خطر الانحياز الفكري على الوعي
التمسّك بآرائك وأفكارك المسبقة التي قد تكون مكتسبة لا أكثر أشبه بحاجز قد يحدّ من مستوى وعيك ويعيق طريقك نحو التقدّم.
التمسّك بآرائك وأفكارك المسبقة التي قد تكون مكتسبة لا أكثر أشبه بحاجز قد يحدّ من مستوى وعيك ويعيق طريقك نحو التقدّم.
add تابِعني remove_red_eye 2,463
غالبًا ما كنت أشعر بالاستياء عند قراءة كتاب يحتوي على أفكار تتعارض مع أفكاري أو عبارات واقتباسات لا تدعم آرائي وقناعاتي، شعور بالاستياء للدرجة التي ترغمني على التوقف عن إكمال القراءة، إلى أن بدأت أتعمّد أن أذكر نفسي قبل قراءة أي كتاب وعند كل مرة أشعر فيها بهذا الصراع الفكري بأنه ليس بالضرورة أن يؤثّر رأي الكاتب على رأيي، لا بأس أن اطّلع على ما يناقض آرائي وأفكاري بل ومعتقداتي أيضًا وأحتفظ وأتمسك برأيي، ألقي نظرة على آراء مختلفة من باب المعرفة لا أكثر، لأطمئن حينها وأكمل القراءة بعقل متفتح ومتقبل لكل اختلاف يواجهه.
المدهش في الأمر عندما ألاحظ أن في تلك السطور نسبة من المصداقية والعقلانية التي قد تجعلني أعيد النظر لتنقيح فكرتي عنها أو رأيي السابق، وكأنها تكشف لي جانبًا آخر لشيء ما كنت أنظر له من زاوية مختلفة تمامًا، إنه الانحياز الفكري. وهذا مثال واقعي يجسد فيه خطورة هذا الانحياز الذي قد يقيّد ويحد من مستوى الوعي لديك.
وهو ميل عقلك نحو سماع المعلومات التي تؤكد أفكارك المسبقة أو فرضياتك وقناعاتك فقط، بغض النظر عن كونها صحيحة أوْ لا، ممّا يؤدي للحكم على الشيء من منظور واحد قد يصدر عنه قرار غير دقيق.
قد يتضح لك الانحياز الفكري أيضًا في أغلب الأشخاص الذين يؤمنون بحقيقة الأبراج وصفاتها بسبب التفاتهم نحو بعض الصفات التي تتفق معهم وتجاهلهم لتلك التي لا تتفق معهم بالرغم من وجودها، ولو اطلعوا قليلًا على الأدلة التي تنفي صحة صفات الأبراج لكانت كفيلة بتغيير نظرتهم، ولكن وبعد حواراتٍ عدّة دارت بيني وبين أشخاص متعصبين لحقيقة الأبراج أيقنت أنهم يتعمدون تجاهل البحث وراء المعلومات التي قد تضعف تلك الأفكار أو تعارضها، وميلهم لقراءة ما يتوافق مع صحة معلوماتهم السابقة وتبريرها فحسب.
وفي عالم السوشيال ميديا تتفاقم المشكلة عندما ينخدع الأفراد بمجرد أن يستمعوا لآراء نخبوي مشهور ويتبعوه في رأيه بدون أدني تفكير، بسبب انحيازهم لأن شهادته الجامعية التي حصل عليها من جامعة مرموقة وشهرته الواسعة كفيلة بصحة رأيه، والأمثلة لا حصر لها، وقد تتضح لك في أبسط المواقف والحوارات اليومية.
الحقيقة أن كل شخص منّا فيه نسبة من هذا الانحياز قد تتفاوت من شخص لآخر وهو جزء لا يتجزأ من الطبيعة البشرية، ولكن وعيك به وبطريقة تفكير عقلك قد يجعلك مرنًا أكثر ومتقبلًا للاختلاف ويجنبك شخصنة كل من يتعارض مع آرائك لعلمك المسبق بوجود هذا الانحياز، ولأن العقل يخضع لقيود قد تعيقه عن رؤية الأشياء بشكل محايد أحيانًا.
وأخيرًا.. أختم مقالي بمقولة للشافعي -رحمه الله- تتجسد فيها مفهوم الانحياز بشكلٍ واضح. “عين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا”.
add تابِعني remove_red_eye 2,463
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
مقال مهم حول مرونة الفكر وتجنب الانحياز للأفكار المسبقة
link https://ziid.net/?p=80223