التداوي بالعزلة
العزلة ليست دائمًا سلبية وسيئة بل يمكن أن تكون إيجابية وتساعدنا في التواصل مع ذواتنا بشكل أفضل
add تابِعني remove_red_eye 1,128
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
“اعتزل ما يؤذيك”
وقال عنها دوستويفسكي:
“العزلة: زاوية صغيرة يقف فيها المرء أمام عقله”.
العزلة مِن عَزَل، أي: عزل نفسه عن شيء ما، مكان ما. والعزلة بمعنى: عدم وجود اتصال مع الناس والعالم.
ولكن هل يمكن للعزلة أن تكون دواءً؟ الإجابة: نعم. كيف؟ من خلال اتباعك لهذه النقاط:
1- التقرب إلى الله
عندما تتخذ قرار العزلة، قرّب من علاقتك مع الله، لأنك حينها ستكون بمعزل عن الناس والعالم وكل ما يؤذيك، فهذهِ فرصة عميقة للتقرب من الله لتناجيه وتحمده بكل ما تمتلك من روحانية. على عكس بقية الأيام عندما تكون مشغولًا.
2- التقرب من الذات
عندما تكون مع الناس في العمل وفي الحياة اليومية وتستهلك كل طاقتك معهم، لا بد أنك حينها تكون بعيدًا عن نفسك وذاتك، لذلك وأنت في طور عزلتك تقترب من ذاتك جيدًا، تَنَاقش وفكر وقم بحوار شخصي معها، واجِه نفسك بنقاط ضعفك، تحدى نفسك، طوِّر نفسك، زِدْ من نقاط القوة، والكثير من الأشياء جرّاء اتصالك بذاتك. ويكون أحيانًا هدف العزلة هو البحث عن ذاتك التي قد نسيتها في صخب الحياة؛ فتمارس العزلة لتعيد اتصالك بها.
3- الابتعاد عن صخب الحياة
خلال الحياة اليومية، عادة ما تكون في صخب العالم فتلهو بأحداث العالم، تراقب وتتابع حياة شخص ما على الانستقرام وتقرأ عن حياة شخص ما في تويتر، وذاك يحاورك في الواتس أب في موضوع ما، كل هذه الأمور لا بد إنها تكوّن شوشرة ذهنية لك، فلذلك خلقت العزلة. فأنت عندما تقرر الانعزال يجب عليك أن تبتعد ولو قليلًا عن هذه الفوضى اليومية، لكي يبقى عقلك هادئًا وتستمتع بطمأنينة لم يسبق لك خوضها.
4- تنويع النشاطات:
خلال عزلتك لا بد من تنويع النشاطات، فلا تجلس طوال اليوم على السرير بحجة أنك “منعزل” ولكن مارس حياة طبيعية، كالمشي في المنزل أو خارجه، الكتابة، القراءة، اللعب خارجًا وغيرها من النشاطات الطبيعية. حتى أن العزلة ستساعدك في إيجاد نشاطات جديدة. لا تغلق على نفسك بحجة العزلة يجب عليك في النهاية الخروج بنتائج عظيمة لا سيئة.
5- العمل بتركيز عالي
تتيح لك العزلة فرصة لممارسة أمورك بتركيزٍ أعلى من الأيام السابقة، ستكون وقتها بوضعٍ هادئ ولن تزعجك بعض التفاصيل. سيكون عقلك حينها في غايته، أيْ: في كامل قدرته على عكس بقية الأيام، حتى إنك ربما ستكمل بعض الأمور التي لم تسنح لك الفرصة سابقًا لإكمالها.
6- الإبداع
العزلة والهدوء هما بابا الإبداع، كثيرًا ما يتردد على مسامعنا أن العزلة تنتج المبدعين ولكن كيف؟ خلال عزلتك والهدوء الكامل سيزداد ويكبر مجال الخيال لديك، وتلتفت إلى اكتشاف أمور ما أو حتى أنك ربما تبتكر شيئًا جديدًا وفريدًا، و غالبًا ما تُستخرج هذه الأشياء من عمق العزلة، أي: عندما تكون وحيدًا.
7- العزلة والألم
أحيانًا يكون الألم هو السبب الرئيسي لعزلة الشخص، الألم النفسي الذي ربما يصعب عليه شرحه فيضطر حينها إلى عزل نفسه ليتمكن من حل هذه المشكلة، وهنا تجد كيف يمكن للعزلة أن تكون -فعلًا- دواء، فهو عندما يكون وحيدًا سيتمكن من معالجة الأمر، أو على الأقل سيتمكن من الشروع في إيجاد الحل.
في نهاية الحديث أود أن أقول ومن تجربة شخصية، بإن العزلة يجب أن تمارس من قبل جميع الأشخاص، ولا يجب على الشخص أن يتجاهل نفسه خوفًا من كلمة “العزلة”، فهي دواء حين يستثمرها الشخص. بالإضافة إلى أن العزلة يجب أن تكون محدودة المدة، بحيث ألا تطول ويدخل الشخص حينها في الوحدة، لأننا في النهاية كائن اجتماعي ويحتاج إلى الناس والتواصل بشكل عام.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 1,128
كيف يمكن للعزلة أن تكون دواءً
link https://ziid.net/?p=73398