متى تكون القراءة هدرًا للوقت؟
القراءة من أهم الأنشطة التي يجب أن يحرص عليها الجميع، فالقراءة لا تهدف إلى ضياع الوقت بل هي استثمار للذات وتنمية للعقل والتجربة
add تابِعني remove_red_eye 1,231
اعتاد صديقي “زيد” أن يقرأ كثيرًا من أنواع المجلات، وكان يتحدث في جميع المواضيع ولديه معلومات عن الرياضة والجمال والسياسة. وكان يروي الكثير من الأخبار عن المشاهير، وحتى عن أنواع الأسلحة والأدوية وأنواع غسّالات الملابس وأنواع صابون الوجه والشعر.
كنت أحسد صديقي هذا على غزارة معلوماته. ولكن من ناحية أخرى كان “زيد” يعاني نقطة ضعف وهي أنه على مستوى دراسته كان ضعيفًا حيث كنا ندرس القانون معًا وكنت دائما أتفوق عليه في الدراسة. غريب أليس كذلك؟! مع أنه من المفترض أن يكون مثقفًا، ومراجعة محاضراته من المفترض أن تكون عملية سهلة جدًّا. كنت أفكر كثيرًا في هذا الموضوع باعتباري أحب القراءة. وبعد فترة أدركت أن القراءة يمكن أن تكون هدرًا للوقت، كيف؟ هذا ما سأخبركم به في هذه المقالة
متى تكون القراءة هدرًا للوقت
عندما تقرأ بدون هدف
كالقراءة لإضاعة الوقت، ولمجرد التسلية: مثلًا، عندما تذهب إلى طبيب الأسنان وتجد أمامك على الطاولة بعض المجلات وتأخذ في تصفحها دون تركيز أثناء الانتظار.
الفائدة الوحيدة لهذه القراءة، أنها تساعدك على تجنب ملل الانتظار. ولكنها لا تسمن ولا تغني من جوع.
أنا لا أقول لك لا تقرأ في هذه الحالة، بل أقول لا تتعامل مع النصوص بهذه الطريقة، إذا كنت تقرأ لغرض تطوير نفسك وعملك وحياتك.
عندما تقرأ كل شيء بدون استثناء
اسأل نفسك عندما تريد أن تقرأ السؤال المهم وهو: لماذا تقرأ؟ هل لمجرد التسلية؟
لا بأس بالقراءة لمجرد التسلية ولكن إلى متى تظل تقرأ لمجرد التسلية؟ يجب أن يكون لديك هدف عندما تقرأ. وليكن هذا الهدف مثلًا هو أن توسّع معرفتك في مجال عملك بقراءة كل ما يتعلق به من أخبار وتطورات وطرق جديدة.
عندما لا تكتب ملاحظات وتجمعها في مكان واحد
فلنقل إنك قد أعجبت بموضوع يتعلق بعملك مثلًا وقرّرت أن تقرأه، هنا لا فائدة من القراءة بدون تدوين ملاحظات فإنها ستكون مضيعة للوقت لأن ذاكرة الإنسان قصيرة المدى لن تحتفظ لك بما قرأت من معلومات حتى يوم الغد إن لم تكتبها، خاصة إذا كنت تقرأ نصًّا طويلًا.
من ناحية أخرى يجب أن يكون لديك تحكم في هذه الملاحظات، وتحكم في كيفية الوصول اليها. فلنفترض أنك بدأت بكتابة ملاحظاتك ولكنك كنت تكتبها على قصاصات هنا وهناك، وأحيانا على نفس الصفحة حيث توجد المعلومة. كتبت الكثير من الملاحظات في أماكن مختلفة. السؤال هنا هو: إذا احتجت لمراجعتها كيف ستجدها؟
الحلّ هو أن تخصص مفكرة لكتابتها أو تخصص مستندًا على الكمبيوتر الشخصي أو حتى هاتفك، فهناك العديد من التطبيقات لكتابة الملاحظات إذا أردت.
عندما لا تكتب ملاحظاتك بأسلوبك الشخصي
لتستفيد أكثر عليك أن تحرك عقلك وتكتب الملاحظات بأسلوبك الشخصي. اكتبها بأسلوبك وسترى نتائج مذهلة بعد فترة فعندما تكتب بأسلوبك الشخصي فأنت تدرب نفسك على الكتابة أيضا، وتصبح القراءة أيضا فرصة للكتابة وتضرب بذلك عصفورين بحجر واحد.
عندما لا تراجع الملاحظات التي دونتها
لماذا تكتب ملاحظاتك إذا كنت لن ترجع إليها يا صديقي، ارجع إليها وراجعها وحاول أن تجد علاقات وروابط بين الملاحظات لتستفيد منها في حياتك أكثر استفادة ممكنة
عندما لا تستعمل الملاحظات التي دونتها
يجب أن تحول ملاحظاتك المكتوبة إلى شيء ملموس في العالم الخارجي. يجب أن تستفيد منها في العمل وفي الدراسة. ولكن الأهم في الحياة اليومية وهو ان تحاول أن تطبق ملاحظاتك المكتوبة وتحييها عمليًّا وتبثّ فيها الروح، فما الفائدة من ملاحظات مخزنة في مفكرتك وفي راسك فقط؟
عندما لا تعلّم الآخرين ما تعلمت
في مرحلة متقدمة من القراءة يصبح لديك مخزون من المعلومات من الممكن أن تعلمه للآخرين على هيئة كتاب مثلًا، ونحن الآن في عصر أصبحت عملية النشر فيه بسيطة جدًّا. إذا أردت ان تخوض هذه التجربة الممتعة جرّب ولا تتردّد فلا خير في معلومة يحتفظ بها المرء لنفسه ولا ينفع العالم بها.
وأخيرًا، عندما تشرع في القراءة وفي نيتك الهدف النهائي، اختر موضوعًا ممتعًا بالنسبة لك وتوسّع في قراءته واكتب ملاحظاتك. مَن يدري ربما تؤلف كتابًا مفيدًا عن الموضوع. ركّز على موضوع محدّد وتخصص لمدة معينة فالتخصص سيجعلك خبيرًا. وستكون مفيدًا للعالم أكثر من كونك مجلة متنوعة تنقل مجرد أخبار خالية من أية معلومات مفيدة في النهاية، إذا كانت القراءة مجرد عملية نظرية ولم تحسن حياتك وعملك وشخصيتك فإنها مجرد وسيلة لإضاعة الوقت.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 1,231
اذا أردت ان تقرأ بفاعلية اقرأ كباحث وليس كقارئ.. مقال مهم عن القراءة
link https://ziid.net/?p=65278