوف من أنشط الوجهات السياحية لاحتوائها تكوينات صخرية عجيبة من الصواعد والنوازل الكلسية التي تتخذ أشكالاً غاية في الجمال، والرائع في ذلك توفر كافة الخدمات للزائرين.
من أشهر الكهوف في السلطنة؛ كهف الهوتة بالقرب من ولاية الحمراء والذي يحوي على نوعٍ نادرٍ من الأسماك العمياء التي اتخذت من بحيرة هذا الكهف منزلًا لها، وفي الجنوب جبال ظفار الشهيرة بالأعداد الهائلة من الكهوف الصغيرة والكبيرة، البعض منها يحوي على نقوشات قديمة للإنسان البدائي. وفي هضبة سلماه هناك شقًا صغيرًا لا يوحي كهيئة المدخل لأحد أضخم الكهوف في العالم؛ كهف مجلس الجن.
add تابِعني remove_red_eye 267
link https://ziid.net/?p=35790