تريد نقلة نوعية في حياتك؟ استعن بالكتابة!

قد يبدو في البداية أن أكثر من يستفيد من الكتابة هم الكتاب، أو المدراء، أو رجال الأعمال، أو الصحفيون، أو المتحدثون الرئيسيون، وهذا ليس ببعيد عن الحقيقة. بإمكان كل منا أن يستفيد من مهاراته الكتابية من خلال تطويرها وصقلها حتى لو كانت مجرد تدوين ليومياته. وبحكم أن الإنسان اجتماعي بطبعه؛ فإننا بحاجة إلى التواصل باستمرار.

وعلى الرغم من أن معظم هذا التواصل يسري سريانا لفظيًّا أو غير لفظي، فإن قدرًا كبيرًا من المحادثات تتطلب منا الكتابة. وأوضح مثال على هذا هي المنشورات أو الرسائل على شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، وتويتر، وتمبلر، وتتضمن هذه الرسائل النصية التي نرسلها باستخدام هواتفنا الذكية أو برامج مثل سكايب، وفايبر، وواتس أب.

وما زالت الرسائل الإلكترونية تحتفظ بمكانتها، فالبعض لا يزال متمسكًا بفن كتابة الرسائل المفقود. وهذه كلها مجرد أمثلة حيث يطلب منا فيها الكتابة، لكن ماذا عن فوائد الكتابة التي نكتب فيها لمجرد الكتابة؟ كيف نستطيع الاستفادة منها؟

8 أسباب تفسّر تحسّن حياتك بفضل المهارات الكتابية الممتازة

1.الكتابة تساعدك على تصفية ذهنك

يشعر كل منا بين الحين والآخر بالحاجة للتنفيس والتعبير عن آرائنا كي نوصل وجهات نظرنا. والكتابة بدورها تعينك على ذلك، حاول أن تدون كل أفكارك، وشكواك، وتخيلاتك، وأي شيء قد يخطر ببالك.

اكتب ببساطة من دون التفكر بما تملؤه على ورقتك أو شاشة حاسوبك. قد يبدو الناتج فوضويًّا، ولكن هذا ليس بالأمر الجلل؛ فالمقصد هو أن تصفي ذهنك، حتى تتمكن من قضاء يومك والعمل وحل المشاكل والاستمتاع بالحياة؛ لأنك ستجد أنه من الأسهل أن تعمل وتركز أيًّا كانت مهنتك بدون تلك الأفكار المشتِتة القابعة في رأسك.

2.الكتابة تساعدك على استعادة الذكريات

سوف تتفاجئ كيف أن للكتابة القدرة على إعادة الذكريات القديمة وشبه المنسية. ابدأ بتدوين ما تتذكره. قبل أن تلاحظ ذلك، ستثير كلمة معينة أو عبارة دونتها على الورق ذكرى أخرى لم تكن لتفكر بها أبدًا. بعض الذكريات لن تكون ممتعة، لكنك ستكون قادرًا على النظر إليها من بعيد ووضعها بمنظور والتفكر كم تعلمت من تلك التجارب، ومن ناحية أخرى، سترسم الذكريات السعيدة الابتسامة على وجهك، وستتذكر الأحداث والأشخاص الذين تهتم لأمرهم مما يقودك إلى الاتصال بهم من جديد.

3.القدرة على تخزين الأفكار

إنها لفكرة جيدة أن تدون بيدك الأفكار التي تظهر من العدم لأنك بهذه الطريقة ستكون أقل عرضة لنسيانها. يمكنك أن تبقي هذه الأفكار داخل رأسك، لكن بحكم أننا نعيش في عصر رقمي؛ فإننا نتعامل مع كمية كبيرة من المعلومات ومن المؤكد أننا ننسى معظمها، وهذا يتضمن أفكارًا عظيمة وثمينة. ومع ذلك، عندما تدونها فإنك لن تنقذها من النسيان وحسب، بل سيكون من الأسهل عليك أن تطورها وتربطها ببعضها البعض، بل ويمكنك أن تبتكر أفكارًا جديدة من خلال عملية العصف الذهني.

