معارك خاضها المسلمون ضد الروم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عندما ظهر الإسلام كانت الدولة الرومانية تمثل واحدة من أعظم قوتان أساسيتان كانا موجودان في العالم في ذلك الوقت
add تابِعني remove_red_eye 19,364
عندما ظهر الإسلام كانت الدولة الرومانية تمثل واحدة من أعظم قوتين أساسيتين كانتا موجودتين في العالم في ذلك الوقت، وكان الروم ينظرون إلى العرب القاطنين في شبه الجزيرة العربية نظرة كلها استعلاء، فكان العرب في نظرهم مجرد بدو يعيشون في الصحراء، ليس عندهم مظاهر الحضارة ولا الرقي شيئاً يذكر، ولكن يشاء القدر أن يعلو شأن هؤلاء العرب، لدرجة أنهم أصبحوا ينافسوا الإمبراطورية الرومانية على زعامة العالم، فدارت بين الفريقين عدة معارك، فمتي كانت هذه المعارك؟ وما هي؟ ومن الفريق المنتصر في تلك المعارك؟
غزوة مؤتة:
سببها
كان سبب هذه الغزوة عندما قتل الرسول الذي بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ملك البحرين، برساله يدعوه فيها إلى الإسلام ،وكان قتل الرسل في ذلك الوقت بعد من أبشع الجرائم، كما بعد بمثابة إعلان حرب، فلما علم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمقتل الرسول جمع جيشًا من المسلمين للرد على تلك الإهانة، فخرج جيش المسلمين الذي بلغ عددهم حوالي ثلاثة آلاف جندي، ولكن هؤلاء الجنود لم يكونوا يعلمون أن عدد جيش الروم وحلفائهم من الغساسنة قد بلغ مائتي ألف جندي، ولكن هذا العدد المهول لم يدفع جيش المسلمين للتراجع بل خاضوا المعركة الشرسة التي استمرت لمدة ثلاثة أيام.
نتيجة المعركة
عندما تسلم خالد بن الوليد راية القتال استطاع أن ينجو بجيش المسلمين ففي البداية قام بخداع الروم، فقام بتبديل ميمنة الجيش بميسرته، ومقدمة الجيش بمؤخرته فتهيأ للروم أن جيش المسلمين قد تغير وجاءهم المدد من المدينة المنورة، فاهتزت ثقة جيش الروم، كما أن خالد بن الوليد ومن أجل أن يوهم جنود الروم أن المدد ما زال مستمرًا في الوصول، قد أمر بعض الجنود أن يقفوا على جبل يثيروا الغيار ويعلو أصواتهم بالتكبير ليتخيل الروم أن الجيوش ما زالت تأتي، وكان ذلك سببًا كافيًا لظهور كافة المسلمين على كافة الروم.
وفي ظل انتصار جيش المسلمين قرر خالد بن الوليد تنفيذ خطة الانسحاب، فبدأ جيش المسلمين في التراجع، ولكن جيش الروم لم يتبعهم ظنا منهم أنها خدعة ومكيدة، يريد بها المسلمون استدراك الجيش الروماني في الصحراء للقضاء عليه في الصحراء، وبذلك انسحب جيش المسلمون وعاد إلى المدينة دون خسائر تذكر.
وعلي الرغم من عدم تحقيق نصر علي جيش الروم إلا أن هذه المعركة قد جعلت كل العالم في ذلك الوقت يخشى الدولة الإسلامية الناشئة في المدينة، فكيف لدولة عمرها لم يتعد الثلاث سنوات أن يحارب جيش الإمبراطورية الرومانية.
غزوة تبوك
أسبابها
كان الروم يخافون من قوة الدولة الإسلامية المتنامية، لذلك قرر الروم ومعهم حلفائهم من العرب التوجه بجيش كبير للقضاء علي الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، وقد علم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون بتحرك الروم، لذلك كان علي المسلمون الاستعداد للمواجهة، وعلى الرغم من أن في ذلك الوقت كانت الأرض قد أجدبت في المدينة، واشتد الحر، وقل الماء، ولكن لم يكن هناك حل أمام المسلمون سوى المواجهة.
وبالفعل أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجمع الجيوش ويحس المسلمون على الجهاد في سبيل الله، فتجمع للرسول -صلى الله عليه وسلم- المقاتلون من كل انحاء الدولة الإسلامية، وقد عرف جيش المسلمون في غزوة تبوك بجيش العسرة، نظراً لصعوبة تجهيز هذا الجيش، ومن المعروف أن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قد تكفل بتجهيز جيش العسرة، حتى قال عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما ضرَّ ابن عفان ما فعل بعد اليوم”.
ولم يكن عثمان وحده من الصحابة الذي تبرع لتجهيز الجيش، بل نجد أبا بكر الصديق الذي تبرع بكل ما يملك، وعندما سأله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ماذا أبقيت لأهل بيتك، قال الله ورسوله، كما نجد عمر بن الخطاب، وغيرهم حتى اكتمل جيش المسلمين ليبلغ ثلاثين ألف جندي، وخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين من المدينة متوجهين لقتال الروم، وكانت هذه المرة الأولى التي يعلن فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجهته في الحرب، فكان دائمًا يواري وجهته من أجل مباغتة العدو.
نتيجة المعركة
وصل جيش المسلمون إلى مكان يسمى تبوك، وعسكر هناك، لذلك عرفت هذه الغزوة باسم غزوة تبوك، وكان الطريق طويلًا علي المسلمون وشاقًّا لبعد المسافة، وقلة الماء، وثقل السلاح، فخطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المسلمين، ولكن الروم عندما رأوا جيوش المسلمين الكبيرة تمكن الخوف منهم، فهم قد رأوا ثلاثة آلاف جندي فقط من المسلمين في غزوة مؤتة كيف كانوا يقاتلون، فماذا سيحدث لهم عندما يواجهون ثلاثين ألفًا من المسلمين.
ففر جيش الروم وتركوا مواقعهم للمسلمين، وحتى القبائل العربية الموالية للروم قد تخلوا عنهم وطلبوا الصلح مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وصالحهم علي دفع الجزية، وعلى الرغم من أن غزوة تبوك كانت في بدايتها صعبة على المسلمين إلا أن الله تعالى قد نصرهم فيها دون أي قتال كما حدث في غزوة الأحزاب، حيث إن الله فرق شمل الأحزاب دون أي قتال مع المسلمين، فالله تعالى هو ناصر دينه ونبيه.
وبذلك تكون غزوتي مؤتة وتبوك بداية تعارف المسلمين على جيوش الروم، وتجهيزاتهم للحرب، حيث ان الصحابة بعد ذلك قاموا بالعديد من المعارك مع الروم، لذلك نستطيع القول إن غزوتي مؤتة وتبوك كانوا بمثابة التجربة.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 19,364
ماذا تعرف عن غزوة مؤته وغزوة تبوك؟
link https://ziid.net/?p=94510