ما تعلمته من سنواتي (العشرين): ابدأ بنفسك أولًا
تغيرنا الحياة، تربينا وتهذبنا وتدربنا على المواجهة والتأقلم، الحياة هي خير معلم ولكن علينا أن ننتبه ونصغي جيدًا كي لا تكرر دروسها
add تابِعني remove_red_eye 30,586
ما بدأ وكأنه مجرد عام، هو ما أنا عليه اليوم، أود نقل تجربتي الشخصية إليكم، وكيف يمكن لأي منا البدء والعمل على نفسه بالإيمان والتصميم.
١. في الفكر
لم أتخيل تغييرًا جذريًّا في نمط تفكيري، ومبادئه وآرائي، كالذي حدث معي هذا العام. (من قضايا سياسية، أدب روائي، مسرح عالمي، أشعار وأطروحات فلسفية انتهاءً بالسير الذاتية) أعادت الكتب تشكيل وعيي بطريقة مدهشة.
٢. الهوية والثقة بالنفس
إنّ شخصًا يعثرُ على نفسه بنفسه، لا يمكن أن يكون له شيء يفقده في هذا العالم. وما أن يفهم شخص الكائن البشري الخاوي فيه سيفهم كل البشر. / ستيفان زفايغ . التعرف على الذات وتقبلها، كان له الأثر الكبير في تعزيز الانتماء لديّ، ومن ثم البدء برؤية الحياة والتعامل معها من منظور مختلف تمامًا.
٣. الصبر والمسؤولية
إن تعرض الفرد منا لتقلبات (لنقل مفاجئة) في حياته، وتعكر صفوها بالهموم والاضطرابات، تدفعه للتحليّ ببعض سماتٍ كمحاولة منه لعلاج الموقف أو تداركه. بمعنى آخر تحملك لمسؤولية حياتك والوقوف رابط الجأش، قوي العزيمة تجاه ما يطرأ فيها، تؤهلك لتصبح ناضجًا.
٤. التعاطف
قد لا يبدو أمرًا مميزًا ولكن الاندماج والتعرف على الأوضاع العالمية عن قرب –الوثائقيات طريقة رائعة- وما يعايشه الناس حول العالم في حياتهم اليومية من أوضاع قاسية، قد عزز قيمة التعاطف لديّ (وهو أمر يجب أن نتشارك جميعًا).
٥. الإيمان و(الفناء كحقيقة)
من نحن وماذا نفعل هنا ؟! يمكنني القول أنها القضية الأساسية التي حاولت التعمق فيها ومعالجتُها. ما يربط حياتنا بذاك المصير الحتميّ وكيف نتقبل ذلك وما أثره على نظرتنا للحياة –في ظل فقد الأحباب– هو جوهر (الإيمان) والثقة في أقدار الله وخطته لحياتنا.
قرأت عدة أعمال في هذا الشأن كلٌّ منها يرمق الحياة بعين فكر مغايرة، إلا أنها تشترك جميعًا في وجوب تحلينا باليقين من أجل سمو أرواحنا ومجابهة مصاعب الحياة.
٦. الثقافة والانفتاح
في تجربتي أود التأكيد على أهمية أن يسمح المرء لفكره بالتحليق بعيدًا، وأن يتسامح مع الآراء التي لا يؤمن بها وذاك لا يتم إلا إذا استمعت إلى أناس متعددي الخلفيات. تعرفتُ على شخصيات أثرت (ولا زالت تؤثر) عبر إرثها في مختلف المجالات. كان للسينما دورها البارز، قمت بإنشاء قناة على تطبيق تيليجرام (Movie to review) تتناول الأفلام، الوثائقيات والبرامج المسجّلة التي تكشف الحقائق وتحمل تجارب ثقافية ثرية تزيد من وعي المشاهد. بجانب الكتب (التعرف على شخصيات أدبية من مختلف أقطار العالم والاستماع إلى وجهات نظرهم حول قضايا عالمية).
٧. (حوار الذات ) وإيجاد معنى للحياة
في حياتي المبكرة، لطالما حلمت بالعديد من الأحلام – وقد جعلتها ما أعيش لأجله – التي وبالرغم من أنني الآن قد قمت بإزاحة عدد منها جانبًا والتركيز على ما يهم فعلًا، فقد تراءى لي أن تحقيق الإنسان لأحلامه فقط ليس هو ما يجلب له المعنى والسعادة، بل استخدام ذاك النجاح في إلهام غيره، كمدّ يد العون وتذليل الصعوبات لهم.
٨. الاستقلال
عند عمر معين يميل كل واحد منا إلى بناء ذاته أو شخصيته بما ما فيها من تناقضات نظرًا لكونه يحس بتلك الحاجة في نفسه، إلى أن تتم معاملته ككيان مستقل. من خلال تجربتي أن أكون مستقلة يعني أن أفكر. أناقش. أُبدي رأيي. أتصرف وأتحمل العواقب. أن أحلم وأسعى لتحقيق ما أحلم به.
٩. حول العلاقات
قد تختلف آراؤنا، رغباتنا. يمكن أن نسيء فهم بعضنا. وقد تضطرب عواطفنا فنبتعد عن الآخرين مهما يكن من أمر فإن أواصر العائلة لا تفك. قد يتم اختبار مدى قوتها إلا أنها تصمد في النهاية.
١٠. النشاط السياسي والاجتماعية والثقافي
– كإلهام
قام العديد من القادة البارزين والراحلين منهم، بمنحي ما يلزم من الشجاعة والتحفيز، عبر التطلع إليهم من خلال سيرهم الذاتية وحياتهم الذاخرة المعطاءة. أتذكر ببساطة كيف أثر فيّ الزعيم الإفريقي والمناضل البارز (مانديلا) عند قراءتي لمذكراته (المسيرة الطويلة نحو الحرية) وأنا في الـ ١٦.
– كهدف
ما أعرفه بشدة الآن هو أن على كل واحد منا بعد أن يحدث تغييرًا بداخله أن يسعى لإحداث تغيير في حياة مَن هم حوله. في عالم متسارعٍ ومليء بالتعقيدات وفي ظل قضايا شائكة تبرز باستمرار، ما يجب القيام به (ليس فقط إظهار التعاطف) وإنما المشاركة في تحسين تلك الأوضاع.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 30,586
مقال وتجربة ملهمة تلخيص للسنوات العشرين الماضية
link https://ziid.net/?p=70467