4. وضع أحداث حياتك في منظورها الصحيح

إن أبسط الأمثلة على ذلك هو الاحتفاظ بمفكرة، لكنها ليست الطريقة الوحيدة لوضع الأمور في منظورها الصحيح.

فكتابة القصص الخيالية ستساعدك أيضا في تحليل الأمور والنظر إليها من وجهة نظر مختلفة، ستكون قادرًا على عقد مقارنات بين المواقف والأحداث الخيالية وتلك الحقيقية التي حصلت في حياتك مما يساعدك على النظر إليهم في ضوء أكثر موضوعية. وهنالك طريقة أخرى فعالة للقيام بذلك وهي إنشاء مدونة، فالمدونة ستجعلك تفكر مليًّا قبل أن تكتب أيّ شيء بما أن عملك سيتصفحه القراء.

5. تحسين مهاراتك الشفوية والكتابية

عندما تدون شيئًا ما، فإن حرصك يزداد فيما يتعلق باختيار الكلمات، وهذا يعني أن كتاباتك ستكون أبلغ وأوجز وأجمل من خطاباتك على أرض الواقع. ولكن إن استمريت على نفس المنوال لفترة طويلة؛ فإن الكثير من تلك الكلمات والعبارات والجمل التي شُكلت معًا بأناقة سوف تجد طريقها إلى مهاراتك التواصلية الشفهية. سوف تبدأ باستخدام مفردات جديدة مما يترك انطباعًا أفضل عنك مع الشخص الذي تتواصل معه مما يفيد حياتك على الصعيد الشخصي والمهني.

6. الشعور بالإنجاز

أتعرف ذلك الشعور المبهج بالإنجاز بعد تركيب شيء ما أو إصلاحه، أو الانتصار في لعبة بسيطة؟ سوف يغمرك هذا الشعور بمجرد الانتهاء من كتابة قصة قصيرة، أو منشور نشرته على مدونتك اليومية، أو الفراغ مما دونته في مذكراتك اليومية، ويمكن لمن يملك طموحًا أكبر أن يكتب رواية، أو يؤلف كتابًا مما يجلب شعورًا أعظم بالإنجاز. لكن التزم في الوقت الحالي بنماذج أقصر -فمن يدري- ربما تكون قادرًا على نشر بعض أعمالك في المستقبل، أو تكسب مالًا إضافيًّا بفضل مهاراتك الكتابية.

7. تمرين ذهني مفيد

إن المحافظة على اللياقة لا تنطبق على تمرين جسدك بانتظام وحسب، بل وتطبيق الشيء ذاته على عقلك. فالكتابة تنشط عددًا من الوظائف الإدراكية المختلفة، وتطلق العنان لإبداعك. وهذا سيحافظ على حدة دماغك ونشاطه، ويمكن لها حتى أن تقوم مقام التدبير الوقائي ضد بعض الأمراض العقلية، مثل الزهايمر أو الخرف. وكما ترون، هنالك الكثير من الطرق التي يمكنك من خلالها من الاستفادة من الكتابة بانتظام حتى لو لم تكن كاتبًا محترفًا. ستقودك كل هذه النصائح إلى أن تصبح شخصًا أبرع وأبلغ وأكثر رضًا.

تعينك المهارات الكتابية العظيمة على أن تصبح إنسانًا بارعًا، وستمكنك من تحسين حياتك الاجتماعية والمهنية. ابدأ بالكتابة اليوم واجنِ الثمار.

إليك أيضًا

• كيف أنقذتني الكتابة في من شبح البطالة؟
• بدايتي مع الكتابة وتجربتي في نشر مقالي الأول
• تجربتي في كتابة ٥٠ مقالًا وكيف غيّرت حياتي