لماذا كانت ترك الغيبة العادة الأفضل التي ركزت عليها في رمضان
الغيبة أمر مذموم في الدين وبين الناس ، لا يمكنك أن تشعر بالسلام إن كنت تغتاب غيرك فذلك قد يولد لديك شيئا الحقد والكراهية
add تابِعني remove_red_eye 77,790
تتعلم من ثقافتك الإسلامية أن الغيبة فعل سيء نوعا ويحث الإسلام على تركه، أما القرآن والسنة فيقولان لك أنها ذنب عظيم ويشبه أكل لحم البشر، فالأمر أشد مما نظن، لا يغرينا انتشار الفعل السيء فنقبله، هذا حدث مع الكثير من الذنوب التي قبلناها لأنها انتشرت وهي مقيتة أيما مقت.
نعم كنت أفكر كثيراً في كل جلسة حديث مع نسوة لماذا تحدث الكثير من الغيبة، أليست خطأً، هل يمكن إيقافها، هل يمكن للإنسان أن لا يقوم بها أبداً، هل يمكن أخذ قرار كهذا. ينصحك بعض الدعاة أن تختار عادة تركز عليها لتتخلص منها في رمضان، كانت ترك الغيبة العادة الأفضل التي ركزت عليها في إحدى الرمضانات وقد غيرت حياتي…
أخبرك بخمسة أمور تغيرت فيها حياتي بعدها
1- سعادة في القلب لا توصف، وقرب من الله
في تركك لهذا الخلق السيء ترزق سعادة طعمها حلو للغاية وأمناً في نفسك وخشوعاً لله، تشعر بالسلام مع الناس، والسلام قيمة من قيم الإسلام العظيمة. ما زلت أرى أن الإنسان في رحلته في الإيمان يرتقي، فكلما نكث عن كاهله ذنباً أو واظب على عمل صالح فتح أمامه باب جديد لليقين بالله والطمأنينة بقربه، أدرك مزيداً عن حقيقة الحياة ومآلها.
إن قلة اليقين واستهلاك الذنوب بدعوى انتشرت في زماننا أن الإسلام دين تشدد أو أنه لا يواكب الحضارة لا يهدي للحقيقة، فلقد أمضيت من عمري كفتاة تحب الفكر وتقبل البرهان ما أرى فيه صدق الإسلام وقوته لا محالة، الحجة بالغة لولا أن تدري.
2- يرزق الإنسان عطاءات جديدة
نعم رزقاً جديداً، علماً جديداً، فرصاً جديدة، طاقة جديدة، صبراً جديداً، رضا جديداً، يقيناً عميقاً راسخاً، وأملاً وحباً وكثيراً من الأشياء.
2- شعرت بمعنى حفظ اللسان
“وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ ألْسِنَتِهِمْ؟”، عندما تترك الغيبة تشعر كثيراً بهذا الحديث ويورث فيك الرهبة. فما أسهل الكلام، ما أسهل إطلاق الكلمة، وما أصعب كبحها عندما تكون ملحة، وعندما تريدها لتكسب إحساناً من أحدهم أو مدحاً لفعلك تأخذه بذم غيرك.
ستشعر بحب أنك توقف لسانك فجأة لأنك على وشك البوح بسر أحدهم أو نقده على فعل أو كلمة أو لباس كان عليه، بأنك ستتوقف فجأة عن كلمة قفزت سريعاً إليك تستنكر طريقة أو فعلة قام بها للتو.
مع التدريب المستمر يصبح الأمر عادة، ولكن تكتشف كم الغيبة تورث الأحقاد، فنحن لا نبقى كما نحن عندما نقابل شخصاً قام أحدهم بغيبته لنا سابقاً، نتعامل معه متأثرين بما سمعنا عنه، عن نقصه، عن عيبه، عن سراً يكتمه في شأن بيته، كم يورث عندنا الانحياز لولا أن نذكر أنفسنا أن ربما ذلك القائل كان مخطئاً، كم كنا سنتعامل بعفوية وود ورحمة تخرج من فطرتنا الطبيعية لولا أن سوّد عليها شخص ما عن الذي أمامنا.
الإنسان يرتقي بكبح نفسه عن الأخلاق السيئة وضبطها، يشعر بالرضا وأن الله يحبه، ألم يحدث ذلك معك يوماً؟، يشعر بأنه يفعل خيراً، وأن هناك أملاً من ذاته في الإصلاح والإرادة، وإن الضبط هذا يعينه على ضبط عادات سيئة أخرى في حياته ويحفزه على الاستمرار والثبات والسعي.
3- تصبح ترحم الناس أكثر
لا أدري كيف حدث هذا، ولكنك تبدأ ترحم الناس كثيراً وتستعمل الرحمة بدلاً من النقد والتعالي وإعابة الناس وذكر عوراتهم. ستتعلم التقبل والعذر، التقبل أن تقبل الإنسان على عيبه، والعذر تعذرهم لتصرفاتهم وتقصيرهم وضعفهم، فهي انطوائية قليلاً لا داع لتعييرها بخجلها وصعوبة تحدثها أمام الآخرين، وهو يلبس هذا الرداء لأنه لا يملك غيره لا داع لتنبيه الناس عن أمره، وهو تبين أنه عقيم لا داع لإخبار البشرية بذلك، وهو يمشي بطريقة غريبة… يأكل بصوت عال… ما تزال تخاف ركوب الحافلة… وجهها قبيح… يشرب الخمر … يسكر كالأهبل…. يتأتئ كالأطفال… ألا فارحمه!
ستتذكر الرسول عليه الصلاة والسلام كثيراً، كان يعفو عن من يسيء إليه، تشعر أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يهمه أن يصبح الإنسان الذي أمامه أفضل ولا يفوت عليه الإيمان ورحمة الله كأنه يخصه، لذا يتحمل منه التقصير وقلة الصبر وكثرة النكران ولذلك يعفو ويدعو ويصبر.
4- شعرت بـ “إنما المؤمنون إخوة”
فأصلحوا بين أخويكم، شعرت كثيراً بهذه الآية، وأننا قوم إذا عرفنا الأخوة بيننا سيصلح حالنا، ولكننا ننسى ذلك كثيراً وتغرينا العداوة فيما بيننا، الغيبة تهدم الإخوة وتشعرك أنما أنت وذلك الآخر حزبان وليس حزباً واحداً، وأنه هو أقل منك وأنت أفضل منه. الإسلام يظل يجمعنا لنكون حزباً واحداً وليس أحزاباً، والغيبة تساعد في جعلنا أقطاباً وتعزز الأنا والعلو على حساب تراحمنا وتعاضدنا لتقديم الخير لمن حولنا. إن الاستمرار في كبح هذه العادة رحلة مستمرة وليست سهلة مع تفشيها في المجتمع وقد تفلت من الإنسان أحياناً مع ضبطه ولكن لذلك حلولاً في الإسلام…
في الختام، ما أجمل الحياة بسلام مع الآخرين، ما أجمل أن يعلن المسلم أمامي عند حديثنا أنك سالم يا أخي من أن أطعن بك خلفك … من أن أعيرك بنقص … من أن أفشي لك سراً أو ألماً بحت بها في فجوة شكوى … كم هو جميل أن يكون الإسلام بهذا الاسم!
add تابِعني remove_red_eye 77,790
الغيبة خلق سيء يورث الأحقاد والكراهية وتجنبها يجلب السعادة،أخبرك اليوم كيف غيرت ترك الغيبة حياتي
link https://ziid.net/?p=33386