أبرز 9 أمور تحقق عبرها الاتزان وفق الحكمة اليونانية

كتاب “فلسفة الاتزان اليومي” عبارة عن تأملات في فن الحياة السعيدة للكاتب الشاب ريان هوليداي من أمريكا، يتضمن كتابه يوميات ومحاضرات لمعلم من روما ومؤلف مسرحي وحكيم واجه تحديات يستفاد منها، على الرغم من اختلاف الزمان فإن التاريخ يعيد نفسه ومشكلات الإنسان تتكرر مع اختلاف القالب والمرحلة.

وهي خلاصة حكمة يونانية خُلدت من أجل العيش بسعادة وأبرز ما جاء في هذه الفلسفة 9 أمور وهي التالي:

1- التحديد والتقسيم

حدد ما الذي في يدك وتحت سيطرتك وما لذي ليس لك خيار فيه ولست المتحكم. معرفتك للفرق بين ما يمكنك القيام به أو تغييره وما لا يمكنك سيجعل لديك مزيدًا من الوقت للعمل على ما بوسعك وستتقبل كل شيء خارج عن كيانك مثل: تغير مناخ. إن تحولك إلى العمل على ما تستطيع سيجعلك حاضرًا وحضورك وعملك فيه حتمًا سيغير مستقبلك ويجعلك أكثر اتزانًا وهدوء.

2- تعلم قوة الرفض، وقل: “لا”

قد يكون من الصعب أن ترفض طلبات أو دعوات ومن جانب آخر مشاعر القلق والتوتر، كيف ترفض كل هذا وتوقفه قبل أن يتم استنزافك، علمًا بأن القلق مصدره رغبة ليست في نطاق سيطرتك.

3- الإدراك والفعل والإرادة

تعتبر هي الأنظمة الثلاثية للفلسفة اليونانية ويخبرك “ريان” بأن تطبيق ذلك يستغرق وقتًا طويلًا يمتد لسنة كاملة بحيث تتحكم في إدراكك وتوجه أفعالك نحو الطريق الصحيح، وتتقبل الأمور التي ليست في سيطرتك.

4- ابدأ وقد حددت الغاية في ذهنك

وهي من العادات السبعة التي ذكرها ستيفن كوفي في كتابه، وهذا الأمر سيجعل لجهودك مسارًا، وحتى تعلم من تكون وما الذي ستقدمه للحياة، هذا سيجعلك غير منشغل بالأمور غير المهمة فيكون لديك قدرة على رفض المغريات، وتصبح قادرًا على الامتناع وهو المعنى الحقيقي للحرية وضدها فقد حريتك في الامتناع.

5- السلام الداخلي

لم تعد صورة الفيلسوف مثل السابق المنحصر في دور العبادة أو على أرض خضراء اليوم هو من تلتقيه في متجر أو زوجة صالحة لجندي أصبح الفيلسوف هو كل شخص يقوم بواجبه على أكمل وجه وبسلام داخلي، وسكينة واستقرار علمًا بأن هذا السلام هو خيارك فليست هنالك بيئة متوفرة لهذا، وأمامك شيء واحد هو التركيز على ما بيدك وترك كل شيء خارج عن سيطرتك إلى القدر ومقدر الأقدار فوض أمرك إليه. ينصحك “ريان” بتذكر هذا بشكل متكرر خلال يومك صباحًا ومساء.

6- احذر أعداءك الجدد

في الماضي كنا نعرف بأن لنا أعداء منهم: النفس، والهوى والشيطان، وصديق السوء. وفي العصر الحالي كما جاء في الكتاب يذكر “ريان” أعداء جددًا منهم: مهندسي وادي السيليكون، ومصنعي الأغذية، ووسائل الاعلام، الكل يريد أن يستثيرك ويجعلك مدمنًا، يتفنن الجميع في المغريات وجذبك بأكثر من وسيلة الكل يريد أن يشغلك عن المهم ويشتتك وفي هذه الفلسفة يتم توجيهك للانتباه من أن تصبح دمية.

7- الوعي الذاتي

قيّم ذاتك بموضوعية وكن مدركًا لكل الأحداث التي تجري من حولك حتى تستطيع أن تتخذ قراراتك فقد تخطأ بسبب العاطفة وتفكيرك غير المنطقي، واحمِ مشاعرك وعقلك مثلما تحمي جسدك المادي من أن يمسه أحد وهذا ما يحدث معك خصوصًا مع وسائل التواصل الاجتماعي، كن واعيًا ولا تسلم نفسك للإنترنت الذي يأخذك في كل اتجاه ويبحر بك ويأخذ منك أثمن شيء تمتلكه وقتك وعقلك ومشاعرك.

8- رضا الجميع غاية لا تدرك

لن يحبك كل الناس لذلك كن أنت، ولا تدمر نفسك من أجل أصدقاء غير نافعين، فأنت ستصبح مشابهًا للشخص الذي تقضي أغلب وقتك معه لذلك ينصحك الكاتب بالبحث عن المكان المناسب والأصدقاء المناسبين، ولا تسمح للسيئين بالدخول في حياتك وهذا ليس غرورًا بل بحثًا عن الأفضل وتحسينًا للنفس، من أجل ذلك اسأل نفسك عنهم قائلًا: “هل من أجلس معهم يجعلونني أفضل؟ هل يجرونني لمستوى متدنٍّ؟ وهكذا..” “أخبرني كيف تقضي وقتك؟ أخبرك ما الذي ستكون عليه مستقبلًا”

9- امتلك “كاتو” خاصًّا بك

“كاتو” فيلسوف روماني عرف عنه الانضباط الذاتي وكان قدوة في شجاعته، ومن الممكن أن تستفيد من هذا بحيث تخلق لك “كاتو” في داخلك تستخدمه لإرشادك، وهي فكرة تجدها في أكثر من مجال بحيث تخلق شخصًا غير حقيقي شاهدًا على أفعالك يحاسبك حين تتكاسل، ومن الأمور التي ستساعدك السؤال، اسأل نفسك: لما أفعل هذا؟ وإذا كان الأمر هامًّا اسأل نفسك لماذا تتردد وما السبب في خوفك؟ فالعظمة تكمن في الانتصار على العقبات.

وأخيرًا، يحرص الكاتب على أن يوصلك إلى مهمتين رئيسيتين في حياتك، وهما: أن تكون خيِّرًا، وتسعى في مهنة تحبها، وغير ذلك يعتبر هدرًا لقدراتك وطاقاتك، تصل لذلك من خلال الحكمة اليونانية التي تطلب منك رفض المغريات وقبول ما ليس في سيطرتك، والتركيز على ما في سيطرتك وتستطيع فعله بحيث تستغل وقتك وعمرك القصير.

إليك أيضًا:

• هكذا هي لغة الثقة بالنفس
• الثقة بالنفس طريقك لتحقيق ذاتك
• هنا كل ما تعلمته لاكتساب الثقة بالنفس