نتوجه اليوم إلى دولة كازاخستان حيث توجد بها قرية شهيرة تسمى بقرية كالاتشي، وهي في الدولة الأكبر والأهم والأقوى عالميًّا من ناحية الاقتصاد، والتي تتميز بأقل كثافة سكانية مقارنةً بالدول الأخرى ولكن مع هذه المميزات الغنية التي تتمتع بها إلاّ أنّ قرية كالاتشي تحمل صفة غريبة لا توجد في أي قرية أخرى في العالم وحتى لا يمكن تصديق هذه الصفة بكل سهولة، لهذا تم إطلاق اسمٍ على هذه القرية وهو:
القرية النائمة
بدأت هذه الحالة “وباء النوم العميق” عام (2013م) مع شخص من سكان قرية كالاتشي يسمى “ليبوف لايبوكا” الذي دخل في حالة سبات ونوم عميق لمدة أسبوع كامل دون أن يكون قادرًا على تذكر ما حدث معه أو أي شيء آخر.
عدد سكان قرية كالاتشي وعدد الإصابات
يبلغ عدد السكان ما يقارب الـ(680) ألف نسمة، أما عدد إصابات حالة النوم تلك فقد وصل إلى (130) على الأقل، وتتراوح مدة نومهم ما بين اليوم الكامل أو الأسبوع وطبعًا باستثناء حالات الهلوسة والوهم التي يدخل فيها النائم ليتصور أشياء من المستحيل أن تحدث مثل: دخول الفيلة إلى الغرفة أو تساقط أشياء من السقف وغيرها الكثير والكثير.
تطور وأشكال خطر “وباء النوم العميق”
تطوّرت هذه الحالة بعض الأوقات حتى أصبحت خطرًا كبيرًا يهدد حياتهم لأنهم معرضين إلى خطر السكتة الدماغية، ولم تخص هذه الحالة المرعبة سكان قرية كالاتشي فقط بل حتّى الحيوانات فيها لم تستطع النجاة من هذه الحالة الغريبة والنادرة التي لم يسبق لنا مشاهدتها من قبل وكذلك تصاحبها أعراض مفاجئة كالتعب والدوار ومشاكل في الذاكرة والرغبة الشديدة في النوم مع هلوسة.
دور العلماء في حلّ لغز قرية كالاتشي
بذل العلماء على مر السنين جهودهم بالبحث عن سبب هذه الحالة وإجراء الأبحاث والدراسات لمحاولة إيجاد تفسير منطقي يعبر عن هذه الظاهرة المثيرة للدهشة، فقد كانت هذه الظاهرة هي السبب الرئيسي لهجر السكان تلك المنطقة، ومن هنا اكتشفوا أن المشكلة ليست في أجسادهم إنما في المكان.
الوصول إلى النتيجة وحل لغز القرية النائمة
اهتمّ بعض العلماء بمواصلة البحث العلمي لسبب هذه الظاهرة النادرة ووجدوا أن السكان يعانون من اعتلال دماغيّ يرجع سببه إلى سائل زائد في المخ يتسبب بنومهم بهذه الطريقة المخيفة، ومع مواصلة البحث توضّح لهم أن هذا المرض ينتج عن غاز الراديوم والذي أصله يعود إلى تصنيع اليورانيوم، وسبب ذلك هو أن القرية كانت قد بُنيَت بالقرب من منجم لليورانيوم السام، وبالرغم من ذلك ينوي العلماء متابعة بحوثهم بعد انتهاء جائحة فيروس كورونا.
كيفية حياة السكان على أرض قرية كالاتشي
لابدّ أن تكون حياتهم غير قابلة للتطور والازدهار بسبب هذه الظاهرة للأسف الشديد لأنها تمنعهم من النشاط اليومي للإنسان الطبيعي، فمثلًا هناك لا يستطع الطالب إكمال يومه الدراسي بدون الدخول في النوم العميق، ولا يستطيع الأب توفير لقمة العيش لأبنائه وكذلك الأم لا تستطيع إكمال أعمالها المنزلية، وأيضًا المزارع والطبيب والمعلم وكل من يعمل في هذه القرية ولهذا سيكون من الصعب عليهم تأمين حياة طبيعية لأنفسهم ولأبنائهم وهذه كارثة كبيرة قد تواجه سكان قرية كالاتشي.
تاريخ منجم اليورانيوم في قرية كالاتشي
يعود هذا المنجم من مخلفات الاتحاد السوفيتي الذي خلفها وراءه في الثمانينات.
وجهات نظر بعض المشاهدين والمعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي
تفاعل الكثير من جميع أنحاء العالم على خبر واكتشاف هذه الظاهرة الغريبة التي كانت صدمة للعالم أجمع ومحل لتساؤلاتهم التي لا تنتهي، أي: إن هذه الظاهرة شكلّت ضجة كبيرة بين كل الدول، وكان هناك بعض المعلقين يتمنون لو كانوا هناك ليحظوا بنوم عميق ومنهم من يشجع ويؤيد على فكرة تحويل القرية النائمة إلى منتجع للنوم لمن هم يعانون من قلة النوم والأرق الشديد، أما البعض الآخر فقد استاء من وضع أهالي قرية كالاتشي الصحي والمعيشي وتمنى لهم الخلاص من هذه الكارثة وانتهائها بسلام لتعود الحياة الطبيعية لهم كما كانت من قبل وأفضل أيضًا.
أما أهالي القرية الذين ليس لهم مكان سوى قريتهم فما زالوا يعانون من هذا الوضع المزري إلى هذه الساعة بالإضافة إلى انتشار فيروس كورونا كوفيد-١٩ في أنحاء قرية كالاتشي النائمة.
إليك أيضًا:
تاريخ النشر: السبت، 7 نوفمبر 2020
مقال مثير حول قرية كالاتشي وما أصاب سكانها من حالة نوم وكسل بلا تفسير علمي مقنع
link https://ziid.net/?p=73611