الأسباب التي جعلتني قادرة على تجاوز فترة صعبة من حياتي
جميعنا نمر بفترة صعبة وقاسية في مرحلة من مراحل الحياة، بعضنا يستطيع تجاوزها والبعض يفقد الأمل ويستسلم، إياك أن تستسلم
add تابِعني remove_red_eye 782
في أوقاتنا الصعبة نحتاج أحيانًا لصديق أو قريب يحضننا ويخفف عنا قسوة الألم، وأحيانًا يكون كل ما نحتاجه هو كلمات تقوّينا وتجعلنا قادرين على تحمل الصدمات، ليغدو أسوأ كابوس في حياتنا بوابةً إلى عالم آخر أكثر سعادة ودنيا جديدة.
يوم غريب.. أعراض غريبة.. ودون أيّ توقعات يحدث شيء لم يخطر ببالي أبدًا بأنني سأصاب به، فحوصات وزيارات للعديد من العيادات والحمد لله كان كل شيء سليمًا ولا يدعو للقلق، إلى أن وصلت آخر عيادة، وفيها سمعت أقسى جملة في حياتي!
لم تكن أول مرة أسمع فيها كلامًا مؤلمًا لكنها كانت كافية لهدم كل ما هو جميل في حياتي.
عندما كان الطبيب يشرح مرضي كنت أسمعه وكأنه يقول “لم يتبق سوى أيام أو شهور وتنتهي حياتك”، كنت أودّع أجمل ما فيها: أطفالي، عائلتي، منزلي الذي لمّا يكتمل بناؤه بعد.
عشت أيامًا كئيبة حزينة وكأن الحياة خالية من الألوان، ما بين ألم وحزن تذكرت ذلك الحلم المؤجل وكأنني كنت أنتظر الصفعة لأستيقظ، ذلك الحلم الذي شغلني لسنوات ولم أحققه بعد، هل سأسمح لهذا المرض أن يحبطني ويمنعني؟ هل سيجعلني أستسلم له بسهوله؟ هل ستكون باقي حياتي ما بين خوف وتفكير؟
بكل تأكيد، لا! وكان هذا أول سبب لأقاتل!
1- أن تحلم شيء وأن تصر على تحقيق حلمك شيء آخر
أحلامنا هي التي تجعلنا نتخطى ظروف الحياة الصعبة، هي الدافع لمواصلة الحياة، بدونها تكون حياتنا رتيبة، تسير بنفس الوتيرة، لولا الله سبحانه ثم هذا الدافع لما استطعت تجاوز فترات صعبة وقاسية من حياتي، بدأت رحلة العلاج واستمرت شهورًا طويلةً، خضعت خلالها لعملية جراحية لم تكن سهلة أبدًا، في المقابل لم أضعف أبدا كان حلمي وَقُودي، قوّتي (بعد استعانتي بالله) على تجاوز هذه الفترة.
مرضي لم يكن شرًّا أبدًا كما ظننت بل كان خيرًا كثيرًا، علّمني أن السعادة بالقرب من الله، وأن هناك حلمًا ينتظرني لتحقيقه. أصبحت أقوى من قبلُ، وتغيرت حياتي للأفضل، تلك القوة لم تأت من فراغ، القوة التي جعلتني أصرّ على تحقيقه ولم أستسلم حتى أصبح واقعًا أعيشه الآن، نعم، نجحت في تحقيقه، كان حلمًا ثم أصبح حقيقة.
لا تنتظر أن يحدث شيء ليذكّرك بحلمك الذي نسيته، لنبحث عن أحلامنا المؤجلة وأحلامنا التي أضعناها وتخلينا عنها لأي سببٍ كان. اعلم أنك ستمر بعقبات كثيرة لا تستسلم وتُحبط عند كل عثرة بل استمر.
أحيانا تظن أن لا فائدة من الاستمرار ويسيطر عليك اليأس، لكن تأكد أنها فترة ثم تنقضي، ثِقْ -تمام الثقة- أن حلمك يستحق أن تتعب لأجله ولا تتخلى عنه مهما حصل.
2- ركز على الأشياء الإيجابية في حياتك
تفائل وركّز على كل ما هو جميل ورائع في هذه الحياة، التفاؤل يجعلنا نشعر بأننا أفضل ويخفف مشاعر التوتر، من الطبيعي أن نحزن ونبكي -وربما نصاب باليأس- لكن تذكر أن ما حدث (واقع لا مفر منه، وأن الحزن لن يغيّره، ابحث عن الأشياء التي تسعدك ولا تسمح للحزن بأن يكون القاعدة.
[كيف نحول الذكريات السلبية لمحفّز؟]
3- الرضا بالقدر وحسن الظن بالله
مهما كان قدرك مؤلمًا وقاسيًا، احْسِن الظن بالله وارضَ بقدرك ولا تستسلم لليأس، توقع الخير دائما مهما كان في ظاهره شر، فالله تعالى يقول: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}
نَعَمْ، الله وحده يعلم ونحن لا نعلم، كلما مررت بظرف صعب أو أمر تراه فوق طاقتك اعلم بأنك ستتخطاه وبأنها أيام وتنتهي إذا كانت ثقتك بالله قوية، وأحسنتَ الظن به، وتذكرّ أنه إذا كان الله معك فلن يهزمك شيء، وكلما اقتربت من الله أكثر كلما تحققت لك أمور ظننتها من المستحيلات.
نظن أنها النهاية لكننا نكتشف أنها هي البداية
في الختام، اِعلم أن كل أمر يصيبك هو اختبار من الله للقوة صبرك ورضاك بقدره، وأنت من يقرّر أن تجتاز الاختبار بنجاح أو فشل واستسلام. دائمًا أحسن الظن بالله وكن متأكدًا وكن على يقينٍ وإياك أن تقول أجرّب، كن واثقًا جدًّا أنها مجرد غمامة سوداء ستنتهي، ثم تشرق شمس، تشرق معها ابتسامتك، فقط ثق بذلك، تفاءل ولا تتخلى عن أحلامك، حقق حلمًا وابدأ بالآخر (هذه ما أسميها حياة)
إليك أيضًا المزيد من التجارب الملهمة:
add تابِعني remove_red_eye 782
تجربة ملهمة ومؤثرة ستعيد فتح عينيك على الحياة بكل ما فيها من جمال
link https://ziid.net/?p=48667