سبوتنيك.. أول مركبة فضائية في العالم
في أكتوبر ١٩٥٧ أطلق الاتحاد السوفيتي أول مركبة فضائية في العالم، والتي سميت "سبوتنيك" وهي الكلمة الرئيسية التي تعني قمرًا روسيًّا
add تابِعني remove_red_eye 3,704
لا يظهر ابتكار جديد، إلا وتتنافس الأمم على التربع على عرشه، واحتكاره، محاولة وضع نفسها في المقدمة. والقرن التاسع عشر شهد أكبر عملية تنافس جرت بين البشر، حيث تسابق كل من الاتحاد السوفييتي، والولايات المتحدة الأمريكية على الوصول للفضاء، ودراسته، والعمل على اكتشاف أسراره، فكيف حدث التنافس، وما نتائجه؟
إطلاق أول مركبة فضائية
في أكتوبر ١٩٥٧ أطلق الاتحاد السوفيتي أول مركبة فضائية في العالم، والتي سميت “سبوتنيك” وهي الكلمة الرئيسية التي تعني قمرًا روسيًّا، وأطلقت من قاعدة في جمهورية “كازاخستان” بهذا التاريخ تحديدًا، ليتوافق مع السنة الجيوفيزيائية الدولية، وهي فترة شمسية أعلن المجلس الدولي للاتحادات العلمية أنها ستكون مثالية لإطلاق أقمار صناعية لدراسة الأرض والنظام الشمسي.
استغرق “سبوتنيك” ٩٦ دقيقة للدوران حول الأرض، وكانت الإشارات اللاسلكية التي أرسلها قوية لدرجة يمكن التقاطها من أي مشغل راديو عادي، حتى إن بعض مشغلات الناس في الولايات المتحدة الأمريكية، كانت تضبط إشاراته ليستمعوا إلى صفيره في رهبة عندما كانت المركبة تمر فوق أمريكا.
ورهبة الأمريكيين تشبه رهبة حكومتهم عند سماع هذا الإنجاز السوفيتي التاريخي، فالولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت كانت تظن أنها متقدمة تكنولوجيا على الاتحاد السوفيتي، لذلك فوجئت بإطلاق أول قمر صناعي سوفييتي، يسبق مشروعهم الذي كان من المقرر إطلاقه في عام ١٩٥٨، وخصوصًا أن السوفييت أطلقوا سبوتنيك٢ في نوفمبر ١٩٥٧، والذي كان على متنه كلب يدعى “لايكا”، وهو أول كائن حي يطلق في الفضاء، ويدور حول الأرض قبل إطلاق أميركا قمرها الصناعي الأول.
خشيت أمريكا من تقنيات الأقمار الصناعية السوفيتية، والتي من الواضح أنها تتقدم على مجهودات الفضاء الأميركية. ومن هنا بدأت حرب باردة لسباق الفضاء بين البلدين، وبدأت معها تطورات سياسية وعسكرية، وعلمية.
استمر البرنامج السوفييتي في تحقيق سلسلة من الابتكارات حتى أوائل الستينيات من أبرزها “سبوتنيك٣”، وأول مسبار فضائي يضرب القمر، وأول شخص يدور حول الأرض في مركبة فضائية، ولم تتفوق الولايات المتحدة الامريكية في هذا السباق حتى أواخر الستينيات من خلال برنامج أبولو.
برنامج أبولو الأمريكي
من خلال برنامج أبولو التابع لوكالة ناسا، والذي نتج عنه ١١ رحلة فضائية، وبفضله أُنزل اثنين من رواد الفضاء على سطح القمر في يوليو ١٩٦٩ لتصبح أمريكا صاحبة الإنجاز الشهير وهو “أول رجل يمشي على سطح القمر”، وعلى الرغم من أن السوفييت أطلقوا اسم سبوتنيك رسميًّا على ثلاثة أقمار صناعية فقط، إلا أن هذا الاسم أصبح يستخدم كاسم عام للعديد من الاختراعات السوفيتية حتى يومنا هذا، لأنه يمثل إنجازًا تاريخيًّا اعتبر فجرًا افتتح فيه عصر الفضاء.
نهاية التنافس وتكاثف الجهود
بعد كل ذلك التنافس المحموم نحو الفضاء، اتفقت الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا على الانضمام في برنامج واحد، وأطلق عليه “مشروع أبولو سيوز”، في عام ١٩٧٥. حيث انطلقت كل من مركبة أبولو الأمريكية سويوز الروسية، والتحمتا بنجاح في الفضاء. وعمل طاقما المركبتين على مجموعة تجارب مشتركة، في تعاون تام، وقاموا ببعض الجولات التي تبادلوا خلالها الهدايا، ويعد هذا المشروع هو من أطلق صافرة النهاية، وأسدل الستار على تنافس شديد بين الدولتين.
السياحة في الفضاء
بعد أن كان الفضاء حكرًا على رواد الفضاء فقط، والذين يصعدون إلى الفضاء لأغراض علمية وبحثية فقط، أصبح السفر إلى الفضاء لغرض الترفيه والتغيير متاح نسبيًّا، بعد أن ظهرت مؤخرًا شركات ترويجية تسعى للنجاح في مجال سياحة الفضاء، خصوصًا أن مفهوم السياحة في الفضاء لاقى قبولًا واسعًا من قبل محبي المغامرات، والذين يعشقون فعل الأشياء الجديدة. ففي شهر نيسان عام 2001، انطلقت أول رحلة سياحة فضائية، حملت على متنها أول سائح في الفضاء، وهو رجل أعمال ومليونير أمريكي باسم “دنيس تيتو”.
وبرغم من كل ذلك الترويج ما زالت رحلات القضاء السياحية محدودة جدًّا بسبب ارتفاع أسعارها، والجدير بالذكر أن وكالة الفضاء الروسية هي من تقدم هذه الرحلات عن طريق الشركات سالفة الذكر.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 3,704
التعرف على مركبة سبوتنيك و سباق التنافس بس الاتحاد السوفيتي و امريكا
link https://ziid.net/?p=91992